كنت قد شرعت في كتابة موضوعي الأسبوعي حول “شواذ العمل السياسي في السودان” و قد جاءتني معلومات في غاية الأهمية و الخطورة جعلتني أأجل موضوع ” شواذ السياسة السودانية” لمنتصف الأسبوع باعتبار إن المعلومات قد وصلت من جهات تعتبر مصدر ثقة كبيرة حيث كانت ترصد عمليات للتهريب و اختطاف أجانب و بيع أعضاء الإنسان و المخدرات و غيرها من الجرائم التي يتورط فيها عناصر جهاز الأمن و المخابرات السوداني في ولاية البحر الأحمر و بعلم من الرئاسة في الخرطوم و بعض من قيادات الجيش و الشرطة و قيادات سياسية من حزب المؤتمر الوطني في ولاية البحر الأحمر.
كونت عناصر من جهاز الأمن و المخابرات مع مجموعة من قبيلة الرشايدة تابعة لمبروك مبارك سليم وزير الدولة بوزارة الثروة الحيوانية و معهم بعض من قيادات الشرطة و الجيش في ولاية البحر الأحمر عصابة من أحل التهريب حيث تقوم هذه المجموعات باختطاف مواطنين اريتريين من معسكر ” شقراب ” و بعد اختطافهم يطالبون أهلهم بدفع فدية كبيرة لكي يطلق سراحهم و معروف إن العديد من الاريتريين المتواجدين في ذلك المعسكر ينتظرون إجراءات سفرهم لبعض الدول الأوربية و أمريكا و غيرها من الدول حيث يوجد أقاربهم و ينتظرون دفع الفدية من أهلهم الموجودين في الدول الغربية و الولايات المتحدة. كما أن لجهاز الأمن و الشرطة مكاتب في منطقة مستورة و هذا المكتب أيضا متورط في عملية تهريب مواطنين من غرب أفريقيا و خاصة من نيجيريا و الكاميرون و مالي حيث يهربون بسنابك إلي المملكة العربية السعودية حيث يدفع الفرد الواحد 500 دولار أمريكي و إذا تمت مطاردتهم من خفر السواحل السعودي يعودون إلي ولاية البحر الأحمر و يغرمون مبلغ 200 دولار ثم يتم تهريبهم عبر شلاتين إلي سيناء ثم إلي إسرائيل.
و يطلب من الاريتريين الراغبين في الهجرة في بيع أعضائهم و خاصة الكلي بمبلغ ثلاثة ألف دولار و بعد الشفاء يرسلوا إلي الحدود الإسرائيلية لتهريبهم و في الغالب يطلق عليهم الرصاص في الصحراء و يقتلوا هناك و يتورط في العمليات بعض الشركات المصرية التي تتاجر في أعضاء الإنسان.
لقد نشطت تجارة السلاح في ولاية البحر الحمر حيث يأتي السلاح من اريتريا و من الصومال عبر الأراضي الإثيوبية و كل تلك التجارة تقوم بها مجموعات من قبيلة الرشايدة تحت أمرة مبروك مبارك سليم و مدعومين من جهاز الأمن و المخابرات حيث تهرب إلي صعيد مصر و إلي سيناء حتى تصل إلي إسرائيل و هي أنواع مختلفة من الأسلحة و المدافع و الصواريخ و الزخائر و تستخدم في نقلها عربات جهاز الأمن و القوات المسلحة كما هناك كميات كبيرة قد هربت من مخازن القوات المسلحة و خاصة الزخائر بأنواع مختلفة.
بعد قصف إسرائيل لعدد من العربات يعتقد أنها كانت تحمل كميات من الأسلحة ذاهبة إلي إسرائيل يبدأ جهاز الأمن و المخابرات في التحقيق و سرعان ما يتكتم علي الأمر باعتبار إن عناصر الجهاز و الشرطة متورطين في تلك العمليات و رغم إن العمليات قد فاحت رائحتها و تتحدث فيها أغلبية مجالس الولاية إلا أنها لا تجد المتابعة و التحقيق باعتبار إن قيادات المؤتمر الوطني في الولاية أيضا متورطين في عمليات تهريب,
و في بداية الشهر الحالي قبض علي سنبوك يحمل حبوب مخدرة تقدر 3 مليون حبة ولم تدون في مضابط الشرطة و جهاز الأمن و المخابرات وهذه الحبوب تهرب إلي مصر و إسرائيل و فلسطين و يقال أن المخدرات و الحبوب بدأت تهرب الى ليبيا و غرب أفريقيا.
.كمال سيف
صحافي سوداني سويسرا