سناء شاهين (الخرطوم) – تنطلق اليوم فعاليات “ملتقى كادقلي” للسلام في ولاية جنوب كردفان التي تشهد حربا ضارية بين الحكومة وتحالف جماعات متمردة، ويتطلع الملتقي لرسم خريطة طريق للسلام وتشكيل توافق سياسي واجتماعي عريض بالولاية، بمشاركة قوي حزبية ومنظمات المجتمع المدني ومهتمين بشأن السلام في السودان. ويخاطب مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع الملتقى الذي يناقش على مدى ثلاثة أيام أوراق عمل تجسد التحديات التي تواجه الولاية على خلفية الأوضاع المتأزمة الناتجة عن الحرب والخلاف السياسي، ويحاول أن يضع أسسا لتجاوز تلك التحديات، وصياغة توصيات بشأنها يكون لزاماً على الجهات التنفيذية تطبيقها علي وجه السرعة. وجدد يوسف بشير رئيس اللجنة التحضيرية للملتقي إجماع أحزاب بولاية جنوب كردفان على ترسيخ السلام والاستقرار والتنمية. وقال في تصريح لـ”الاتحاد” إن الملتقى يحظى بقبول واسع داخل ولاية جنوب كردفان بمختلف مكوناتها، ويسعى جادا لبلورة رؤيتها بشأن التحديات التي تواجه المنطقة وتهيئة أجواء السلام والتنمية في المنطقة التي تعيش ظروفا قاسية بسبب الحرب، ودعا الجهات الرسمية لتبني توصيات الملتقي والإسراع بتنفيذها.
وقوبل الملتقى بردود فعل متباينة وسط أحزاب المعارضة السودانية، وأثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية.. وما بين الشد والجذب تمسكت القوى السياسية في الولاية بتنظيم المؤتمر الذي يحظى بمساندة رسمية في الولاية. وأكد حزب الأمة القومي بزعامة رئيس الوزراء المنتخب السابق، إمام طائفة الأنصار الدينية، الصادق المهدي، مشاركته في الملتقي، مشيداً بفكرته في حل المشكلات الوطنية، مؤكدا أنها بهذا المسعى تمثل نموذجا يحتذى في حل مشكلات السودان المختلفة. وفي معسكر الرافضين يبرز حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الزعيم الإسلامي حسن الترابي. وكشف هذا الحزب عن زهده في المشاركة، معتبراً أن الملتقى “لا يمثل إجماع أهل المنطقة”، مقللا من قدرته على وقف الحرب، إلا أن ممثل الحزب في جنوب كردفان الزبير كرشوم ألمح في وقت سابق عزمه المشاركة بغض النظر عن موقف حزبه من الملتقى.
وتعلل الأحزاب الرافضة موقفها من الملتقى باعتباره تجمعا محدودا تغيب عنه أقطاب الأزمة المتمثلة في “الحركة الشعبية –قطاع الشمال”. وينعقد الملتقى في وقت تستعد فيه اللجنة الأمنية المشتركة بين السودان وجنوب السودان لإكمال اتفاق الترتيبات الأمنية الذي وقعه الجانبان في أديس أبابا مؤخرا وتنفيذه عمليا على أرض الواقع، ويبحث الاجتماع بالضرورة فك الارتباط جوبا بالحركة الشعبية –شمال، وإلى ذلك الفرقتين العسكريتين 9 و10 التابعتين للجيش الشعبي (جيش جنوب السودان) باعتبارهما أهم أجزاء الترتيبات الأمنية بين البلدين. ويرى مراقبون أن اتفاق التعاون بين دولتي السودان وجنوب السودان، يعزز من فرص السلام في المنطقة، ويمنح الملتقي قوة إضافية تشجعه على رسم خريطة طريق مثالية في ظل تطورات إيجابية متوقعة بالمنطقة.
الاتحاد