(أخبار اليوم) تجري استطلاعا في اوساط قوى دارفور حول ازمة الاقليم والانتخابات
رئيس حركة تحرير السودان (جناح السلام): نرفض قيام الانتخابات في دارفور بصفة خاصة
اسماعيل أغبش : قيام الانتخابات بهذه الصورة يؤدي الي انفصال الجنوب وتعقيد ازمة السودان في دارفور
مساعد مناوى: نحن ننادى بالتحول الديمقراطى ولا نسعى لمقاطعة الانتخابات
الدكتور محمد سليمان : الانتخابات القادمة تعتبر فرصة الشعب السوداني للخروج من مأزق الانقاذ
الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة: نضم صوتنا الى المطالبين بتأجيل الانتخابات في دارفور الى حين التسوية
القيادي بحزب (السودان انا) : مقاطعة الانتخابات لا تصب في مصلحة اهل دارفور
اجرته/ فاطمة محمد ابكر
مع بداية الحملات الانتخابية ارتفع الصوت عاليا في اوساط الحركات المسلحة بدارفور بضرورة تأجيل الانتخابات في دارفور ريثما يتم التوصل الى تسوية سياسية لازمة الاقليم واعلنت قبيل ذلك احزاب تحالف المعارضة بدارفور مقاطعتها للانتخابات واكدت بعض الحركات المسلحة واحزاب دارفور ان اهل دارفور لن يشاركوا في الانتخابات المقبلة وان الانتخابات ستزيد الاوضاع المأزومة في دارفور تعقيدا في وقت اكد فيه الرئيس البشير ان دارفور مستعدة ومهيأة لخوض الانتخابات والمشاركة فيها حول هذه التناقضات اجرت اخبار اليوم استطلاعا مع قوى دارفور الحية واللاعبة بفاعلية في الساحة حول اهمية الانتخابات بالنسبة لدارفور وما اذا كانت فعلا ستزيد تعقيدات الازمة الى جانب محاور اخرى مرتبطة بالازمة والانتخابات
الخروج من مأزق الانقاذ
فكان اول من استطلعناه هو الدكتور محمد سليمان ادم مساعد السيد مني اركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان فبدأ حديثه قائلا نحن لا ننادي بمقاطعة الانتخابات بل ننادي بالتحول الديمقراطي الذي يضمن التداول السلمي للسلطة ويجب ان تكتمل وتتم في كل الظروف والانتخابات القادمة تعتبر فرصة للشعب السوداني للخروج من مأزق الانقاذ الذي استمر لعشرين عاما ونؤكد ان مقاطعة الانتخابات لا يصب في مصلحة اي شخص في السودان لانها تبقى النظام الحالي في موضعه ونحن نريد اجتزاز النظام الشمولي والعودة الى النظام الانتخابي لتداول السلطة
واوضح ان الذين يرغبون تعجيل الانتخابات يسعون الى نيل فترة انتقالية اخرى وان حركة تحرير السودان على عكس ذلك لانها ترى ضرورة تغيير نظام الحكم عبر الانتخابات والديمقراطية وابان ان حركته ترى ان الشعب السوداني اختار الانقاذ وفاز بالحكم فهو خياره ويكون قد جاء عبر انتخابات لا انقلاب وبذلك يكون قد فتح باب الديمقراطية على مصراعيه ونريد ان يحدث ذلك في اقرب فترة ممكنة حتى يتسنى لكل الاحزاب بناء ذاتها استعدادا لخوض انتخابات بعد كل اربع سنوات ينهي نظم الانقلابات ويبقى التداول السلمي للسلطة
لا للمقاطعة
واكد الاستاذ الطاهر المقبول القيادي بحزب (السودان إنا) ان من مصلحة اهل دارفور عدم مقاطعة الانتخابات القادمة لانها لا تصب في مصلحته لانها سوف تقوم في الموعد المحدد بموجب اتفاقية السلام الشامل والدستور الانتقالي وانها قائمة ان شارك اهل دارفور او لم يشاركوا وعدم مشاركتهم سيفقدهم حقهم في التمثيل وناشد المقبول جميع اهل دارفور بخوض الانتخابات التي تمكنهم من ايصال صوتهم الى المجلس الوطني وهو الخيار الاصح وانه الطريق الوحيد الذي يربط دارفور بالمركز وتمكن اهل دارفور وحركاتهم من طرح القضايا التي تهمهم بالبرلمان مشيرا الى ان مفاوضات السلام بالدوحة لا تتقاطع مع الانتخابات وانها تسير في توازٍ
هجوم على صناديق الاقتراع
وفي السياق قال الاستاذ عيسى عبد الكريم الامين السياسي لحركة العدل والمساواة جناح السلام ان مقاطعة اهل دارفور للعملية الانتخابية يصب في مصلحتهم لاعتبارات عديدة وفي مقدمتها عدم استقرار الاوضاع الامنية واحتمال ان تشن قوات التمرد هجوما على مراكز الاقتراع وبالتالي يحدث خلل في النتيجة كما ان نتيجة التعداد السكاني لم تكن مقبولة لدى الكثيرين لذا اضم صوتي الى اصوات الذين ينادون بتأجيل الانتخابات الى حين الوصول الى حلول مناسبة حول القضايا الحية واضاف هذا لا يتم الا بجلوس شريكي الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لمدارسة الجوانب الاساسية وجعل دارفور امرا يهم السودان
فتنة داخلية
اما الاستاذ اسماعيل اغبش رئيس حركة تحرير السودان جناح السلام اكد رفضهم قيام الانتخابات بالسودان عامة ودارفور بصفة خاصة لانها تقود الى فتنة داخلية جديدة تعقد ازمة دارفور على حد تعبيره – موضحا انها تقوم على نتيجة تعداد سكاني مشكوك فيه وسجل انتخابات مغلوط وان قيامها بهذه الصورة يؤدي الى انفصال الجنوب وتعقيد ازمة السودان وان مقاطعة حركته تنطلق من انها لا تريد المشاركة في المهزلة التاريخية التي تسعى القوى السياسية الى خلقها دون وعي وطني اذ ان المعارضة تفعلها باجندة تدميرية لخلق الفوضى والمؤتمر الوطني منساق خلفها وتحالف جوبا مبني على اجندة تآمرية ستقود البلاد الى مرحلة ازمة لا تحمد عقباها وجدد مطالبته بان لا يشارك اهل دارفور والسودان بعدم المشاركة في الانتخابات ودعا المؤتمر الوطني وتحالف جوبا الى ضرورة الانتباه الى امر الوطن المتمثل في وحدة البلاد ودارفور
الحاجة للتغيير
وحول اجراء انتخابات حرة ونزيهة في ظل الظروف الراهنة ومعطيات الواقع قال د. محمد سليمان ان الانتخابات تشكل ضرورة وطنية ملحة وديمقراطية من اجل التحول الديمقراطي وتمكين الجبهة الداخلية موضحا ان وضع السودان الداخلي يحتاج الى تغيير واعادة بناء بطريقة حضارية هي الانتخابات والتي يقوم فيها الشعب باختيار من يمثله واضاف ورغم ضرورة قيام الانتخابات في موعدها الا اننا ندرك انها سوف لن تكون حرة ونزيهة موضحا ان الظروف الحالية غير مواتية للحرية والنزاهة والتي تتعلق بالرقابة الجيدة وتمهيد اجواء الحريات وزاد فالمؤتمر الوطني بالضرورة سيضع العراقيل و سيرفض التغيير وسيستغل هيمنته الحالية على مقاليد الامور ليعود مجددا لسدة الحكم وليست تجربة التعداد السكاني والسجل الانتخابي ببعيدة عنا واردف لكن رغم علمنا ومعرفتنا بعدم توفر الظروف المواتية للحرية والنزاهة الا ان التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع ضرورة حتمية يجب السعي وبكافة السبل من اجل تثبيتها
خارطة التحالفات
وفيما يتعلق بخارطة التحالفات السياسية المقبلة قال د. محمد ان الساحة السياسية تزدحم بتحالفات تسعى لكسب تأييد الناخبين قبل الانتخابات القادمة كنتاج طبيعي لغياب الديمقراطية والتداول الانتخابي للسلطة منذ عشرين عاما مما اضعف التنظيمات السياسية وجعلها غير قادرة على الوقوف منفردة في مواجهة المؤتمر الوطني المهيمن على كافة امكانيات الدولة المادية والاعلامية والحركية واشار الى قانون الانتخابات الجديد المبني على اساس التمثيل النسبي املى ضرورة التحالفات فكانت سببا في ان تنشأ بعض التنظيمات قوائم مشتركة واعتقد ان التمثيل النسبي في ظل الظروف الحالية يلائم الوضع السياسي الحالي وسيعطي الانتخابات زخما ومضمونا سياسيا حقيقيا
فتظهر خارطة التحالفات السياسية ثلاث قوى موجودة على الارض يتقدمها المؤتمر الوطني والتنظيمات الصغرى المتحالفة معه وما تمثله من رؤية سياسية وبرنامج يعيد الانقاذ مجددا بقيادة البشير
والحركة الشعبية وما تمثله من واقع وتحالفها مع قوى جوبا والتي قدمت عرمان ليقود البلاد في حالة فوزها والتحالف الثالث تمثله الاحزاب التقليدية والتي رغم عدم تحالفها ظاهريا وتفاعلها مع تحالف جوبا وخوضها للرئاسة باكثر من مرشح الا انها ستتكتل حول المهدي كخيارها الافضل ليقود المعركة الانتخابية وفق اوسع تحالف يسعى لاعادة الديمقراطية التي وأدتها الانقاذ
وفي نفس الموضوع قال المقبول ان الساحة السياسية مليئة بالاحزاب وانها تعمل من اجل تحقيق اهداف موحدة مع اختلاف الرؤيا وتلاقٍ في البرنامج السياسي وانه لا يضير ان يلتقي حزبان او ثلاثة في تحالف لانه لا يلغي الديمقراطية في البرامج والاطروحات ولا يؤثر عليه بل يؤكد ويعكس النهج الديمقراطي وانه يؤدي الى انتخابات نزيهة وانها لا تتعارض ولا تتقاطع ولا تلغي الديمقراطية بينما اعتبر اغبش التحالفات السياسية تأتي في اطار الكيد السياسي الذي يؤدي الى تمزيق السودان وفي رد على استفسار اخبار اليوم قال ان المشكلة في اجندة تحالف جوبا ووطنية اجندة المؤتمر الوطني بعد انسياقه وراء التحالف وان القوى السياسية ليست لديها مشروعا سياسيا لحل قضايا السودان وتوقع اغبش بالا يفوت نسبة مشاركة السودانين في الانتخابات القادمة الـ 50% داعيا القوى الى تحمل الاخطاء المرتقبة
تقديم الانتخابات على المفاوضات
وفي جانب مفاوضات السلام الجارية بالدوحة ودعوة بعض الحركات المسلحة بتقرير مصير دارفور قال د. محمد سليمان نحن ندرك تماما مقدرة دولة قطر على الترتيب الجيد لهذه الجولة الجديدة من المفاوضات ولكن تشظي الحركات واختلاف رؤاها التفاوضية ورفض بعضها الحضور ونهج المراوغة الذي عرف بها المؤتمر الوطني ربما يعيق الترتيبات الجارية حاليا والمشاركة الفعالة في المفاوضات ولم يعد خافيا على احد ان مفاوضات الدوحة الحالية ستصل حتما الى طريق مسدود فاقتراب موعد الانتخابات سيجعل المؤتمر الوطني غير متحمس للتوصل لسلام قبلها
واضاف لهذا يصبح امر شديد الاهمية تأمين الدعم المتين من قبل وسطاء السلام والضغط على الاطراف لتمكين دولة قطر من انجاح جولة المفاوضات الحالية لتكملة السلام بدارفور حتى يتمكن الجميع من التمتع بثمرات السلام التي وجدت دفعة قوية في اعقاب توقيع اتفاق ابوجا
واكد سليمان انه رغم الاخطاء الكثيرة التي ارتكبت في حق الشعب الدارفوري منذ الثورة المهدية وانتهاء بحكومة الانقاذ الحالية الا انه لم تتحقق ظروف واسباب تقرير المصير في دارفور وبالتالي فان المطالبة بحق تقرير المصير ما هي الا مناورات سياسية لرفع سقف المطالب واضاف ان دارفور تمثل رمزا لوحدة السودان ولا يمكن ان تنتزع من الوطن الام فاهل دارفور يقطنون كافة انحاء السودان شمالا وجنوبا وبالتزاوج والتصاهر خلقوا سودان اليوم بسحنته السمراء الجميلة فنحن في دارفور ورغم اختلاف وجهات نظرنا تجاه القضية الا اننا لا يمكن ان نطالب بحق تقرير المصير لدارفور اذ كيف يمكن للجسد الواحد ان ينفصل عن نفسه
اصوات نشاذ
ومضى في ذات السياق ساخرا الاستاذ اسماعيل اغبش ابكر رئيس حركة جيش تحرير السودان جناح السلام بالقول ان مطلب تقرير المصير موضوع ليس له قيمة وانها خارجة من اصوات نشاذ بينما اكتفى الطاهر المقبول بقوله ان مفاوضات الدوحة هي الوسيلة المثلى للوصول الى توافق حول القضايا المطروحة في ابوجا
تقرير المصير
وفصل الاستاذ عيسى عبد الكريم في الحديث قائلا الحركات المسلحة نادت بالاقليم الواحد منذ مفاوضات السلام بابوجا باعتبار ان تعدد الولايات كان سببا في تخلف دارفور واضاف المماطلة في تنفيذ ما اتفق حوله يؤدي الى تقرير المصير الا انه توقع بان تأتي الدوحة باتفاق سلام يكمل نواقص ابوجا داعيا الحركات المتفاوضة الاخذ في الاعتبار بان ابوجا لم تنفذ في جوانب كثيرة اهمها الخدمة المدنية وتكملة هيكلة السلطة والتنمية والاعمار وصرف اموال طائلة دون برنامج باسم دارفور
ويتفق المقبول مع عيسى بان الدوحة طريق لحل ازمة دارفور ويقول المقبول انها الوسيلة المثلى للوصول الى توافق وتوقع ان حركة العدل والمساواة بقيادة د. خليل والحركات المشاركة في التفاوض بالدوحة بان يصلوا الى حلول نهائية عبر حوار جاد
الا ان اسماعيل اغبش ذهب الى ما ذهب اليه د. محمد سليمان وقال اغبش ان سير المفاوضات بهذه الصورة والنهج الاقصائي المتبع يقود الى استنساخ ابوجا ثانية واضاف الوصول الى اتفاق جزئي مع بعض الحركات لقيام الانتخابات يجعله ناقصا لان هنالك مجموعات كانت طرفا في النزاع ولم تشارك حاليا في مفاوضات الدوحة واقصاء مجموعة البدو احد الاطراف الاساسية في الازمة ان يجعل من اي حلول لها ناقصة .