تصفية الفريق الزبير محمد صالح

تصفية الفريق الزبير محمد صالح كانت نتاجا طبيعيا للصراع الداخلي للجناح العسكري في تنظيم الجبهة الاسلاميه وتمثل ذلك في العلاقة ما بين الرئيس ونائبه فيما يختص عملية صناعة القرار حيث كانت تصفيته عمليه في غاية التعقيد بالنسبة لعمر البشير ويكمن السر في ان البشير كان يخشى ان يلقى نفس المصير اذا ما فتح الباب بمصراعية امام  ظاهرة اغتيال رجالات الدوله المهمون وخصيصا رجل دوله في وزن الفريق الزبير لما يتمتع به من قدره قيادية فائقة وانضباط عالي المستوى واحترام لا مثيل له بين القاده العسكريين في القياده العامه لقوات الشعب المسلحة  داخل الخرطوم  وخارجها مما جعله يشعر احيانا بانه رجل المرحله وانه الرجل الاول والانسب لقيادة اركان الجيوش ولم يكن مستبعدا ان يجد البشير يوما نفسه وقد رمي  به في مزبلة التاريخ برصاصة قناص اثناء رقصه العديله والزين او النار ولعت في الساحة الخضراء امام  شعبه المسكين ولكن لحسن الحظ فقد و قف الترابي الي جانبه آنذاك  حين قال قولته المشهوره لكل زمان دولة  ورجال .
و بالتالي كان حريا بالرائد شمس الدين ان يتقاسم الكعكه مع شيخه الجليل ويقوم ببيع الفريق بثمن بخس مقابل ان تكون له الكبرياء و الطاعه والخلافة العسكرية على ارض الميدان بعد دفن الفريق الزبير ومواراته الثرى و هكزا كان خيار اعدام الزبير امرا لابد منه في حسابات الجميع حتى يتثنى لهم صناعة القرار كيفما يشاءون دون رقيب او حسيب .
وهنا يجدر بنا ان نزكر اصحاب الحظوظ و المنفعة من وراء اعدام الزبير و نسلط الاضواء على تلكم الشخصية المتسلقه الغادره و التي نفزت الاعدام داخل الطائرة بترتيب في غاية الدقه و السرية بين رجالات الاستخبارات التابعون للبشير حيث اقدم الطبيب الطيب ابراهيم محمد خير باعدام الزبير بمسدس كاتم صوت في موءخرة الجمجمه و قع على اثرها الفريق جثة هامده و من ثم قام رجل الاستخبارات الكابتن باتمام الفاصل الرئيسي بنجاح حيث قام بعملية الهبوط الاطراري و هو الان خارج السودان و قد تمت مكآفاته بتعيينه ممثلا للسودان في احدى الدول المتقدمه .
فالطيب سيخه نجده هو الاخر صاحب مصلحة كبيره من وراء هزة العمليه لان الحصول على توقيعات تحمل ملايين الدولارات من دون معرفة السبب او الجهة التي ستدير الاموال كان امرا شبه مستحيلا في مكتب الفريق بينما يستطيع الطيب سيخه بكل سهوله و يسر ان يمرر مثل هزة الطلبات في مكتب البشير لانه رئيس بدون رئاسه و لانه ايضا مسير و ليس مخير.
و ايضا تمسك الجناح السياسي في الجبهة بقيادة الترابي و طه آنزاك بضرورة تصفية هزا الرجل و الذي يمثل حجر عثرة كبيره امام تحقيق
اهدافهم الشخصيه تحت مسمى الاستراتيجيه القومية الشامله هزا البرنامج الزي خدعوا به الشعب طيلة السنوات الماضيه.
لقد اثبت البشير باعدامه للفريق الزبير محمد صالح انه رجل ضعيف و غير قادر على فرض شخصيته المهزوزه امام رجالات الدوله الاقوياء ولقد ظهر ذلك جليا وبصورة واضحة يراها كل من ساعدته الظروف يوما على دخول القصر الرئاسي فقرارات البشير لا تعنى سوى حبر على ورق و قبل ان يجف يكون الفريق قد اصدر مرسوما بزات الخصوص و يقوم بتمريره للجهات المعنيه لتنفيزه على الفور وبالنسبة لي و لبقية الزملاء الضباط يهمنا في المقام الاول ان تظل الموءسسة العسكرية شامخة و قوية و قادره على ادارة شئون البلاد وبسط هيبتها بالاوامر العسكرية الحكيمة و الصارمة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بامن البلاد ووحدته وليس الانقياد وراء قرارات او نزوات يصدرها صاحبها وهو يرقص كبائعة الهوى امام اجهزة الاعلام المحلية والدولية .
واذكر هنا للامانة والتاريخ انه في ليلة من الليالي وبينما كنت ذاهبا للقصر لمكتب الفريق داخل القصر الجمهوري عند الساعة الواحده صباحا لانني اعرفه جيدا يحب مزاولة شئون الدولة ليلا .
وصلت الي مكتبه فوجدته مستعدا للخروج فبادرني قائلا انا مستعجل عليك  بالقصر وشئونه وساعود وفي امان الله وبعد مرور ثلاثه او اربعة ساعات عاد عند الفجر والغضب يتطاير من عينيه كالشرر وهو يردد كلمة استغفر الله العظيم على الدوام فاقتربت منه لانه لا توجد بيننا اى حواجز رسميه ووقفت امامه حيث صاح وهو يقول بصوته ذو النبرة الحادة كيف يعقل ان نسلم امور الدولة  واركان جيشها لرجل مائع ليس له سوى الرقص والغناء والعربدة والمجون .
اتدري يا جلال انني عندما خرجت من هنا مسرعا كان اتصل بي طالبا مرافقتي له لتفقد احوال الرعية عندها ظننت انه صادق فيما يقول وهرعت اليه مسرعا كما شاهدتني فوجدته قد و ضعني بصورة مباشرة في موقف محرج مع نفسي و ربي و تاريخي حيث و صلنا الي منزل احد الفنانين الموسيقيين في منطقة امدرمان لا داعي لذكر اسمه وايقظ الرجل حوالي الساعه الثالثه صباحا قائلا له قم يا فلان والله ياريت لو تسمعنا شيئ من الغناء بالعود وحقيقة الامر يبدو ان المسكين متعود ان ياتيه الرئيس في مثل هذة الاوقات لسماع الموسيقى والطرب.
مث هذة المواقف وغيرها الكثير والتي تصدر عن شخص لحاجة في نفس يعقوب كفيلة بان تلزمني كرجل اداري وضابط  احمل  مسئولية  قوات تسهر الليالي في العراء لتكون صمام الامان لهزا الوطن الغالي تلزمني الامانة ان اتريث قليلا ازا ما صدر منه قرار لاننا رجال تربينا على قول الحق ومعرفة نقاط الضعف في اي قرار قبل التنفيز .
و انا اقول هذا سعيا مني لابراز الحقائق التاريخية لعامة الناس حتى يعلموا ان الزبير قد قتل وجثته الان شاهد على تلكم الجريمة لان الجمجمة مثغوبه من الخلف و لنزاهة التحقيق المرجو المحافظة على رفاته واكرر ان الذي يخيف البشير حقا هو فتح ملف جرائم الحرب في الجنوب والغرب والشرق وايضا يخشى ان يكون هو الهدف اذا ما اقتنع الاخرون انه كرت خاسر وبالله التوفيق
رائد جلال البدوي ابوحراز

[email protected]