ايهما انجح في السودان الثورة الشعبية ام الثور العسكرية؟
ظللت اتابع عن كثب عما يجري في الخرطوم في الايام السابقة عن الغليان الشعبي ضد نظام البطش الحاكمة في الخرطوم ،جراء ارتفاع الاسعار ورفع الدعم عن المحروقات وخلاء الحياة المعيشية في كل الجوانب الاقتصادية ،
بهذه المنوال انطلقت الاحتجاجات في عدة احياء بالخرطوم تطالب برحيل النظام او الاحري يسعي المحتجون باسقاطها ، والكل يسعي الي ذالك ان كانوا بالداخل او كنا بالخارج ، يقابلها في الجانب الاخر الثورة العسكرية التي اطلقت اول داناتها الثورية في عام 1955م قبل الاستقلال بجنوب السودان جبال النوبة وجنوب النيل الازرق وبعدها في شرق السودان ثم تلاها ثوار دارفور في التسعينيات حتي انفجر الثورة في بدايات العام 2000م ، كل هذه الثورات نبعت ايضا من صميم هذه الشعب السوداني المناضل بعد ان عصفت بها الحكومات الدكتاتورية المتعاقبة علي السودان او حكومات( الجلابة ) ان صح التعبير حسب وصفنا للجلابة (هم مجموعة من ابناء هذه الشعب كلما جاءو الي السلطة حافظوا علي مصالحهم الشخصية والعرقية والجهوية بل ويزرعون النعرات العنصرية وفتك النسيج الاجتماعي داخل المجتمعات ويرفعون راية القبيلة قبل الدول ويروا انهم الاحرار والبقية عبيد) لذالك قامت هذه الثورات العسكرية لتحرر شعبها من الاتضهاد والعبودية والاستعمار الداخلي ، لذالك إذا قارنت اهداف الثورة الشعبية والثورة العسكرية تجدها متباعد في الرؤى والمرتكزات وايضا هنالك فرق شاسع مابين من يبحث عن التحرر من الاستعمار وجعل الحرية هي الاساس وانقاذ ما تبقي من السودان وارضاء ضحايا الحروب واعادة الملايين المهجرين الي الوطن وبناء ما دمرتها عصابة الخرطوم من قري ومدن وارياف واعادة البسمة في وجه الايتام والارامل والثكالي ومحاكمة مجرمي الحرب واعادة الخارطة الجغرافية للسودان كما كانت . وما بين من يبحثون عن الكلاء والماء في الخرطوم في هذه الايام.
لا يمكن ان تنجح الثورة الشعبية في الخرطوم ابدا ما دام ان داعميه من اصل الحكومات المتعاقبة والتي هي هدف اساسي واستراتيجي للثورة العسكرية التي انطلقت من هامش السودان ، لذالك فان اي ثورة شعبية يدعمه حسن الترابي وكمال عمر ومريم الصادق وبقية ما تبقوا من هامش الاحزاب المتعرجة في الداخل لن تجد طريقها الي النور ، فهؤلا هم لصوص الثورات والقضية السودانية على مرة التاريخ وتجاربهم الفاشلة عدد لا حصر لهم.
لا استطيع ان اجزم القول بان الثورة الشعبية السودانية او الانتفاضة في
الخرطوم قد تنجح لعدة اسباب:-
1_ انطلقت بوادر الاحتجاجات في بعض احياء الخرطوم والجامعات فكل واحدة له هداف محدد مثلا ثورة الاحياء تطالب بالماء ومعالجة الاسعار وتحسين حال الاقتصاد ،بينما ثورة طلاب الجامعات تسعي وتهتف باسقاط النظام.
2_ كلها فاقد للقيادة الحقيقة بالداخل لادارة التظاهر وفق برنامج عملي ممنهج للوصول الهدف.
3_ الثورة الشعبية بالخرطوم تنتظره ذئاب الاحزاب الجائعة كي تلتهمه بعد ان تصل حدة الذروة.
5_هذه الاحتجاجات لا يمكن لها ان تصمت ابد في وجه حكومة عسكرية دكتاورية متمترسة ومتخصصة في ابادة شعبها.
6_المحتجون يواجهون دولة يحكمها مليشيا ليس لديها اي معيار قانوني لتؤمن بالقوانيين الدولية.
7_ليس بالدولة اي جهة محايدة كي تقف مع المحتجون مثلا الجيش او البرلمان وغيره.
8_ يحتمل ان يستغل هذه الاحتجاجات لصالح الاحزاب المتعرجة وغيره من النفعيين.
9_ اعتقد لجوء النظام الي الخط الثانية وهي الانقلاب العسكرية لهذه النظام بوجه اخر.
كل هذه الاسباب وغيره يدل بان نجاح الثورة الشعبية في السودان ضعيفة ،لذالك علي الشعب السوداني بان تلتف حول الثورة العكسرية التي تبنتها الجبهة الثورية ببيانها العريضة والتي يدعو الي اسقاط الانظام عسكريا في المقام الاول بطرق ممنهجة وقيادة واعية وادارة مؤسسة يحفظ امن وسلامة المواطن بعيدا عن شبهات اختطاف الثورة من قبل الذئاب الجائعة التي تبحث عن اي فرصة شعبية لتحقق مصالحها وتدخل البلاد الي منعرج اخر.
الصادق موسى زكريا معلا_ كمبالا
[email protected]