(وسط دارفور – سودان راديو سيرفس ) تشهد محلية أم دخن وبعض القرى المجاورة لها بولاية وسط دارفور, منذ الشهر الماضي حالة من الاحتقان القبلي والتوتر الأمني الحاد، وسط مخاوف من اندلاع قتال جديد بين السلامات والمسيرية.
ويقوم الطرفان هذه الايام بحشد المزيد من المسلحين حيث يتهم كلاهما الآخر بخرق اتفاق الصلح الموقع بينهما في يوليو الماضي, مما قد ينذر بنشوب قتال جديد بين طرفي النزاع القبلي المسلح في الولاية.
وزعم احد قادة مقاتلي المسيرية, احمد عبد الرحمن الدخيري فى تصريحات، لسودان راديو سيرفس يوم الأربعاء أن هنالك خروقات من الطرف الآخر, مؤكداً وجود حالة من التوتر بين الأطراف مشيراً لإمكانية اندلاع حرب جديدة بينهما وقال “نعم هناك توتر في الإحداث, وهناك خروقات واضحة جداً من قبيلة السلامات , قبل يومين قاموا بالهجوم على ضواحي مكجر وضواحي أم دخن , و ضواحي منطقة كإبار التي تتبع لمحلية أم دخن , نهبوا الأبقار وقتلوا اثنين من أبناءنا , وأيضاً قتلوا ثلاثة أفراد وجرحوا شخصين, الأبقار عددها 66 رأس من ضواحي مكجر , وعدد32 رأس أخرى من ضواحي كابار قبل يومين
أيضاً دخلوا أراضينا والآن كل القوات يتوسطها الحرب , هم جاهزون ونحن جاهزون وبالإمكان أن تنشب حرب اليوم أو غداً, نحن استنفذنا كل مراحل الصلح معهم ,ولذلك ما بقي لدينا شيء بين السلامات إلا الذخيرة “
ومن جانبه زعم عمدة السلامات عبد الرازق عمر عبد الله الاخيضر فى لقاء مع سودان راديو سيرفس يوم الاربعاء من الخرطوم, أنهم ملتزمون باتفاق الصلح متهماً الطرف الآخر بخرق الصلح, مضيفا أن التوتر لا يزال سيد الموقف حيث اضاف “والله التوتر موجود على أرض الواقع , نحن على حسب الاتصالات التي تأتينا, آخر معركة حدثت في محلية أم دخن في جبل رويس , وهو كان هجوماّ غادر من أهلنا المسيرية , قد هجموا على أهلنا في أماكنهم , أنهم يستعملون المثل (ضربني وبكا وسبقني إشتكا ) نحن الي الآن ملتزمون بمؤتمر الصلح الذي تم في زالنجي , والي الآن اللجان التى كٌلفت لم تنفذ الشيء الذي تم في زالنجي , ونحن أصلاً أهل سلام ولا نريد الحرب في دارفور إطلاقاً , مهما كان سواء كان مع أهلنا المسيرية أو مع كل القبائل المتحاربة في دارفور ”
ومن جانب حكومة ولاية وسط دارفور قال عضو المجلس التشريعي وعضو لجنة الأجاويد للصلح بين المسيرية والسلامات, محمد أبكر حسن حمدين, أن لجان الصلح والمسؤولين في الولاية يبذلون جهود وصفها “بالجبارة” من أجل احتواء الموقف القائم الآن, مطالبا الجميع بضرورة إحكام صوت العقل وتعزيز قوات عسكرية حكومية للسيطرة على الأوضاع الأمنية المتأزمة في المنطقة.
واتهم المسؤول جهات لم يسمها بالعمل على إشعال فتيل الحرب مجدداً وقال محمد ” الناس في تعبئة , وهناك احتقان شديد بين الناس في الولاية , لكن عموماً نحن منذ الأسبوع الماضي وحتى الآن اجتماعاتنا متواصلة في محاولة لكي نستطيع تجاوز الوضع المحتقن الآن, وخاصة في منطقة أم دخن وماحولها , وحتى في محلية بندس نفسها , أيضاً توجد حالة من الوضع المحتقن بين هذه الأطراف, وهذا نتيجة لأن هنالك أطراف , حقيقة نحن لا نستطيع تسميتها أصلاً , لكنها أطراف ما زالت متعنّتة , ونحن تحسبنا لهذا الوضع , والآن الوالي بصدد تشكيل لجنة اليوم أو غداً ستذهب إلى مدينة أم دخن لتقلل من بعض التوترات الموجودة بين الأطراف ,يعني المطلوب الآن فعلاً من كل الفعاليات الرسمية والشعبية في الدولة , هي قوة عسكرية تقوم بتعزيز الموقف حتى ينزل السلام على أرض الواقع “
وكانت الأمم المتحدة قد قالت في بيان لها مطلع هذا الاسبوع ان حوالي 45 شخص قتلوا وٌجرح العشرات من الطرفين, إضافة الى نزوح الآلاف بسبب الصراع القبلي المسلح في ولاية وسط دارفور, محذرة من خطر تجدد الصراعات القبلي بين السلامات والمسيرية في منطقة ام دخن.