عشية مطالعة (حريات) مع كوب من الشاى فى محمد قول وكرنوى والخرطوم
ونحن نحتفى بإضاءة شمعة جديدة ( لحريات) تعود بي الذاكرة الى فقرة ساحرة فى كتاب الزعيم مانديلا و الذى لايقدر بثمن (الطريق الطويل نحو الحرية) فقد ذكر مانديلا انه حينما أقتيد وزملائه الى جزيرة (روبن) سيئة السمعة والصيت ، كان يتوجس من الجزيرة التى تسبقها سمعتها وحينها قاده السجان نحو زنزانته، كان السجان يكيل لهم السباب والإساءات بلغة (الافريكانا) وكانوا صامتين فإنبرى له صوت من الزنزانة المجاورة صائحاً (انت لا تجيد لغة الافريكانا) ، (ولكن الرجال الذين تكيل لهم السباب هم قادة جنوب افريقيا وسوف يحكمون جنوب افريقا فى يوماً ما) او هكذا إن اسعفتنى الذاكرة ، و نزلت صخرة من الثبات على صدر مانديلا وزملائه فقد كانوا يحتاجون لتلك العبارة فى ذاك الوقت ، وقد سأل السجان ذلك الشخص عن هويته ؟ ولم يتردد هو وصاح (انا إستيفن تيفو نقابى وعضو المؤتمر الوطنى الافريقى) . وقد قال الزعيم مانديلا انه بعد مرور مايقارب الربع قرن فإن جسمه يقشعر لتلك العبارة والبطولة التى إمتدت من صوت إستيفن تيفو إلى صدور المناضلين .
و يمكننا القول بصدق ان حريات صوت لايهاب الطغمة المجرمة والحاكمة كما يمكننا القول انه ساهمت فى تجسيير المسافات بين القوى المناضلة فى المركز و الهامش وبين النضال السلمى والمسلح و إهتمت بالحركات الإجتماعية الجديدة وعبرت عن اصوات لا منابر لها وفى ذلك لعب الاستاذ الحاج وراق وعبد المنعم سليمان دور يحظى بتقدير كبير عند كافة القوى الديمقراطية .
وياتى الإحتفال هذه المرة فى نهوض غير مسبوق للحركة الجماهيرية ولقد خرج صوتها من حناجر و دماء الشهداء اطفالاً ونساءاً وشباب وقد لاحت شارات النصر من نافورة دماء الشهداء ومن حناجرهم ، ولنستمع مرةً اخرى لصوت إستيفن تيفو الذى يقرأ التاريخ وهو يملى إرادته والصباح قد لاح.
ونحن نهنئ (حريات ) وكل المساهمين فى حضورها اليومى نقول ( نحن فى عشية مطالعة حريات مع كوب من الشاى فى محمد قول وكرنوى ومدنى والخرطوم والى اللقاء فى موعد لا ينسى مع شعبنا وهيهات ان ننسى الموعدا .
ياسر عرمان
31/10/2013