خاص: الراكوبة –
كشفت مصادر مطلعة معلومات جديدة عن الصراع بين الرئيس السوداني ونائبه الأول الفريق بكري حسن صالح، ما دعا البشير للإطاحة به من منصب رئيس الوزراء وإيكاله إلى معتز موسى الذي يُعد أحد خلصائه وأقربائه.
وذكرت مصادر مأذونة لـ(الراكوبة) أن الخلاف بين البشير وبكري وصل إلى درجة متقدمة، بعدما شعر البشير أن نائبه الأول ليس متحمساً لترشيحه في انتخابات 2020م، وأشارت المصادر إلى أن البشير قام بحل حكومة الوفاق الوطني من أجل الإطاحة ببكري من منصب وزير الوزراء، وقالت المصادر إن البشير قصد أن يكون ذلك في اطار تعديلات شاملة حتى لا يتسرّب خبر صراعه مع نائبه الأول، لأن ذلك يُوحي بأن دائرة الرافضين لترشيحه في انتخابات 2020م اتسعت بصورة كبيرة، لدرجة أنها شملت حتى بكري الذي يُعد أقرب خلصائه، وكاتم أسراره منذ ما قبل انقلاب الإنقاذ.
وقطعت المصادر بأن خطة البشير كانت ترتكز على إبعاد بكري من منصب النائب الأول أيضاً، وتعيين الفريق عوض ابنعوف وزير الدفاع الحالي في المنصب، إلا أن القرار وجد تحفظاً كبيراً من قبل دوائر فاعلة استشارها البشير.
وأكدت المصادر أن ثقة البشير في بكري تراجعت بصورة كبيرة عقب التقارب بين بكري وبين الحكومة المصرية التي قدمت له دعوة رسمية لزيارة مصر.
ومعلوم أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التقى ببكري في زيارته إلى السودان في التاسع عشر من شهر يوليو الماضي، وذلك للمرة الأولى، على الرغم من أن السيسي زار السودان قبل ذلك خمس مرات.
ومعروف أنه عقب عودة السيسي الى مصر قدمت الحكومة المصرية الدعوة لبكري لزيارة القاهرة، الأمر الذي فتح الباب – حينها – للحديث عن أجندة سرية وغير معلنة خلال اللقاء الذي جمع السيسي وبكري بالخرطوم.
وشاع – حينها – على نطاق واسع، أن السيسي الذي زار الخرطوم بصورة مفاجئة، جاء حاملاً مقترحاً إقليمياً يقوم على قطع علاقات السودان مع تركيا وروسيا، لترسيخ العلاقة بينه والسعودية والإمارات ومصر بصورة تضمن إنهاء الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها السودان.
كما أن بعض التقارير أشارت إلى أن السيسي اقترح – أيضاً – تنحي الرئيس عمر البشير من السلطة لتسوية أزمات السودان بصورة كلية. ورجّحت تحليلات – وقتها – أن يكون البديل بكري حسن صالح، الذي يبدو مقبولا لدوائر خارجية، لكونه ليس وثيق الصلة بحركات الإسلام السياسي.