ماذا هناك؟!!
ـــــــــــــــــــــــ
بقلم السلطان ابراهيم ابكر هاشم
2022/10/12
لقد تفاجأت ودهشت لصورة في غاية الجمال نشرت علي صفحات التواصل الاجتماعي لناظر قبيلة الرزيقات ومن خلفه عدد كبير من قيادات القبيلة العريقة لتسند خطاب الناظر محمود موسي مادبو في شكل تصريح صحفي وبالتالي ما سمعته من حديث جعلني اتسائل هذا السؤال ” ماذا هناك؟ ”
لقد عُرفَ الناظر مادبو وابنائه بانهم اصحاب حكمة ورأي وعلاقات واسعة وتعايش مع كافة المكونات الاجتماعية علي مستوي السودان ءغربه وشرقه ووسطه وشماله وجنوبه، فبيت الناظر هو السودان كله ابناء واحفاد وانسابا واصهار وبالتالي تعد النظارة منفذ ومعبر لبناء السودان الواحد الموحد واعتقد انهم حريصون علي ذلك.
**وجه المفاجئة والدهشة هو حديث الناظر وتضحيته بموقعه كوسيط وحكيم واجواد لما يختلف عليه الكبار.
** كنا نسمع همسا ان هناك خلاف بين الكبار بالرغم من ان تبادل التصريحات والتطمينات من قادة السودان بان ليس هنالك خلاف بين الكبار الاخ الفريق اول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي وقائد القوات المسلحة السودانية والاخ الفريق اول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادي وقائد قوات الدعم السريع ولكن حديث الناظر فجر الخلاف بكل قوة بقوله محمد حمدان هو ابن القبيلة وهو خط احمر.
هذا التصريح بهذا الشكل انه تصريح غير موفق من اخي الناظر محمود موسي مادبو باعتباره رجل حكمة وهو مقبول لدي كل الاطراف السودانية ومحترم ومقدر بين الساسة مهما علت مقاماتهم ودرجاتهم في الدولة.
ان من شروط الحكمة، الدبلوماسية المرنة والرفيعة امام اي موقف مهما كانت شدته وقوته وبالتالي الحكيم يكون كظما الغيظ متظاهرا بالمودة والتواضع والاحترام لاصلاح ما افسده الاخرون، من الحكاوب قيل ان الكبير قد يحرض الصغارخضه بان يفتعلوا شيئا يسيئا ضد الاخر ثم في النهاية ويرمي اللوم علي الصغار الفاعلين ويتظاهر بالاسي ويقول دعوهم هذا فعل الصغار علينا تجويدها ” شا ، عيال تلفوه تعالوا نجودوه “.
تصريح اخي الناظر غير موفق ومحزن في اننا افتقدناه كحكيما ورمزا كنا نعول عليه كثيرا في جمع الشتات باعتباره اكبر ركيزة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء علي مستوي مقامه اين ما وجدوا وبالتالي بهذا الموقف قزم نفسه ولم يعد محايدا للعب دور المصلح.
** الامر المخيف جدا هو ان هناك جهة مهدد للاخ نائب المجلس السيادي وان التحذير القوي الذي اصدره اخي الناظر يبرز لنا مدي حجم وخطورة الازمة القائمة بين تلك الجهة المُستهدِفة وقائد قوات الدعم السريع.
الخُطورةُ هنا اذا انتقل الامر من مرحلة الاتهام الي التراشق بالكلمات ثم تحول الي الصدام العسكرى فهذا هو نهاية السودان مؤكدا او تغيير جعرافيته او يكون سببا لامر اخر مستترا لا ندري او نعلم كنهه ولكن المؤكد هو دمار السودان بصفة نهائية وبالتالي حتي ولو ان هناك طرف فرض هيبته علي الدولة بقوة السلاح سوف تظل الازمة قائمة ويكون الانقسام قائما ما بين منتصر يرى العبرة في قوته وقوة سلاحه وبين مهزوم يتحين الفرص لرد اعتباريته وبالتالي سيصبح السودان مقعدا كسيحا مشلولا لا يستطيع الحراك او النمو.
من هنا اري ان مصلحة السودان ومصلحة انسانه ان يكون السودان مستقرا وهذا لا يتأتي الا باعلاء قيمة الوطن والتسامح من اجله والبعد عن الاستقطاب القبلي والتي تعد العدو اللدود للسودان وشعبه.
من هنا اناشد باسم الوطن وعزته وكرامة انسانه كل الاطراف علي ضبط النفس وانهم لم يكونوا اطرافا الا من اجل الوطن وخدمة انسانه وبالتالي الالقاب والتقسيمات ليست شرفا وانما وسيلة لاجل التنظيم والتمييز الشكلي ولكن الموضوع هو كيفية العطاء للوطن فلا داعي للتنافس وجر الوطن الي مهلكة الوطن كله في غنيً عنه.
الوطن فوق الجميع ويسع الكل وحفظه مسئولية الجميع فاليعش سوداننا حرا مستقلا.