الفجر الجديد — نقلة من (العبودية الطوعية ) الى (الوحدة الطوعية

فبل 500 عام كتب شاب فرنسى (متمرد) — عمره 25 سنة انذاك يدعى اتيتيان دى لا بويسى مقالا تحقة بعنوان (العبودية الطوعية ) — فالكاتب المتمرد يقسم العبيد الى صنفين : الاول سيئ الحظ تقع على عاتقة الاعمال الشاقة — مثل الزراعة –خارج قصور الحكام — و هذا النوع تواق للحرية — وعلى استعداد للثورة والتمرد فى اى لحظة — النوع الاخر من العبيد هم  المحظوظون (مقارنة بالصنف الاول) — مهمتهم العمل داخل القصور — وادارة الصنف الاول من العبيد والسيطرة عليهم — لذلك هم من اهل الحظوة — وبالتالى هم قانعون بالعبودية وباقون فيها طواعية — فكرة مقال اتيتيان دى لا بويسى تقوم على (تحريض) اهل الحظوة القانعين — ورسالته لهم هى (الحرية اقيم من عطايا السلطان التافهة الحقيرة ) — وان الله لم يفرض عليهم هذه العبودية — بل لا يرضاها لهم — وان قرار انعتاقهم بيدهم — ما اشبه هذا الشباب بشاعرنا (ابو القاسم الشابى حين كتب — اذا الشعب يوما اراد الحياة — فلابد ان يستجيب القدر) — و لله كيف الهم الشابى (البوعزيزى ) ليلهم الشعب التونسى والامة العربية بالربيع العربى؟!!!
وربطا بين مقال الشاب الفرنسى القديم المتجدد لان موضوعه الحرية — وبين موضوع مقالنا — نقول ان العبيد الاشقياء المنبوذين — المهمشين هم الجنوبيون — وشعوب النوبة والانقسنا والدارفوريون — الذين ليست لديهم حظوة عند اهل قصر غردون ولا نصيب فى البترول — ولم تمر عليم نعمة السدود والكبارى — وطريق الانقاذ الغربى ما زال امره بين الكاف والنون — لذلك ليس لديهم شيئا يخسرونه — لذلك تجدهم ميالين للتمرد والعصيان
اما اهل الحظوة من عبيد السلطان الذين اختاروا (العبودية الطوعية) فانهم اهل مثلث حمدى عموما الذين ينالون الفتات من عائدات البترول وخيرات القروض من السدود والكبارى و صوانى الطرق — الخ — انهم اهل الصحافات والجبرات والكلاكلات والثورات — الخ الذين يكسبوت قوتهم من على ظهر ركشة او امجاد — ويخافون من البديل — ويصعب عليهم تعريض انفسهم للموت تحت اقدام زبانية النظام
الفجر الجديد نقلة من العبودية الطوعية الى الوحدة الطوعية
الفجر الجديد هو تحالف بين العبيد المنبوذين المهمشين — الجبهة الثورية من طرف — و بين كل الكيانات الممثلة للمركز من احزاب سياسية ومؤسسات مجتمع مدنى من طرف اخر — واهل المركز بكل اسف قد استمراوا العبودية الطوعية والاستكانة لاهل الانقاذ طوال فترة 23 سنة — جرت الابادة للزرقة فى دارفور — والمركز يتفرج — صدر قرار من المحكمة الجنائية الدولية — واهل المركز يتفرجون — وبعض قيادات الاحزاب اعلنت انها ضد مثول البشير امام العدالة الدولية التى حرم منها البشير شعبه امام قاضيه الطبيعى — انفصل الجنوب ولم تقم قيامة البشير ولم تخرج مظاهرات ضد النظام الذى فرط فى حدود وطن الجدود — جرى كل ذلك لان النظام من خلال بيوت الاشباح وغيرها قد ارهب الشعب — و فى لحظة من اللحظات غادرالبلاد اكثر من 5 مليون سودانى الى القاهرة وحدها وشملت هجرة السودانيين الى اسرائيل — واخر جرائم الانقاذ فى حق الشعب السودانى فى المركز كان اغلاق المراكز (مركز الدراسات السودانية — حيدر ابراهيم — ومركز الخاتم عدلان — د الباقر العفيف) لقد (اخصى)  نظام الانقاذ اخر الفحول
ميثاق الفجر الجديد هو انتفاضة حرية تلبية لنداء الوحدة
الهدف النبيل الذى جمع بين اطراف ميثاف الفجر الجديد هو (تحقيق الوحدة الطوعية) — لقد ادركت كل فئات الشعب السودانى ان بقاء نظام الانقاذ فى سدة الحكم اصبح فى حد ذاته اكبر مهدد لوحدة البلاد — وذلك لادراك الجميع ان الوحدة مهما كانت نفيسة هى وسيلة للعيش المشترك لتحقيق الحياة الكريمة القائمة على الاعتراف بالاخر واحترامه وتقديره — وشاهدنا — ان اهل المركز ادركوا ان استمرار هذا النظام الانقاذى الفاشى — نظام الابادة — استمراره يعنى مزيد من التمزق والتفتت لوحدة البلاد — لذلك سارع اهل المركز للتفاوض المباشر مع الجبهة الثورية — والاتفاق معها على اسقاط النظام — ووضع خارطة طريق واضحة المعالم لفترة ما بعد الانقاذ — وقد جرى الاتفاق على وقف ااطلاق النار الفورى بمجرد سقوط النظام — وجرى التفاهم على اسس الدستور لما بعد الانقاذ — ولعلاقة الدين بالدولة — الخ
يتضح من كل ما تقدم ان ميثاق الفجر الجديد هو صرح يقوم على دعامتين (الحرية) و (الوحدة) — ونؤكد اننا نتفهم ملاحظات — بل تخفظات شركاء الفجر الجديد — ونضيف بان تطوير الميثاق لن يتوقف — وان المؤتمر الدستورى ات — ويمكن تدارك اى قصور
لن يصلى البشير فى كاودا — والوحدة الطوعية شرط موجه لبديل الانقاذ — وليس للانقاذ الهالك
لقد فهم د نافع من عبارة (الوحدة الطوعية) الواردة فى ميثاق الفجر الجديد انها ترمز الى حق تقرير المصير ،، نقول بكل وضوح انها تعنى ذلك ،، ولكن عبارة الوحدة الطوعية ليسث موجهة ضد نظام الانقاذ الهالك ،، الساقط حتما فى القريب العاجل ،، بايديى قوى الفجر الجديد — ولن يصلى البشير فى كاودا — ربما يصلى فى مكة بجوار بن على الذى هرب ،، نعم — شعار الوحدة الطوعية موجه الى النظام البديل للانقاذ ،، وفحوى الرسالة هو اننا قد انعتقنا والى الابد ،، واننا لن نسمح بظهور اى طاغية اخر بدل الانقاذ ،، لن نسمح مرة اخرى باعادة انتاج المشروع الذى هبط بالسودان الى هذا الدرك ،، فالمشكلة ليست مع افراد بعينهم ،، وانما المشكلة فى المشروع الذى لا يملك الا ان يعيد انتاج ذات العقليات الى ظلت منذ الاستقلال تمارس ذات السياسات التى ادت الى مطالبة الجنوبيين بالانفصال ،، والذى تحقق ،، ليس لان الجنوبيين انفصاليون،، وانما لان عقلية حكام قصر غردون منذ الاستقلال كانت طاردة للمهمشين من الجنوبيين والدارفوريين — والنوبة والانقسنا ،، بمعنى ان (المركز) لم يتعامل مع الجنوبيين كشركاء فى الوطن ،، وانما تعامل معهم كعبيد ،، حتى بعد انفصالهم ،، فقد لوح لهم البسير بعصاته فى وقاحة فهم منها العالم كله انه يقول لهم ( لا تشتر العبد الا و العصا معه) ،، وشاهدنا — ان شعار الوحدة الطوعية هو ضمانة ابدية فى يد المهمشين ضد البديل القادم للانقاذ فى اى وقت فى المستقبل القريب او البعيد ،، اما ان نعيش احرارا فى وطننا او نذهب كما ذهب الجنوب من قبل’،، وللمرة الالف نقول لنظام الانقاذ ( موت موتك ،، شعار الوحدة الطوعية لا يعنيك ،، وانما يعنى كل من قد تسول له نفسه فى المستقبل القريب او البعيد باعادة انتاج مشروع الانقاذ)
ابوبكر القاضى
الدوحة
17 يناير 2013
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *