وفد من الحركة الشعبية في السودان يجري مشاورات واسعة في اديس ابابا تركزت حول القضايا الانسانية
الامين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان: لم نأتي مطلقاً للتفاوض مع المؤتمر الوطني بل هو الذي سعى لذلك
لندن – مصطفى سري
كشفت الحركة الشعبية في السودان عن تلقيها دعوة من الراعين للمقترح الثلاثي للقضايا الانسانية المقدم من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية لاجراء مشاورات في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا حول القضايا الانسانية والقرار (2046 ) الذي اصدره مجلس الامن الدولي ، مؤكدة ان الماساة الانسانية في منطقتي النيل الاورق وجنوب كردفان خلقتها السياسات الممنهجة في التجويع والقصف المستمر للسكان المدنيين من قبل الحكومة السودانية ، ونفت في ذات الوقت انها جاءت الى اديس ابابا للتفاوض مع المؤتمر الوطني الحاكم وان ذلك ليس من ضمن اجندة وفدها .
وقال الامين العام للحركة الشعبية في السودان ياسر عرمان ان وفد حركته المكون من رئيسها مالك عقار ، وامنيها العام ومسؤولي الجناح الانساني في الحركة نيرون فيليب ، ودكتور احمد سعيد وهاشم اورطة وزائد عيسى زائد التقى فور وصوله الى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا في الثاني من يونيو ( حزيران ) الحالي بالمبعوث الامريكي الخاص الى السودان برنستون ليمان ومبعوث الامين العام للامم المتحدة في السودان هايلي منكريوس ، واضاف انه في مساء اليوم التالي التقى الوفد برئيس الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الافريقي رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي والرئيسان السابقان النيجري والبورندي بيو يو ، مشيراً الى ان اجتماع اخر عقد في الرابع من يونيو الحالي في مبنى الامم المتحدة والمفوضية الاقتصادية لافريقيا مع الراعين للمقترح الثلاثي للشؤون الانسانية ، وقال ان الاجتماع ضم الى جانب وفد الحركة هايلي منكريوس المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة ، محمود خان من الاتحاد الافريقي وصلاح حليمة من الجامعة العربية ، واضاف ان الوفد التقى سفراء الاتحاد الاوربي وسفراء من دول اعضاء في مجلس الامن الدولي ومن افريقيا خلال وجوده في اديس ابابا ، وقال ان وفده التقى مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء الاثيوبي .
واشار عرمان الى ان المباحثات التي اجراها وفده تركزت حول الماساة الانسانية في المنطقتين ، وقال ان تلك الاوضاع خلفتها السياسات الممنهجة التي تتبعها الحكومة السودانية في التجويع والقصف المستمر للسكان المدنيين ، واضاف ( لا سيما الاسبوع الماضي قد شهد لجوء (30 ) الف مواطن من النيل الازرق الى دولة جنوب السودان وما بين 500 الى 700 شخص يعبرون يومياً من جنوب كردفان الى دولة الجنوب كلاجئين ) ، وقال ان وفده ناقش مع من التقاهم التدهور والانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان من بينها استهداف الحركة الشعبية وقادتها الذين يعملون في العمل السلمي الجماهيري في مدن وريف السودان ، وقال ان الاستهداف شمل الاعتقالات والحكم بالاعدام والاقامة الجبرية للنساء لاول مرة في تاريخ السودان ، واضاف ان عدد الذين شملتهم استهداف الحكومة بلغ (295) من كوادر الحركة على رأسهم ازدهار جمعة ، جليلة كوكو ، علوية كبيدة ، دكتور بشرى قمر حسين ، خالد درجة ، عبد المنعم رحمة ومجموعته ، وعثمان ادروب واخرين الى جانب المفقودين .
ونفى عرمان بشدة ان وفده جاء من اجل اجراء لقاء مع وفد المؤتمر الوطني الموجود في اديس ابابا في المفاوضات الجارية بين السودان وجنوب السودان ، وقال ( وفدنا لم يأتي مطلقاً للتفاوض مع المؤتمر الوطني وليس من ضمن اجندته بل ان المؤتمر الوطني هو الذي سعى الى ذلك ولا نريد الدخول في تفاصيل ) ، واضاف ان وفد حركته وصل الى اديس ابابا لاجراء مشاورات حول القضايا الانسانية والقرار (2046 ) الصادر من مجلس الامن الدولي ، مشيراً الى ان الدعوة جاءت من الراعين للمقترح الثلاثي للقضايا الانسانية وان المشاورات امتدت الى بقية المعنيين اقليمياً ودولياً ، مؤكداً ان التفاهمات بين الحركة الشعبية والجبهة الثورية واضحة ومكتملة ، وتابع ( نحن اصحاب قضية واحدة ونعمل جميعاً في مناخ سياسي ندركه جيداً ومتفقون على ما يحقق مصالحنا جميعاً ومصلحة السودان )
واوضح عرمان ان وفده قدم رؤيته في تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي (2046 ) الذي شمل الوضع الانساني وعلى الاخص انقاذ حياة اكثر من (400) الف من النازحين ، وقال ( وضعهم يشبه وضع الرهائن ) ، واضاف ان وفده ركز على ان يكون قرار مجلس الامن مدخلاً للحل السلمي الشامل وليس كصفقة جزئية وان يتناول قضايا المركز والقضايا القومية ولا يتجاهل خصوصية المناطق التي تدور فيها الحرب ، وقال ان وفد اكد لمن التقاهم ان المجتمع الدولي في بحثه عن السلام بين دولتي السودان سوف يتأكد حينما يناقش قضايا الحدود ان جيران دولة جنوب السودان الاقربين من اهل جمهورية السودان في مساحات واسعة من الحدود ليسوا هم نظام المؤتمر الوطني بل تنظيمات الجبهة الثورية ، وقال ان الجبهة الثورية تسيطر على مساحات واسعة من الحدود الدولية من النيل الازرق الى دارفور ، وكشف عن ان وفد بعد انتهاءه من المشاورات سوف يشارك في الاجتماع الرابع لقيادة الجبهة الثورية ، وقال انه تم الاتفاق على عقده لمواصلة التداول حول عدد من القضايا من بينها المشاورات مع المجتمع الدولي والاتحاد الافريقي حول القرار (2046 ) .
وذكر عرمان ان رئيس الحركة الشعبية وامينها العام اجريا اتصالات مع عدد من القادة السياسيين من بينهم مني اركو مناوي ، عبد الواحد محمد نور ، جبريل ابراهيم ، التوم هجوم ، ونصر الدين الهادي المهدي الى جانب عدد من القيادات في العاصمة الخرطوم ، وقال ان الحركة الشعبية سوف تواصل مشاوراتها مع الجميع للوصول الى سلام عادل وديموقراطية مستدامة .