لماذا لم تتصدى الطائرات التي تقتل الشعب النوبي للمقاتلات التي قصفت الخرطوم ؟

بسم الله الرحمن الرحيم..
لماذا لم تتصدى الطائرات التي تقتل الشعب النوبي للمقاتلات التي قصفت الخرطوم ؟
عبدالغني بريش اليمى … الولايات المتحدة الأمريكية..
في منتصف ليلة الثلاثاء 23/10/2012 حلقت طائرات مجهولة الهوية في سماء العاصمة السودانية الخرطوم على ارتفاع منخفض لأكثر من ساعة ، تضرب وتقصف وتقذف مواقع مختلفة في أحياء المدينة دون أن تعترضها الدفاعات الجوية السودانية التي لا تنفك بقصفها اليومي لمناطق جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور منذ السادس من يونيو 2011 .
وبينما تلك الطائرات تستبيح العاصمة السودانية بالضرب والقصف ، خرج على السودانيين والي ولاية الخرطوم عبدالرحمن الخضر ليقول لهم انه يستبعد أي عامل خارجي في إنفجارات الخرطوم . لكن وزير الثقافة والاعلام السوداني احمد بلال عثمان قال في مؤتمره الصحفي عن تلك الإنفجارات : ” نعتقد ان اسرائيل قامت بالقصف .
واضاف “نحتفظ لانفسنا بحق الرد في المكان والموعد اللذين نختارهما”. واوضح ان اربع طائرات شاركت في الهجوم الذي حصل قرابة منتصف ليل الثلاثاء (21:00 ت.غ) في مجمع اليرموك للصناعات العسكرية في جنوب الخرطوم .
وقال أن التقنيات المتطورة للمقاتلات مكنتها من اختراق المجال الجوي والرادارات. وأضاف أن الاعتداء جاء في إطار استهداف إسرائيل للسودان .
سبحان الله العظيم !! – المتحدث بإسم الحكومة السودانية يتحدث عن احتفاظ حكومته بحق الرد في المكان والزمان اللذين تختارهما ، في الوقت الذي يقول فيه هو نفسه أن التقنيات المتطورة للمقاتلات مكنتها من اختراق المجال الجوي والرادارات ! . فالسؤال الذي يطرح نفسه هو – إذا كانت المقاتلات الماهجمة قد استخدمت تقنيات متطورة مكنتها من اختراق المجال الجوي والرادارات السودانية – إذن كيف عرفت الحكومة السودانية هوية تلك المقاتلات بأنها إسرائيلية وليست أمريكية أو فرنسية أو غيرها ؟ .
تصوروا هذا الكلام أيها القُراء الأكارم : إننا نحتفظ بحق الرد في المكان والموعد اللذين نختارهما !!! ؟ .
التهديد بحق الرد ، عادةً يكون عندما تهدد دولة ما ، دولة أخرى بإنتهاك سيادتها الوطنية والإقليمية ، أما وقد وقعت هذه الإنتهاكات فعلا ، بإختراق طائرات مجهولة الهوية للأراضي السودانية ، وقصفت عددا من المواقع العسكرية المهمة ، هذا يعني أن الحكومة السودانية ، أما أنها لا تفهم أو لا تعر إهتماماً بالسيادة الوطنية وبمواطنيها .
 العاصمة السودانية هُوجمت ليس بمقاتلة واحدة أو مقاتلين ، بل بعدد غير محدد من المقاتلات ، وأدخلت الخوف والرعب والفزع في نفوس المواطنين ، وتأتي الحكومة السودانية وتقول إنها تحتفظ بحق الرد لاحقاً ! هذا والله لأغرب تصريح ؟ .
في عام 2009 قصفت الطائرات الإسرائيلية خمس مرات أهدافاً يشتبه أنها إرهابية داخل الأراضي السودانية .
النظام السوداني : نحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب .
في عام 2011 أطلقت البحرية الإسرائيلية صاروخاً على سيارة كانت تقل إرهابياً فلسطينياً في مدينة بورتسودان السودانية وقطعتها أشلاءاً .
النظام السوداني : نحتفظ بحق الرد – وسيكون الرد قاسياً .
في أبريل من عام 2011 هاجمت دولة جنوب السودان مدينة هجليج الغنية بالنفط وطردت منها القوات السودانية .
النظام السوداني : يشتكي دولة الجنوب لمجلس الأمن الدولي والإتحاد الأفريقي ، ويهددها بالر د في الوقت المناسب .
في عام 1992 احتلت القوات المصرية مثلث حلايب السودانية .
النظام السوداني : لابد من حل هذه المشكلة بالطرق الدبلوماسية ، وحلايب حتى اليوم محتلة مصرياً .
في يونيو من العام 2011 طلب جيش عمر البشير من الجيش الشعبي بتسليم أسلحتهم للجيش السوداني في أقرب وقت ، وإلآ مواجهة التجريد بالقوة . وعندما رفض الأخير هذا المقترح ، شنت طائرات النظام السوداني هجوما عشوائيا عليه بالأنتنوف والميج وصواريخ شهاب ، وما زال هذا القصف العشوائي والقتل الجماعي مستمراً إلى يومنا هذا .
الأمثلة التي أوردناها في هذا المقال دليل واضح على أن النظام السوداني لا يهتم بالسيادة الكلية للإقليم السوداني ، فيكفيه أن يحكم أرضا بمساحة قطاع غزة أو اقليم الأزواد ، ومع ذلك سيدعي أنه يحكم كل السودان . كما أن هذه الأمثلة توضح بجلاء أن النظام الحاكم ليس من أولوياته توفير الأمن والإستقرار لمواطنيه بدليل هروب البشير وعائلته إلى خارج العاصمة في الوقت الذي كانت المقاتلات الأجنبية تدك أحياء الخرطوم دكاً .
أما عبدالرحيم محمد حسين وزير دفاع عمر البشير ، فلا أحد من السودانيين يعلم مكان تواجده حتى الآن ، رغم مرور أكثر من 12 ساعة على الهجوم الذي تعرضت له الخرطوم . والرجل قد يكون مات من الهلع والخوف ، أو قد يكون مغمياً عليه .. المهم لا أحد يعرف عنه شيئا .
 أما أعضاء برلمان البشير ، فهناك أنباء متداولة بين السودانيين تقول ، إن معظمهم قد غادروا العاصمة الخرطوم إلى خارجها مجرد سماعهم خبر تعرض العاصمة للهجوم .
فيما لا ينفك نظام عمر البشير يتبجح بقوته الطائراتية والصاروخية والعسكرية ، ويتباهى بتفوقه الجيشي ، فإن الضربة التي تعرض له النظام صبيحة الأربعاء 24/10/2012 في عاصمته الخرطوم- كشف بأنه نمر من ورق له مخالب من فولاذ ، ويسعى دائماً إلى قتل مواطنيه الذين يختلفون معه سياسياً .
لا شك أن النظام السوداني والجيش السوداني سيرد على الهجوم الإسرائيلي للخرطوم ، لكن سيكون الرد بقتل مواطنيه في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور . يعني أسد على مواطنيه ونمر من ورق على إسرائيل وأمريكا .
والسلام عليكم…
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *