الاغتيال والاعتقال منهج جهاز الامن
حسن اسحق
اسئلة كثيرة يوجهها معظم ابناء دارفور الي الحكومة بقيادة نظام البشير الفاشي ،لماذا الموت والاعتقالات هي التي توجه اليهم وحدهم في السودان ،في الاعوام الماضية يتجرعون دائما الموت دون بقية الطلاب في الجامعات الاخري . وجهاز الامن يعتقد الكثيرون انه المسؤول عن هذه الكوارث الطلابية ،منذ عامين اغتيل اكثر من 4 طلاب كلهم من دارفور ،اخلاص الطالبة في جامعة الدلنج والي الان لم يظهر التحقيق الجاني مرتكب الجريمة واغلقت كل سجلات الجرائم التي تستهدفهم . في الجمعة الماضية وجدت جثتان لطالبين من جامعة الجزيرة مجمع النشيشيبة مرميين قرب المجمع واخر مفقود من ذات المجمع ،وتدور احداث هذه الجريمة التي تعود جهاز الامن علي ممارستها ،وتعود الي الاعتصام السلمي داخل ميدان الحرية في جامعة الجزيرة ،وكان سببها الرسوم في الاسبوع الماضي .هذه السلسلة من الاغتيالات ضحاياها ،الطالب محمد يونس النيل من الفاشر ،وعادل حماد محمد من كلية علوم الزراعة ومفقود اخر يدعي الصادق يعقوب عبدالله ،واقتحم الاجهزة الامنية حرم الجامعة لتفريق المعتصمين الاربعاء 5/12 . وطرح السؤال السابق ،لماذا ابناء الاقليم الغربي دون غيرهم من الطلاب،وفي مقال سابق قلت فيه ،ان طرح هذا السؤال ،لا اقصد به التقليل من المجهودات والادوار العظيمة يقومون بها في المظاهرات ضد نظام البشير الطاغي في الشهور الماضية ،والمثال البارز خروجهم في مسيرات سلمية من داخلية البنات جامعة الخرطوم ،وكانت الشرارة الملتهبة والمشتعلة اشعلنها،ولحقن بهن بقية الطلا ب ،اعتقل الكثيرون،ولم يغتال طالب او طالبه واحدة .اصبحنا نسمع اختطاف الطلاب واختفاءهم في اماكن مجهولة ،وبعدها يكتشف انهم موتي جراء التعذيب ،وقبل سنتين تأثر معظم الطلاب لاغتيال طالبين في 2010 و2011 وهما محمد موسي بحرالدين،وعبدالحكيم عبدالله موسي من تنظيم الجبهة الشعبية المتحدة الUPF الجناح الطلابي لحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور الساعي الي اسقاط نظام المطلوب الي محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بهولندا . وذكرت بعض الصحف الالكترنية اختفاء اكثر من 10 طلاب مجمعات جامعة الجزيرة في الحصاحيصا 3 ،والمناقل 4 ،والنشيشية 3 ايضا،وماهذا الا نظرة لها بعد يثير التحفظات في نفوس ،والشكوك حول مدي السياسة الخاطئة التي ينفذها جهاز الامن دون رادع قانوني،يجعله ينصاع لعمله في حدود ما ينص عليه الدشتور ،في جمع المعلومات وتحليلها
وتقديمها للاجهزة ذات الاختصاص ،كل ما مكتوب في الدستور يتعداه الجهاز ،صار كالشبح يفزع القلوب الامنة في السودان،ولامؤسسة تحاسبه علي ما يقترفه من آثام وجرائم بحق الابرياء،ولما كل هذا ،ولا يخطر ببال الكثيرين ،ان هناك جهات مستفيدة تريد ان تقمع كل مطالب بالحق الديمقراطي ،ولا ترض ان يوقف في حدوده المعلومة لنا .ان السياسة التي تدار من خلف ادارة رافضة للتحرير والحرية ومحاربة الظلم في السودان ،تعتقد انه الجهة الوحيدة التي تأمن ما يقترفوه حتي لا يخضعوا للمحاسبة امام القانون،اذا كان في الاصل قانون يعطي الضحية والمظلوم في حقوقه. الرسم في بلاد السودان ،تفاصيل معالمه ضبابية في التفاصيل وغموض في توضيح الرؤية لمن يسأل عن ما يؤديه من دور ،و محصلته في النهاية الاضرار بحقنا في التواجد في السودان ،الجميع يرتعدون عند سماعه لكلمة الامن ،ومرتبطة في العقل الجمعي للشعوب السودانية بالاختطاف والاغتيال والاغتصاب ،التعذيب بكل انواعه المادي،التعذيب الجسدي ،والمعنوي من عنصري وتحطيم للذات الفردية ،وتبخيسها لتنكسر وتتواري خلف الانظار ،واستحدثت اساليب في غاية الخطورة ،منها ابعاد الافراد من مجتمعاتهم ،ودق اسفين يدمر الثقة ،وخلق آليات البعد الاجباري والتشكيك المتواصل في وطنية المعارضين ،الوطنية احساس نفسي يراه الشخص متجسد في دور الدولة للادوار المكلفة بها،وكل هذا الان غائب ومنعدم ومفقود ،وتتداوله قلة دورها اختص في سلب الارادة وتحطيم الحلم الوطني الكبير .وعلينا ان نكون متأكدين ،لكثرة ما كتبنا ،ان ضحايا هذه السياسة العرجاء اغلبها ابناء الهامش بالاخص في السنوات السابقة والحالية ،لماذا هم بالتحديد من يلكون مرارة القتل والم المعتقلات ،الذين يطلق عليهم النيران الحية والغاز المسيل للدموع في تظاهرة سلمية يفكرون من اجل القيام ،كما الكاتب الروائي عبدالعزيز بركة ساكن في روايته (مسيح دارفور)مظاهر القتل والاجراء ،حتي صار شئ عادي يألفه الناس ،لايحسون تجاهه باي تناقض ، ان الموت في زمن الانقاذ ،والناظر للتناقض بين الكلمتين يدرك الفارق الساشع بينهما،وجاء الا نقاذيون لنشر ثقافة القبول به،دون اعتراض وانتقاد،اقول ان الموت لعبة يجيدها من يديرون هذا السودان،وفاقدون لمشاعر الذنب ،والشعور تجاه الموتي انهم بشر، ودراما الاغتيال مسرحية في دور عرض جهاز الامن ،دون احساس المشاهد لشئ غير طبيعي يتابعه ،وتترسخ في عقليته صور التعذيب كانها عادية . الاجابة عن ما طرح ، عين المستحيل ،انهم البذرة.
حسن اسحق
صحفي
[email protected]