ومرة اخري الدوحة لسلام دارفور

علي ابوزيد علي
[email protected]
ومرة اخري تبسط طاولة للمفاوضات بالدوحة لحل مشكلة دارفور العصية وتاتي المفاوضات هذه المرة بملامح سابقتها الاولي من حيث الرعاية ومكان التفاوض والشركاء والمسهلين التي تميزت بانها جمعت عدد من الحركات المنشقة عن الحركتين الرئيسيتين ووجمعت بين اسميهما-حركة التحرير والعدالة – وانتجت المفاوضات بينها وبين الحكومة وثيقة الدوحة للسلام في دارفور التي لم تكمل السلام او تحقق الاستقرار والامن لاكثر من عام وظلت محاورها حصريا عليها وبقيت مجموعات الرافضة تتصيد تعثرها وتبشر بعدم جدواها في تحقيق السلام ومثلما يحدث منذ قيام الحركات المسلحة كلما استعرت الخلافات بين القيادات باسباب الطموحات الشخصية او التمكين القبلي او التحريض الخارجي اعلنت الانشقاق وتحت شعار انهاء معاناة المواطنين من فظائع الحرب والتوجة الي الجانب المعاكس للحركة الام وهو جانب الانضمام لمسيرة السلام من خلال منبر للتفاوض باعتبارها حركة قوية وراسخة.
ان الاخذ بمنهج السلام بالتجزئىة اثبت فشلة ليس علي المستوي النظري انما بالتجريب والتطبيق الفعلي فقد كانت الاتفاقية الاولى وهي اتفاقية ابشي لم يتجاوز عمرها الفترة ما بين توقيعا وبداية التنفيذ والاتفاق بين الحكومة وحركة الاصلاح والتنمية المنشقة عن العدل والمساواة فشل بنهاية التوقيع عليها ثم جاءت اتفاقية ابوجا المشهودة والمسنودة بالمجتمع الدولي والتي شاركت في مفاوضاتها مع الحكومة الفصائل الرئيسية الثلاثة وانتهيت المفاوضات الي توقيع حركة واحدة التي بقيادة مني اركو والتي بقيت رغم الانسلاخات التي اعقبت التوقيع تقدمت لمرحلة التنفيذ وتكوين الاليات التي جاءت بالاتفاقية وقبل ان تكمل مدتها عاد رئيسها الي المربع الاول مربع الحرب وفي فترة وجيزة اكتملت عناصر الحركة المسلحة فيها وهددت الاستقرار والامن في مستوي الدرجة الاولي.
وكما اشرنا في مقدمة المقال ان الاتفاقية الثانية بمستوي ابوجا والسادسة من الاتفاقيات والتي تمت مع حركة التحرير والعدالة بقيادة الدكتور السيسي ايضا كسابقتها لم تحقق السلام والامن واستولدت دورة جديدة ونوعية اخري من العنف بالتحالف مع حركات متمردة من خارج جغرافية دارفور.
ان منهج تجزئية السلام تحت مبررات ما لايدرك كلة لا يترك جلة ونظرية التفاوض مع كل مجموعة راغبة مكسب للسلام ويؤدي الي استسلام الكامل قد اثبت فشلة نظريا وتطبيقيا واعيد للاذهان بدايات الاستعداد لبدئ مفاوضات الدوحة وقد ادرك الجميع ان اهم الاسباب الي افشلت الاتفاقيات السابقة في تحقيق هدف السلام الشامل هو تعدد الحركات المسلحة وجاء هدف توحيد الحركات احد اهم عناصر تامين النجاح لمفاوضات الدوحة الي جانب الاتفاق علي مكان التفاوض والرعاية والعنصر الثالث هو معالجة الاثار الانسانية الناتجة عن الحرب وتولت الجماهييرية يومئذ مسئولية توحيد الحركات وبجهود المجتمع الدولي والجتمع المدني الدارفوري وشركاء السلام تم توحيد العدد الاكبر من الحركات المنشقة عن الحركتين الاساسيتين في حركة النحرير والعدالة والتي جلست في طاولة االدوحة للمفاوضات الي جانب حركة العدل والمساواة وفي غياب حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور ووقعت حركة التحرير علي وثيقة الدوحة وبرتكول الشراكة مع المؤتمر الوطني بينما عادت العدل والمساواة الي معسكر الرافضين.
ان مفاوضات الدوحة الثانية مع حركة العدل والمساواة القيادة الميدانية المنشقة عن الحركة التي يقودها الان الدكتور جبريل ابراهيم واتي من المفترض ان تبدأ غدا السبت واكتب هذا المقال مساء الجمعة قلنا ان هذه المفاوضات اذا سارت علي منهج السلام المجزأ فمصيرها كسابقاتها بل تؤدي الي تعقيدات الاوضاع اكثر وتكون عائقا للهدف الا ساسي بتحقيق السلام الشامل والمستدام في دارفور.
رغم عدم قناعتي بمنهج الاطراف في البحث عن حلول لمشكلة الا ان قتاعتنا الراسخة بضرورة ايقاف الحرب وتحقيق السلام لا يتزعزع وبالتالي فان الاجتهاد في ايجاد وسائل ومنهج فاعل لتحقيق الهدف هي الفريضة الاولي الان وان الاستفادة من التجارب السابقة تضعنا في اعتاب الحلول الشاملة ومن الخيارات العملية دفع كل الحركات الحاملة للسلاح والمنادية بعدالة مطالب اهل دارفور الي تثبيت محاور وثيقة الدوحة للسلام في دارفور مدخلا للانضمام الي مسيرة السلام واعتبار الوثيقة محررة من الملكية والحصرية ومفتوحة لكل مكونات المجتمع الدارفوري.
ان الضمانة للوصول الي نتائج تحقق الامن والسلام يتطلب الاخذ باسباب النجاح والاساليب التي توصل الية وان استدعي طرح ذلك في مراكز البحوث والدراسات المتخصصة لتقديم نتائج الدراسات والتحليل للاطراف المتفاوضة وشركاء السلام والرأي العام.
وللة الحمد
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *