والله هذه حقارة يا إسرائيل !! تاني ضربة في عمق السودان ؟

بسم الله الرحمن الرحيم..
والله هذه حقارة يا إسرائيل !! تاني ضربة في عمق السودان ؟
عبدالغني بريش اليمى……
عندما خرجت مظاهرات جماهيرية في احياء الخرطوم وام درمان في شهر ابريل المنصرم بعد دخول جيش جنوب السودان إلى منطقة هجليج المتنازع عليها بحجة احتلال الأخير لجزء من أراضي السودان ، وانتهاك سيادته الوطنية- ضحكت طويلا ، وقلت في نفسي لابد أن اهل السودان أو على الأقل الذين خرجوا للتنديد بوجود جيش جنوب السودان في منطقة هجليج مجرد قطيع أو كتل بشرية صماء تنفذ ما تملي عليها نظام مجرم وقح من أجندة لا علاقة لها بالوطنية .

سبب اشمئزازي وغضبي من تلك المظاهرات التي خرجت في شهر ابريل المنصرم ، هو أن مثل هذه المظاهرات لم تخرج قط عندما احتلت الحكومة المصرية مثلث حلايب السودانية في عام 1992 ، والشيء نفسه عندما ضاعت منطقة ” فشقة ” وخرجت من السيادة الوطنية السودانية للأبد !! . وتكرر الشيء نفسه- أي ان المظاهرات لم تخرج أبداً أبداً في مارس/آذار 2009 عندما تعرض رتل من السيارات لقصف إسرائيلي في عمق الأراضي السودانية أسفر عن مصرع العشرات من السودانيين والأجانب ، وقالت مصادر إسرائيلية وقتها إن السيارات كانت تهرّب أسلحة إلى قطاع غزة .. ونكرت حكومة البشير كعادتها وقوع الحادث من اساسه ، لكنها تراجعت واعترفت بوقوع الحادث بعد ان ظهرت مقالات وموضوعات في الصحف العبرية تؤكد صحة الخبر ، متهمة الحكومة الاسرائيلية بتدبير الحادث .
وفي أبريل/نيسان 2011 ، نفذت الحكومة الاسرائيلية غارة صاروخية عبر طائرتي أباتشي أي إتش-64 من جهة البحر الأحمر على سيارة كانت تقل ارهابيا ينتمي إلى حركة حماس في بورتسودان ودمرتها تدميرا كاملا .. ومرة أخرى لم يخرج السودانيين الى الشوارع للتنديد بالإنتهاكات الاسرائيلية المتكررة للأجواء والأراضي السودانية ، ولم تعتبر حكومة البشير الحادث حدثاً خطيراً يستوجب الرد العسكري .
مرة أخرى تتكرر المأسأة ، وفي 21 مايو 2012 ذكرت وكالات الأنباء العالمية بأن شخصاً واحداً قُتل في انفجار سيارة في مدينة بورتسودان شرقي السودان . والغريب في الموضوع هو أن حكومة البشير التي يقتل جيشها مواطنيه كل يوم لا تعرف شيئا عن وقوع هذا الحادث ، بل رجّح وزير الخارجية السوداني ، علي كرتي ، أن تكون إسرئيل وراء الحادث – هههههههه .
وقال كرتي في حوار مع قناة الشروق السودانية ، إن أسلوب تفجير السيارة يشبه الطريقة التي نفذت بها إسرائيل هجمات مشابهة في ولاية البحر الأحمر . وأشار وزير الخارجية إلى أن الأجهزة الأمنية تعمل على التحقيق بشأن خيوط الحادث ، وأضاف أن دولة الكيان الإسرائيلي تتوهم أن السودان يدعم بعض الفصائل الفلسطينية .
بالله عليكم ! شوفو تلك التصريحات الفضيحة ؟ . وزير الخارجية يقول أسلوب تفجير السيارة تشبه الطريقة الإسرائيلية !! ههههه مصدر .. ووزير الدفاع/عبدالرحيم محمد حسين حتماً لم يسمع بالحادث أصلاً ، لأنه دائما أخر من يعلم بوقوع مثل هذه الإعتداءات على بلاده . أما مدير جهاز المخابرات السوداني/الفريق محمد عطا ، فلم يصرح بعد ، لكنه سيخرج على الناس ليقول لهم ان الأجهزة الإستخباراتية كانت على علم مسبق بأن شيء ما سيحدث ، وان جهازه سيضع يده على خيوط الحادث ، وان مثل هذه الإعتداءات الارهابية لن تثني الحكومة السودانية من المضي قُدماً في حماية الوطن والمواطنين !! .
(( أما لجنة أمن ولاية البحر الأحمر  فاكدت تواصل جهود التحقيق فى حادثة السيارة التى وقعت فجر الثلاثاء الماضى عن ( اس ام سي ) وكشفت اللجنة فى المؤتمر الصحفي برئاسة الوالى د.محمد طاهرايلا إجراء العديد من التحريات وان اللجنة فى حالة إنعقاد دائم حتى الوصول الى الحقيقة .
وقال اللواء حيدر احمد سليمان ، مدير شرطة الولاية فى بيان تلاه خلال المؤتمر الصحفى انه تم فتح بلاغ فور تلقى النبأ حول حادث تفجير السيارة البرادو بالقسم الأوسط بورتسودان تحت المادة ( 51 ) من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991 مشيرًا لتواصل الجمهور مع الجهات ذات الصلة للكشف عن الغموض الذى احاط بالواقعة حيث يتولى فريق من الادارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية والأدلة الجنائية وخبراء الاسلحة والمفرقعات بالقوات المسلحة مهمة فحص مخلفات موقع الحادثة .
وطمأن مدير الشرطة المواطنين بأن الأجهزة الأمنية تقوم بدورها كاملاً للحفاظ على سلامة ممتلكات وأرواح المواطنين مؤكدًا تضافر الجهود للوصول الى الجانى او الجناة وتقديمهم الى العدالة مبينًا بأن لجنة امن الولاية ستعلن نتائج التحقيق تباعا للرأى العاموأفادت مصادر مطلعة لـ اس ام سي عن إحراز تقدم ملموس فى التحقيقات حول القضية يمكن ان يقود الى فك طلاسمها وأفادت مصادر مطلعة لـ اس ام سي عن إحراز تقدم ملموس فى التحقيقات حول القضية يمكن ان يقود الى فك طلاسمها )) ههههههههههههه .
بالله عليكم !! كيف لأجهزة يفترض أنها تحرص على أمن المواطنين أن تتخبط بهذه الطريقة وتضلل الناس بهذه الكيفية – مثل قولها انها ستقدم الجاني أو الجناة للمحاكمة في الوقت الذي يتهمون فيها اسرائيل بارتكاب الحادث ؟
وبما ان نظام البشير لم يعترض على الإنتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي السودانية منذ عام 2009 ، نجد جيشه يمارس القتل خارج القانون بشكل روتيني في مناطق مختلفة من السودان . فالجيش الذي تذهب إليه أكثر من نصف ميزانية الدولة .. إذن متخصص في الحروبات الداخلية ضد مواطنيه .
وبينما اسرائيل تنتهك السيادة السودانية برا وجوا وبحرا ، فإن الجيش السوداني الذي يفترض ان يحمي الوطن وحدوده الخارجية يقتل مئات الالاف من أبناء دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق منذ فترة ، متجاهلا قيم العدالة وقداسة الروح الانسانية .
إذن بعد الضربات الاسرائيلية الموجعة والمتكررة للأراضي السودانية ، وانشغال الجيش السوداني بقتل الدارفوريين والنوبة وأهالي النيل الأزرق ، فهل هناك مبرر لبقاء هذا النظام على السلطة ؟ .
الإجابة على التساؤل السابق هي حتماً ” بلا ” . فالدولة السودانية منذ استقلالها تبعث أبناءها للخارج لتلقي كورسات تخصصية في المجالات العسكرية ، ودورات مكثفة للتدرب على استخدام الأسلحة التقليدية وغير التقليدية ، وتعلم التكتيكات الحربية والقتالية وغيرها من الأمور العسكرية ، حيث تكلف تلك البعثات والكورسات والتدريبات مليارات الدولارات . كل هذا من أجل حماية الوطن من الإعتداءات الخارجية ، وتوفير الأمن والإستقرار للمواطن . لكن بعد أن يعود هؤلاء إلى بلادهم يتفاجأ الناس بإستخدام الدولة تلك القدرات العسكرية التخصصية لقتل مواطنيه ، وتكميم الأفواه المعارضة ، فويل كل الويل لجيش يقتل مواطنيه ، لكنه يخاف العدو الخارجي .. اسرائيل مثالا .
ويل لجيش يرتكب المجازر مستعملا كل أنواع الأسلحة بما فيها الثقيلة جدا لذبح شعوبهم وتشريدهم وتهديم بيوتهم فوق رؤوسهم كما يحصل الآن بجبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور .. قولي لنا بربكم كيف لجيش يسمي نفسه جيش الدولة أن يقتل شعبه بهذه الوحشية ؟ أي جيش في هذا العالم يفعل ذلك بشعبه ؟ .
إن السودانيين عليهم مطالبة الناتو بالتدخل في السودان لحمايتهم من وحشية الجيش السوداني أولاً .. ومن الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة على الأراضي السودانية ثانيا ، وإلآ فإن إنشغال الجيش السوداني بقتل مواطنيه واهمال دوره كحامي الوطن سيشجع ليس فقط الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة على السيادة السودانية ، بل سيشجع اسرائيل على احتلال أي جزء من السودان تريده .

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *