الشاهد ان هناك شئ محير في الدور القطري في دارفور، وبل السودان بوجه عام وعلي مدى تاريخ الصراع في دارفور فان لدولة القطر دور سلبي للغاية من الثورة في الاقليم وقد كان السفير القطري في الامم المتحدة لم يذكر لسانه اسم دارفور مجردا، الا مرادفا بالعمالة والارتزاق للدوائر الغربية ٠وعمل جاهدا استنفار كل العرب والمسلمين الأقربين والأبعدين لنصرة الخرطوم بدعوى العروبة والأخوانية الاسلامية المستهدفة من شرور الاسرائيلي والدوائر الكنسية التى تستهدف السودان عبر دارفور ٠ فان الدور الجديد لقطر لصناعة السلام في دارفور لم يتضح أسبابه، هل استراتيجية جديدة لإطفاء ثورة البؤساء بحرب المال ام محاولة إطفاء الشعلة الإعلامية والأضواء المسلطة علي الاقليم باعتبارها جريمة ابادة محسوبة عليً العرب او مساعدة حكومة الاخوانية في الخرطوم لخروجها من ورطة دارفور وتجنب مطاردات المحاكم الدولية او لديها مصالح سياسية واقتصادية في السودان مرتبطة بنظام البشير او تريد السودان قاعدة انطلاقة لعمليات سياسية إخوانية او نشاطات اخري تؤرق مضاجع دول الخليج الأخري اذا انطلقت من القطر ولذلك تطلب ميدان اخر وكل ذلك لا يتحقق من دون استقرار السلطة في السودان بضرورة وضع حدا لثورة بؤساء في دارفور ٠ ولكن بالقطع لم تكن محاولة بريئة تهدف الى صناعة السلام لوجهه الله التعالي لان التحول المفاجئ من العداء الى السلام لم تتضح اسبابه حتى الان٠ وخاصة الدولة والوحيدة في المعمورة بعد الصين ظلت تدعم الخرطوم حتى الان بالرغم رفض الشعوب السودانية لها ٠ولذلك تعمل جاهدا لمعالجة قضية دارفور من منظور الخرطوم وذلك بالقطع لا تجلب السلام بل توفر فرص الهزيمة للثورة اذا لم يتم تداركه٠
ان هذه الشكوك تتزايد باستمرار عبر كل المراحل للعملية السلمية ، ابتدا من المحاولات اليائسة لتسويق الاتفاق الفاشل التى تأكدت اليوم عندما قال الوزير القطري المسؤول من ملف دارفور ان اتفاق قطر لقد حقق جزءا كبيرا من اهدافه بتكوين مجلس للسلطة الانتقالية في مدينة نيالا ومن قبله في الفاشر او كما قال ، يؤكد مدى احتقاره للقضية ، وهو يتحدث عن مشروع سلام يعالج قضية الضحايا فيها اكثر من سكان قطر أجمعين وبل وأجدت اكبر كارثة إنسانية عرفت في التاريخ البشرية ، ومازال الملايين يعيشون أوضاعا غير طبيعية داخل الوطن او في دول الجوار والدماء تسيل انهارا حتى بين الطرف الواحد من الخصومة والمعارك بين الحكومة والحركات الثورية هي الأعنف منذ ان بدات الثور في الاقليم ٠وفقدت الحكومة سيطرتها علي الاقليم سوي المدن الكبيرة وبات عصيا التحرك بين مدنه الا بالطيران وحكام الاقليم بمن فيهم القطريون من ابناء دارفور لا يستطيعون الحركة حتى داخل المدن الا بحراسة الجنجويد٠ وبات الاقليم جمهورية للعصابات المسلحة٠ ولأول مرة بعد اتفاق الدوحة ظهرت أمراء جدد للحرب٠ وهذا عثمان كبر يعمل في اعداد جيوشا من عنده وهم الجنجويد الزرقة قوامه من يسميهم العباسيين من الميما والبرقد ومن نجا من كارثة جبل عيسى من بني حسين ٠ وحالات الاغتصاب التى كانت تتم في القري والأودية ، بعد خديعة الدوحة تتم داخل المدن . ولم تسلم من شرور النظام حتى أولئك الذين بنوا آمالهم علي وثيقة الدوحة وظنوا انهم في أمان ، وقد قتلوا بدم بارد وهم نيام علي مشارف الفاشر، بدعوى انهم يعدون العدة لغزو ام المدن٠ ومن بقي منهم حيا يأخذونهم أسرى ويطوفون بهم في طرقات المدينة ويبررون جريمتهم أخيرا من قبيل اعمال الخطأ ، وكأنهم يريدون القول بان الأسري كانوا سعداء ولم يكشفوا هويتهم الا بعد يوما كاملا من الإذلال وسط صيحات وزغاريد بنات الجنجويد القدامى والجدد . وكان الغرض من دون أدى شك احتقار الاتفاق واختبار عزيمة القطريين من أبناء دارفور من صنيعتهم وتبين ان كل ما يستطعون فعله ان يبطحوا أهلهم أرضا ليأتي غيرهم بذبحهم هو ما دفع البروفسور يرتكب أسوا مجزرة في تاريخ التعليم في السودان طلاب يقتلون بتلك البشاعة فقط لأنهم تمسكوا بما جاء في الوثيقة وظنوا انها عملا جادا وخيرا من ورائها ولكن عهدا أوهن من بيوت العنكبوت ولا احد منهم مستعد حتى التنازل من منصبه كضرورة للاحتجاج ، ومع ذلك هناك من ابناء دارفور من يعتقد انه يحسن صنعا .
اما القطريون الذين صنعوا خديعة الدوحة لم يبدوا حتى أسفهم ولا رد فعل يليق بدور الوسيط مع كل تلك الاختلالات والدماء التى سالت كالعادة ٠وبالرغم من رخصة انسان دارفور ولكن ما حدث تكفي بما فيها الكفاية انهاء إى عهد مع السلطة التى لم تحترم العهد يوما ٠ والشاهد قبل ذلك الوضع في الاقليم والفوضي غير المسبوق في تاريخ الاقليم بشهادة كل المراقبين الدوليين والعاملين في المنظمات الانسانية في الاقليم التعقيدات الجديدة التى إضافتها الوثيقة بسبب محاولات كل طرف في إلقاء اللوم علي الاخر لتخلو له الساحة وبعد عامين من حصاد الدوحة يتم طرد مهندسيه الدكتور السيسى ورفيقه تاج الدين نيام حتى من بيوت العزاء وهو حدث لم يحث في كل تاريخ الاقليم بل عمر السودان علي الاطلاق ومع ذلك السيد الوزير القطري يريد ان يخبرنا بان وثيقة الدوحة تعبيرا لارادة اهل دارفور وقد كان ذلك محاولة فاضحة لتزوير وقائع الدوحة قبل تزوير إرادة الامة عندما اكد جميع الحضور من ابناء دارفور حتي المنسوبين للحكومة وحدة الاقليم بصوت قوى وواضح امام كل المجتمع الدولى لتعمل الوثيقة علي مذيد من التمزيق ورسموا موجهات عامة للعملية السلمية الناجحة واكدوا في ذلك ضرورة السلام الشامل ولا قيمة للعمل المجزا وبل طلبوا بذل مذيدا من الجهد بهذا الصدد مع ذلك لم تستطيع الوثيقة إقناع حتى مكونات حركة التحرير والعدالة ان ما هو ماثل لا تمثل اكثر من ارادة حمولة طائرة واحدة اما اللاجئون الذين يتمتعون بشئ من الحرية رفضوا مشروع الدوحة من الاساس باعتباره مسرحية مكشوفة وغادروا البلاد وحتى مجلس شورى قبائل الفور والذي كان وراء دور التجاني سيس تنصل منه علنا بسبب الفشل المصاحب لمشروع الدوحة من الأساس وخاصة عندما قال ضابط الامن المحبوس لو لا دوره في صناعة اتفاق الدوحة لتم وضع الاقليم تحت الوصاية الدولية حسب معلوماته وأكدتها الوثائق المسربة ( كتاب الاستاذ فتحي. الضو) بان مشروع الدوحة عمل مدفوع الأجر لبعض المقاولين من النشطاء الغربيين مع جهاز الامن السوداني وناشط من دارفور لم ترد اسمه في الوثيقة حصل علي اربعة مليون دولار مقابل دور له من هم شعب دارفور الذين كانوا خلف الوثيقة كما يقوله السيد الوزير؟ ولماذ لم يوفروا حتى الحماية الضرورية لريئس السلطة الانتقالية الذي لا يستطيع حتى الإقامة في الاقليم وكيف للسيد الوزير يًريدنا ان نحترم وثيقة ما تم منها حتى الان انجازا عظيما وبل معظم هدفها مع اننا لا نري ما تحقق غير الموت وجلبت الاستحقار لكل ابناء دارفور اينما كانوا. ويتم عزل منسوبي دارفور من الطلاب ومطاردتهم في شوارع العاصمة كالكلاب الضالة وتحرق منازلهم وقد قلنا في وقته وما زلنا نقول ان المشكلة دارفور حلها في الخرطوم هي الجهة التى سلحت القبائل التى روعت وقتلت وشردت الآمنين والأسباب ما زالت قائمة فان أية محاولة لحل المشكلة من دارفور يعنى فرض سيادة الجنجويد والعودة بالإقليم الى العصور الوسطى القوى اكل والضعيف مأكول ٠ولو ان القطريون جادون في صناعة السلام عليهم دعم مشروع كاشا الذي احدث اختراق فعليا ولكن الخرطوم لم تسمح شئ من قبيل ذلك حتى ولو كان مجهود احد منسوبيه
٠وكان ينبغي علي السيد الوزير ان يقول لقد بذلنا جهدا كبيرا وفشلنا في الوصول لرؤية المشتركة لفعاليات أبناء دارفور حسب توصية اهل الاقليم الذين حضروا جزء من مراحل التفاوض كما لم نلتمس الرغبة الحقيقية من الحكومة في صناعة السلام في دارفور لان الحكومة في حاجة الى هذا الاضطراب في الاقليم ويترك الامر للمجتمع الدولة ليقرر بشان الاقليم سواء وضعه تحت الوصاية او إرغام الخرطوم علي دفع استحقاقات السلام حتى لا تتحمل نفقات اكبر قوة دولية في التاريخ وقته احترام الجميع لدور القطري ليس محل الخيار اما تمويه المجتمع الدولي بان هنالك خيارات اخري بهذه السذاجة وهو شان ويرقي الى مستوى التامر علي الامة وليس مجرد الشكوك في المشروع
[email protected]