تحملنا لأجواء هذه الوثيقة ماتصدر الصفحة الأولي لجريدة (أخبار اليوم ) صباح 19 يونيو 2008 من بدء مباحثات في باريس بين موفدي بلادنا ، وزير الخارجية دينج ألور ومستشار رئيس الجمهورية الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل . ولتزامن انعقاد قمة الساحل والصحراء في جمهورية (بنبن) مع موعد هذه الجولة الاوروبية ذهب دينج ألور منفردا للنرويج وهولنده . لحق به طبيب الرحي الثالثة في باريس بعد حضوره القمة نظرا للتوتر الكبير الذي شاب العلاقات مابين السودان وتشاد أنذاك وأفضي لقطع العلاقات الدبلوماسية بعد هجوم حركة العدل والمساواة علي أمدرمان . ففرنسا لها دور محوري يمكن ان تلعبه علي ثلاثة اصعدة هي تشاد ، ودارفور –ففي باريس يقيم كثيرون من قادة الفصائل أبرزهم عبدالواحد نور- فضلا عن أهتمام باريس بملف خارطة الطريق لأبيي وتطورات اتفاقية السلام . التحاق المستشار الرئاسي بوزير الخارجية هو تجسيد لسلوك المؤتمر الوطني وخطة اللعب مع وزراء الحركة الشعبية بطريقة (مان تو مان ) وفي كل الوزارات علي الاطلاق .
عاد ألور للخرطوم …لتولد هذه الوثيقة القنبلة ذات الشظايا العنقودية . أرسل القائم بالاعمال الأمريكي بالخرطوم لرئاسته بواشنطن مبرقا بحيثيات الاجتماع الذي تضمن 10 نقاط مركزة مصنفا البرقية ب(السرية) مضي للقول :
التقي القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم البرتو فريناندز بوزيرالخارجية دينج ألور، يوم 24 يونيو، العائد لتوه من رحلة أوروبية شملت بضعة بلدان ( هولندا ، النرويج وفرنسا).. يستهل البرقية بنقطة رقم واحد وهي عبارة عن ملخص ماجري تناوله من حديث. تبين الوثيقة بوضوح أزمة الثقة مابين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في الكثير من الجوانب وليس من دلالة أعمق فضحا للمستور من طلب وزير الخارجية دينج ألور من فريناندز ان يلتقيه في مقهي بالخرطوم وليس بمكتبه في الوزارة.عن ذلك تورد الوثيقة نصا في النقطة 2 ( التقي القائم بالاعمال فريناندز بوزير الخارجية دينج ألور في يوم 24 يونيو . وكما هي العادة عندما تكون هناك موضوعات حساسة للتباحث بشأنها، فقد أجتمعا في مقهي محلي حيث أن الوزير يشك بأن المخابرات السودانية تتصنت علي مكتبه بوزارة الخارجية )! تعلقت النقطة 2 بأبيي وتطوراتها علي ضوء خارطة الطريق التي كان ألور قد وقعها نيابة عن الحركة في 8 يونيو . وصف ألور الاوضاع في أبيي بأنها ( علي حافة السكين وأنها يمكن أن تنفجر في أي وقت أو أن يحدث تقدما أضافيا يعلن خلال الايام القادمة ).أبلغ ألور جليسه الأمريكي انه قد حدثت مشكلة وصفها بانها “بسيطة ” عند تكوين قوة الشرطة “بأبيي”. قال انه بينما كان عقيد الشرطة ، وهو من أبناء دينكا نوك ، منهمكا في استقطاب مجندين محليين لملء شواغر 700 عنصر لقوة الشرطة ، أرسلت الخرطوم 75 عنصرا من كادوقلي غير مرحب بهم ولم يطلبوا. قال أن وزير الدولة المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية ، أحمد هارون ، أنكر بدءا ارسال المؤتمر الوطني لأي قوة شرطية ، غير أنه في النهاية اعترف بارسال المؤتمر الوطني لهؤلاء المخربين وقال بانه يمكن الاستفادة من خدماتهم بما يفيد ! طالب سلفا كير بسحب هذه القوة وتوارد أن أحمد هارون وافق علي سحبها .
في النقطة (3) يقول دينج ألور أن هناك ماهو أخطر من القوة الشرطية وهو تمركز كتبة 31 في ابيي واحتلالها لمدرسة بنات واستخدامها كرئاسة لها . قال أن القوات المسلحة أبلغت هيئة الدفاع العسكري المشتركة يوم 23 يونيو انها لن تسحب القوة الا بعد اكتمال التحقيقات وهو مايري ألور بأنه تطويل يجعل الامر مفتوحا بلاسقف زمني . يري ألور بأن هذه القوة يجب أن تغادر بمجرد اكتمال تشكيل قوة الشرطة- كما نصت خارطة الطريق . ووصف محادثة غاضبة أجراها رئيس هيئة أركان الحركة الشعبية ( الجنرال أويي دينق أجاك) قال فيها مانصه ( اننا سئمنا من هذه التكتيكات للمؤتمر الوطني والجيش. اذا لم يسحبوهم فاننا مستعدون لفعل ذلك بالقوة وفورا). اشارت الوثيقة الي أن هيئة الدفاع العسكري المشتركة ستزور أبيي يوم 25 يونيو (اليوم التالي لهذا الاجتماع) لحل المشكلة. وأضافت أن العقيد قائد الكتيبة تمت ازاحته من منصبه وارسل لمصر في مهمة تدريب طويلة. الملاحظة الاخيرة في النقطة (3) أن ألور أبلغ فريناندز أنهم تعرفوا علي 12 اسم من منسوبي المؤتمر الوطني ممن تسببوا في العنف العرقي في “مناطق” أبيي وخرسانة وأويل. من هؤلاء أحمد هرون ، والمفاوض الدرديري أحمد محمد ومسؤولين سابقين في حكومة كردفان هما عيسي البشاري وصلاح أحمد سالو ووعد بتزويد فريناندز بقائمة لكل الاسماء.
تبدأ النقطة 5 بعنوان يضج بالازدراء علي رئيس الجمهورية . العنوان هو (ماذا يظن البشير نفسه؟)
تتعرض هذه الجزئية لما دار في اجتماعات دينج ألور في النرويج وهولندا قبل أن يلتحق به المستشار الرئاسي مصطفي اسماعيل في اجتماعات باريس .
في النقطة 6 تقول الوثيقة نصا ( في باريس كما في النرويج تطرق الاوربيون مع المسؤولين السودانيين لموضوع المحكمة الجنائية الدولية . وكان وزير الخارجية الفرنسي كوشنير بالذات الأكثر حدة مبلغا اسماعيل وألور مانصه ( علي السودان أن يتعاون مع محكمة الجنايات الدولية . نحن جادون في ذلك . أنكم تتحدون العالم وسوف لن نسمح لكم بالهروب من هذا المأزق … ماذا يظن البشير نفسه ،الرئيس بوش ؟ هناك قوة عظمي واحدة . يتوجب علينا أن نرضي باهمال الولايات المتحدة للجنائية الدولية لكننا سوف لن نقبل ذلك منكم “!
وأبلغ ألور كوشنير ان الحركة الشعبية توافق علي ضرورة تعاون السودان مع الجنائية الدولية أما مصطفي أسماعيل فقد أوضح موقف حزب المؤتمر الوطني بالاتعاون مطلقا مع المحكمة أو الاعتراف بها .
تحت عنوان( بيت المؤتمر الوطني منقسم علي نفسه ) جاءت النقطة 8 متعلقة بحديث ألور عن مهاتفته لعبدالواحد نور لمدة ساعتين ومقابلته لوفد حركة العدل والمساواة الذي حضر للقائه من لندن في باريس .قال ألور انه تحدث معهم علي ضرورة التصالح فيما بينهم والعمل معا ككتلة واحدة (عبدالواحد نور ، العدل والمساواة ومني ميناوي ) لنيل تنازلات من المؤتمر الوطني .
أما النقطة 9 فسنوردها بكاملها بترجمة نصية فهي “أم القنابل “!
يقول فيرناندز في برقيته (بعد كل هذه الاجتماعات المشار اليها ، وصف ألور اجتماعا شخصيا له مع مستشار الرئيس البشير “مصطفي “اسماعيل .اعترف اسماعيل بانه شخصيا يري بأن السودان يجب أن يتعاون مع محكمة الجنايات الدولية ويجب أن يتفاوض مع كل المتمردين ( فهي مسألة وقت فقط قبل أن نجلس “للتفاوض” مع حركة العدل والمساواة. ) كما أضاف. وقال أسماعيل (ان خطر محكمة الجنايات الدولية أصبح قريبا الان ) وشجع ألور بالحديث مع البشير ونائب الرئيس علي عثمان طه بشأن التعاون مع الجسم الدولي . وأبلغ ألور القائم بالاعمال فرناندز وصف اسماعيل لاجتماع جلسة استراتيجية عقدها مؤخرا المؤتمر الوطني بشأن الجنائية الدولية ( وهو الاجتماع الأول والوحيد الذي عقد لهذا الغرض .كرتي ، المتشدد الشرس دعا للتعاون ، أما البشير فبدأ متنازلا الا ان علي طه وبصوت عال وبقوة ندد حتي ولو بمجرد التفكير في ابداء اي لين في موقف السودان من محكمة الجنايات الدولية) ويمضي فرناندز فيما يشبه التحليل ليقول ( غضب طه ” علي عتمان ” ربما يكون سببه انه كان المسؤول عن ملف دارفور خلال السنوات المصيرية في 2003-2005. وتمضي الوثيقة للقول ( يتوقع ألور أن ادانة محكمة الجنايات الدولية المتوقعة لمسؤولين سودانيين كبار ( سوف تكشف هؤلاء المسؤولين امام الشعب السوداني ) وقال انها سوف تكشف ايضا التصدعات في النظام وسوف تقسمهم فيما يتشاجرون حول كيفية الرد).
في الوقت الذ حملت فه النقطة الاخيرة (10) تأمينا عاما علي صدقية تحليلات ألور للأوضاع وتطابقها مع مرئيات القائم بالاعمال عموما الا أن فريناندز اضاف مايلي بشأن محكمة الجنايات الدولية ( ان اجراءات محكمة الجنايات الدولية في يوليو بامكانها ان ان تغير نوعيا ديناميكية الحراك الداخلي في السودان بالنسبة للنخبة الحاكمة وعلاقتها الصعبة بالغرب أو أن السودان سينجح رغم سوء تنظيمه بمزجة تركيبته المعتادة من الغش والخداع ، التعاون والتحدي . المتغير الثابت هو ان الحركة الشعبية سوف تناور باستمرار لاستخدام المستجدات السياسية المؤثرة علي السودان لصالحها في نزاعها وعلاقتها غير المتكافئة مع المؤتمر الوطني ).
أنتهت الوثيقة.
لو قدر لنا أن نقرأ الكف السياسية لما ستفعله هذه الوثيقة بأركان النظام ، فاننا نرجح أنها ستحرك الكثير في بركة تبدو لنا ساكنة لكنها تمور غليانا . فالخروج العلني لكرتي الاسبوع الماضي في البرلمان عن ارث عدم “انتقاد ” تصريحات رئيس الجمهورية يمكن الان فقط فهمه في سياق سابق من المواجهة مع الرئيس في ذلك الاجتماع الذي وصفه طبيب الرحي الثالثة . أما “مفاجأة” ان يقود علي عثمان طه تيار التشدد فهي تنبئ عن هاجس حقيقي يذهب باتجاهين .أولهما هي أن القائمة السرية للاسماء ال51 غير المعلنة لمن سيطلبون للمثول أمام الجنائية الدولية ، غدت ومنذ 2008 كابوسا يقض مضجع “كل ” من هم في كابينة القيادة الحالية وبالنتيجة ، يوحدهم علي التشدد .في هذا الاطار يمكن فهم قول مستشار الرئيس وهو يسر لدينق ألور ” ان خطر محكمة الجنايات الدولية أصبح قريبا الان”. ففي التشدد طوق انقاذ للجميع وان اختلفت رؤاهم بشأن ادارة الدولة . هذا التشدد ليس بسبب من بطولات وانما لغياب أي بدائل أخري . الأمر الاخر هو ان علي عثمان سيجد في هذه الوثيقة الأن ( بعد 4 أعوام) مايرمم به بعضا مما تآكل وانحسر من نفوذه بعد أن فتحت عليه النيران بسبب مآلات نيفاشا ومحاولة المتشددين الجدد التشكيك في ولائه بغرض تحجيمه ، علي أسوأ الفروض ، أو ابعاده تماما – وهو الهدف المرتجي . ففي نظر قيادات “العيلفون ” انه الخطر المنزوع الفتيل مؤقتا ، وبالذات بعد أن أصبحت الوصفة الأممية هي تثبيت نائب الرئيس في القيادة والتضحية بالرئيس (اليمن نموذجا ) عند يجمع العالم علي تغيير الرئيس . الجالسون علي الحواجز بقلوب شتي ، سرا مع الجنائية وعلنا ضدها ، واضح ان أيامهم غدت معدودة . فقد تقلصت مساحات المناورة وبرز مع هوس التعبئة الذي يقوده خال عموم السودان مبدأ بوش ( أما معنا أو ضدنا ). تتبدي بجلاء النزعة الانتهازية لطبيب الرحي الثالثة . فلا هو أتخذ موقفا شجاعا داخل الاجتماع يعبرعن مكنون موقفه الباطن كما فعل كرتي ، ولا ذهب لمن أئتمنه كمستشار مناصحا بقول الحق ، ولا صمت وجلس مع الخوالف ممن تهيبوا المواجهة وآثروا السلامة للمحافظة علي مصالحهم . أراد من دينق ألور، بل وطلب منه صراحة أن يفاتح الرئيسفي موضوع القبول بقرار المحكمة الدولية –أي تسليم نفسه ! بل وان يناقش الامر مع نائب البشير ، بعد ان سمع تشدده وصوته العالي في الاجتماع المذكور وهو يقفل الملف نهائيا !! يطلب ذلك وكأن دينق ألور هذا واحدا من حيران الرئيس وخاصته ممن انقلبوا علي شيخ المنشية يوم المفاصلة ولم يكن يومها في أحراش الجنوب من أخلص خلصاء د.جون قرنق، شريكهم اللدود ! اليوم يريده ان يدخل لعش الدبور نيابة عنه وينسي ان وجوده في باريس ، أصلا، سببه أن رئيسه وحزبه لايثقان فيه ، فظلا يبعثانه بوظيفة “مستشار رئاسي سائح “ملازما له ومتصنتا لما يدور في اجتماعاته مع ممثلي العالم الخارجي ! نختم تعليقنا ، بالقول أن مجرد “نفي ” هذه الوثيقة سوف لن يكفي . ففي السابق كان النفي يتعلق بجلسة لاتنقل أسرارا من الداخل بشخوص معرفين باسمائهم. أما في هكذا وثيقة فان المضاهاة تتيسر بسهولة للاستيثاق من صدقية أو كذب مانسب للمستشار الرئاسي . والأمر كذلك سيكون طبيب الاسنان صادقا ببراءة كاملة في حالتين فقط : الاولي ان يكون هذا الاجتماع من نسج الخيال ولم يحدث بالتأكد ان قيادة المؤتمر الوطني لم تعقد مثل ذلك الاجتماع الوحيد منذ صدور قرار الجنائية في مارس 2007 والي يونيو 2008 . واستتباعا ، فان كرتي وعلي عثمان لم يتقولا بمثل ماأوردته الوثيقة…أما الحالة الأخري ، فهي أن يكذبها دينق ألور من جوبا !
والي أي تحدث أي من تلك المعجزات فان طبيبنا ربما نهج نهجه المعتاد من تكذيب ونفي ليستمر في منصبه ، خوفا وطمعا ، وهو ماسنأتي عليه .
لابد من الاعتراف في ختام حلقاتنا عن الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل ، ان الكتابة عنه لم تكن بالأمر الهين . فالاحتشاد للكتابة توثيقيا عن طبيب الاسنان الذي أطار ضرس العقل من فك سياستنا الخارجية ، يستلزم صبرا وانت تغوص في حاويات أرشيف تصريحاته التي تثقل علي رافعات كاتربيلر. فالرجل ماعاف مايكرفونا ولا أشاح بوجهه عن كاميرا وما عبر بصحفي الي ورمي له “كلمتين ، ثلاثة”. استحدث الكثير من المنهجيات ، منها ان الدبلوماسية هي طق حنك أجوف وان الفرقعات الاعلامية والفهلوة والتذاكي علي الاخرين تغني عن السياسات ذات البنية الاستراتيجية المتكاملة . فانصرف لايلوي علي شئ . قدمنا نماذجا لما قلنا أنه يطبع تصرفاته. بينا لسانه الذي لا يرتدع عن سوء القالة ان انطلق بالشتم وبالذات لبني وطنه. اهتبل الكوارث لاستنهاض حجج كسيحة القدمين ضد المقاطعات الامريكية ( وكلها تأسست وتفاقمت ابان استوزاره) . شهدنا علي تفويجه كرنفالات المدح الذاتي وتعداد الانجازات ان اعاد فتح سفارة أغلقها هو نفسه جراء سياساته الخرقاء (تونس تشاد ، ارتيريا ويوغندا ) ، ونضيف الكويت التي أغلقت قبل استوزاره . تسمعه يتحدث عن انجازات ضخمة لا وجود لها في عالمنا المعاش واختراقات دبلوماسية خوارق، فتتحير! فمنذ مجيئه حفظنا مقولته الشهيرة عن المقاطعات التي ماان فرض المزيد منها الا وصرح (هذه قرارات معادية للسودان تمكنا من احتواء آثارها السلبية وهي لا تهمنا “! يقول ذلك وفي المحافل الدولية تمرمطت بلادنا بين لجان الأمم المتحدة تارة متهمة بالعبودية ، وتارة كطاردة للمنظمات العالمية باغاثاتهم وأدويتهم لمن شردتهم الحروب المستمرة منذ 23 عاما أما أخر المرمطات فهي ان قائد هرمنا السياسي ، ووزير دفاعه وآخرين ،صنفوا كهاربين من قصاص العالم كمجرمي ابادة عرقية ! ايضا عرضنا لزهو فخاري بالنفس ، وكأن جمهوريتنا لم يمر علي خارجيتها سفراء بقامة علماء رحلوا عن فانيتنا منهم ، مثالا لا حصرا : جمال محمد أحمد ، فخرالدين محمد ، د.بشير البكري ، محمد عمر بشير ، صلاح عثمان هاشم …وتقلدها وزراء أتقنوا تحويل الخيال المهني لمشروعات ابداع دبلوماسي تم تجييره لعلاقات خارجية نموذجية . رهط فيهم أحمد خير المحامي ، محمد أحمد محجوب ، مبارك زروق ، د.منصور خالد وفرانسس دينج وغيرهؤلاء الرجال كثير .
استخدم طبيب الرحي الثالثة النفي كصواريخ باتريود لتدمير مقذوفاته الكلامية العبثية من جو السماء. فالنفي هو الماسحة لكل مايقوله ان تهددت مصالحه وظيفته أو تتطبع حديثه بمنطق الطير فأحرجه . عشرون عاما ونيف وطبيبنا يؤسس مناهج ديبلوماسيته علي ثلاث : الكذب والمزيد منه ، انكار الكذبة ، وتكذيب الكذبة بكذبة، فماعاد ممن يحتفلون بأول أبريل وهو يعيشه عاما قمريا !
نشرت برقيات وكيليكس بضعة تسريبات مدوية تعلقت به ، أنكرها جميعا …..
عن التطبيع مع اسرائيل قالت وكالة الانباء الفرنسية في برقية بتاريخ 29يوليو 2008 (قال مصطفى إسماعيل لدى لقائه البرتو فرنانديز مسئول الشؤون الأفريقية بالخارجية الامريكية “إذا مضت الأمور بصورة جيدة مع الولايات المتحدة، قد تساعدوننا فى تسهيل الأمور مع إسرائيل الحليف الأقرب لكم فى المنطقة”
أنكر !
تقول برقية ويكليكس أن فيرنانديز خابر طبيب الاسنان في 19 فبراير2008 ووبخه بشأن لهجة التصريحات التي أدلى بها د. نافع مخاطبا مسيرة جماهيرية في سودري بكردفان هاجم فيها الولايات المتحدة ناصحا وزيرة الخارجية رايس (أن تلحس كوعها) إذا اعتقدت أن السودان سيخضع للضغوط الأمريكية والغربية ووعد بان نشاط اليونميد في دارفور سيقيد ويحصر في المهمة المحددة ولن يُسمح بتجاوزها قيد اُنملة. وصف نافع القوات الهجين بأنها قوات من العجين وأن قوات العدل والمساواة قطاع طرق وقتلة. رد دكتور إسماعيل موافقا قائلا ان كلام نافع لا معنى له مضيفا ان تصريحات نافع المتفلتة هي للإستهلاك الداخلي الجماهيري..! وطلب وضعها في سياقها ونصح السفارة الامريكية بالإسترشاد بالتصريحات المكتوبة للرئيس البشير ” التي لا تكن العداء للولايات المتحدة أو لقوات اليوناميد أو لإتفاقية السلام الشامل” وأضاف إسماعيل في حديثه مع السيد فيرنانديز أن كبار المسئولين بما فيهم الرئيس بوش يضطرون في بعض الأحيان إلى قول أمور عن السودان لإرضاء الجمهور المحلي في الولايات المتحدة، “ونحن نتفهم أن ذلك من أصول إدارة اللعبة.”
بعد انكشاف أمر ولوغ لسانه الثرثار في عرين نافع علي نافع …أنكر !
ثالثا …
في برقية أخري ، تبرع الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل لفيرنانديز بمعلومة أن الرئيس البشير قبل دعوة حضور إجتماع القمة العربية في دمشق. ومضي ليطمئنه أن السودان لا يهتم بالسياسة الداخلية للبنان أو سوريا بقدر اهتمامه بعلاقات أخوية مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية وفق مصالحه الأساسية. وأضاف ” إذ خُير السودان بين إرضاء أميركا أو سوريا فإننا سنختار الأمريكيين ليكونوا راضين عنا”، وأضاف بأن القضايا مع الولايات المتحدة التي تؤثر على العلاقة بين البلدين مثل تشاد/دارفور واتفاقية السلام الشامل لا صلة لها بالقضايا التقليدية للجامعة العربية. ثم انبطح ( إذا كانت علاقتنا معكم مثلما نتمنى أن تكون عليه وفي مستوى علاقتكم مع دول عربية أخرى فإننا سنبتعد عن سوريا وإيران وربما عن الصين.)
عندما أنكشف الدثار ، انكر !
ورابعا …
في برقية أخرى (08khartoum637) بعد أن رحب بعدم منح د. عبدالله حسن البشيرتأشيرة دخول لأمريكا ، ولرفع الحرج عن السفارة الأمريكية اقترح تولي المسألة والقيام بتسليمه الجواز بنفسه بل وإشتكى لفيرنانديز من أنه كلما سافر إلى الولايات المتحدة كعضو في وفد حكومي فإنه لايستثني من إجراءات التدقيق الصارمة بدوائر الهجرة بالمطار وينتظر هناك لعدة ساعات ، ولم يعده فيرنانديز بالنظر في تلك المشكلة أو توفير أي معاملة تفضيلية له . بلع “الكسفة” ثنائيا ، ولكن عندما ظهرت الوثيقة ……..أنكر !
ثم ….
ومن واشنطن أورد الزميل عبدالفتاح عرمان قراءة لمحضر اجتماع بين المستشار إسماعيل والقائم بالأعمال بالسفارة الأميركية بالخرطوم البرتو فرنانديز في يناير 2009 .تقول البرقية أن اسماعيل أطلع فرنانديز علي قرارات استراتيجية اتخذتها قيادة المؤتمر الوطني تصب باتجاه “تقربها من الغرب”، أهمها ثلاثة أمور منها ترشيح شخص آخر بديلاً للبشير لدخول إنتخابات مايو 2009 ،وإحالة البشير للمعاش بعد عشرين عاماً قضاها في الحكم وتسليم أحمد هارون وعلي كوشيب .قال أسماعيل ان قرار الجنائية بالقبض على الرئيس البشير جعل المؤتمر الوطني يتراجع عن هذه القرارات !
هنا ، أحس باللهيب فهذه أسرار من “جوه الجوه ” ونكرانها لن يكون بسهولة سابقتها . أذن مالعمل ؟
صمت المستشار لأيام متمنيا لهذه التسريبات الموثقة موتا سريريا سريعا ، الا ان تزايد الحديث عنها في صالونات خصومه الكثر في أروقة حزبه المتناحر جعله يتجه للاعلام نافيا .
في تحليل المتابعين فان التسريبات المنسوبة لطبيب الرحي الثالثة في ويكيليكس أصابته في مقتل وفتحت عليه أفران جلبت سموما جهنمية وبالذات من جهة د.نافع علي نافع ومن اصطف وراءه من حملة الخناجر الطويلة . وخوفا من أن ينزلق لسانه فيؤذيه أكثر ، عمد الي تبني آلية لم نشهد طيلة سنوات خدمته اعتماده لها. قرر التواصل مع الصحف برد مكتوب معلب بديلا عن حوار مفتوح تتاح فيه الفرصة للصحافي بمتابعة الاجابة بسؤال ! آلية الردود المعلبة هذي يتم اللجوء اليها عادة (للسيطرة الكاملة)علي الرسالة التي “يريد” المتحدث أن يراها منسوبة اليه في اليوم التالي وليس “مايريد” الناس معرفته ! اذن هي وسيلة لافراغ الحديث الصحفي من عناصر المباغتة ان تصدي سائل محترف وتداخل باسئلة مزعجة .
لم يكتب ردودا للدفاع عن نفسه فقط ، بل ذهب شوطا أضافيا بتصرف انفجر في وجهه كبالون سيئ الصنعة !
كان ذلك في جريدة السوداني في 28 سبتمبر 2011 ، وهي الفضيحة التي أسمتها الصحيفة (وكيكليكس تو) عندما بعث للزميلة رفيدة ياسين “بمادة” تبدو كحوار معه لكنها لم تكن سوي أسئلة وأجوبة من ورشته الصناعية الخاصة ! نشرت (السوداني) المقابلة “الهامة” التي أجراها الصحفي مصطفي عثمان أسماعيل مع مستشار الرئيس مصطفي عثمان أسماعيل طرح فيها المفكر السوداني مصطفي عثمان أسماعيل موقفه مما نسب لمصطفي عثمان أسماعيل في ويكليكس !
انتظر 11 يوما ليزول ماأصاب ناظريه من كحله المسبب للعمي بعد فضيحته في (السوداني) . وفي 9 أكتوبر 2011 كتبت الزميلة لينا يعقوب المحررة في جريدة (الاخبار) تقول ( نفى مستشار رئيس الجمهورية د.مصطفى عثمان إسماعيل التسريبات التي نقلها موقع ويكيليكس على لسانه…..وأوضح مصطفى في رد مكتوب لـ(الأخبار) ، أن ما ذكر على لسانه في موقع ويكيليكس “الأفاك” مجرد افتراء صريح على شخصه وحكومة السودان المجاهدة)!
أيضا ردا مكتوبا …..
الدبلوماسية الدبابية ومقابلة الرؤساء بالهمبته والقلع :
في عدد صحيفة الصحافة العدد رقم 5297 بتاريخ 18 مارس 2008، ابتدع الدكتور اسلوبا غير مسبوق في ممارسة الديبلوماسية سمه “دبلوماسية الكمين المتحفز ” ، ومايقابله في لغتنا الدراجة مطابق لل” الربط والهمبته” . سألوه ان كان قد “قابل ” الرئيس الأمريكي رد قائلا “عدة مرات” وشاء أن يستطرد ليوضح القنوات البروتوكولية التي اخترعها لأول مرة في تأريخ الديبلوماسية فبدأ “الحجوة ” (مرة في غداء عملتو الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد الجلسة الافتتاحية وانا قلت الليلة لازم اقابل كلنتون والوقت داك العلاقات مقطوعة تماما بيننا بعد ضرب مصنع الشفا .. كلينتون والامين العام للامم المتحدة ومعاهم بعض الرؤساء كانوا قاعدين في تربيزة وسط القاعة وبياكلو وانا جنب وزير خارجية الفلبين وانا ما باكل منتظر فرصة .. سألني وزير خارجية الفلبين انت مريض ؟ قلت ليه ايوه عندي صداع .. بمجرد ما شفتهم انتهوا من الاكل مشيت عليهم سلمت عليه وعرفتو بي نفسي قام على حيله وسلم علي بحرارة وقال انو مهتم جدا بالسودان .. اخذنا مع بعض زي 3 أو 4 دقائق.)…ثم واصل موضحا حصيلة محادثات الكمين (قلت ليه يا سيادة الرئيس ما اظن اقابلك ثاني عشان كده يا ريت لو تعين لينا مبعوث منكم نتناقش معاه في حل المشاكل البينا دي)….ثم هذا الثناء المبطن لنفسه علي انجاز الكمين عندما سئل ان كانت هنلك من صعوبة في مقابلة الرئيس الأمريكي بتلك الطريقة قال (طبعا .. بعدها قابلني كوفي عنان قال لي يا مصطفى انا مستغرب جدا انو الجماعة بتاعين الـ (FBI) ديل مالين المنطقة كلها وانتو عندهم متهمين انكم ارهابين كيف خلوك تصل كلنتون وانا كنت بتخيلهم حيكسرو عضامك)!!
هل لاحظتم تعبير ” قلت الليلة لازم اقابل كلنتون ” ! ولعمري هذا تعبير لا تسمعه الا عند بوابات المدافرة بمستشفيات الولادة والمحاكم الشرعية للحظوة بدقائق مع الطبيب المناوب أو مولانا مقسم النفقة! تحولت هذه الحادثة المخجلة بقدرة فالق النوي الي انجاز يستحق الاعادة والتكرار للشعب السوداني بل وللعالم العربي عبر قناة الجزيرة مع التلاعب بالمدة التي قضاها مع رهينته الرئيس كلينتون . فبعد ان كانت في حديثه مع الصحافة 3-4 دقائق اصبحت مع مراسل الجزيرة لقاءا شهيرا !، اسمع ماقاله لمراسلها سامي كليب يوم 21 ابريل 2007 ( والتقيت بكلينتون في ذلك اللقاء الشهير الذي كما ذكرت أن كوفي عنان قال لي أنا أكثر شيء استغرب في أن أفراد الإف بي أي المنتشرين في الغرفة كيف أنهم لم يقبضوا عليك ويقلموا أصابعك وعظامك كيف تركوك أن تصل إلى الرئيس وتتحدث معه كل هذا الوقت)!!
من باب المقارنة ، اسمعوه يفلسف مرئياته حول الفرق بين الدبلوماسية الشعبية والديبلوماسية الاحترافية عندما سألته جريدة الصحافة في 18 مارس 2008 قال ، لافض فوه (الحكاية دي انا بشبهها بي نهر ماشي لاقاهو جبل … لو النهر ده دبلوماسية شعبية بتلف وتدور حول الجبل لغاية ما تتجاوزوا وتواصل سيرها .. اما لو كان النهر ده دبلوماسية رسمية طوالي حيقيف النهر ده ويطرق البوابة الى ان يفتح له ولابد ان تتأكد انو اذا انفتح الباب حيتم استقبالك لانك بتمثل دولة .) !!! سؤالنا البرئ : ومن فتح الباب لهذا الديبلوماسي الدباب عندما فاجأ الرئيس كلينتون كشبيح مع سبق الترصد والاصرار فأعد كمينا كلفه صوما عن الغداء وتصنعا كاذبا بالمرض لرصيفه الفلبيني وانبطاحه وقوفا علي اقدام كلينتون ؟ ياتري هل كان حينها يمثل رابطة مشجعي الليق ام لدولة لها علمها وسلامها الجمهوري بنوتة النشيد الوطني السوداني الذي كتبه احمد محمد صالح و لحنه العقيد احمد مرجان في سلاح الموسيقى عام 1958!!
والمزيد من النماذج……
لم تكن صحيفة الشرق الاوسط هي الاولي التي أبرزت له دليل تسجيلها الصوتي (17مارس2009) ونفيه قوله أن الشعب السوداني قبل الانقاذ ، لم يكن سوي شحادين لا يعرفون السكر وملذات الحياة ، بل لك هذه اللقطة المتلفزة من حوار مراسل الجزيرة سامي كليب يوم 21 ابريل 2007 معه (سامي كليب: موقف مجلس الأمن من قضايا السودان كان صعبا ومعقدا ولكن الولايات المتحدة الأميركية هي طبعا السبب، علاقات تعقدت ثم انفرجت ثم تأزمت بين الخرطوم وواشنطن وحين انفرجت في مرحلة سابقة يتردد مصطفى عثمان إسماعيل في التصريح قائلا نحن عيون أميركا في إفريقيا) يرد المستشار الرئاسي …… ” مش عيون أميركا يعني أنا لم أقل عيون أميركا”….مراسل الجزيرة متحديا (لأ…. قلته في تصريح والتصريح موجود!!) فابتلع نفيه بهدوء …
بثت قناة الجزيرة ولكل الدنيا يوم الاثنين 9ابريل 2012 ولمدة 10 دقائق شريطا صادما من جبال النوبة يظهر مآسي ومعاناة المدنيين فى الكهوف والجبال والاودية بلا أكل وبلا علاج واستضافت مستشارنا الرئاسي وموكيش كابيلا المدير السابق للامم المتحدة فى السودان . وأظهر الفيديو هارون الشهير واوامره لمليشياته بالكسح والمسح وحطام مدينة البرام التى اصبحت ” مدينة اشباح ” لم يجد المستشار الا انكار انهم يقتلون المدنيين قائلا ” الحرب هى الحرب ” بل هاجم الضيف الأممي الذي أفاد أن الوضع فى جبال النوبة اسوأ من أي شئ شهده وان الذي يحدث هو نموذجا لسياسة الارض المحروقة وهى من جرائم الابادة الجماعية التى تنص عليها اتفاقية روما للمحكمة الجنائية . وعندما واصل المستشار نفيه لما هو ماثل أمام الاعين من صوت وصورة تدخلت مذيعة الجزيرة لتقول له ” لقد كنا هناك ولقد شاهدنا كل شىء بانفسنا “!
في يوم 13 فبرير 2012 وفي منتدي الوسطية أستشهد مطولا بمقال للأستاذ الكبير عرفان نظام الدين صادف هوي في نفسه ….لابسا لبوس الرجل الداعي للحرية حتي تحسبه وهو يقرأ الاقتباس عضو قيادة في تحالف كاودا أو الناطق الرسمي باسم قرفنا ، هاك ما قرأه علي الناس:
( يقول الأستاذ عرفان نظام الدين في صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ 2 يناير 2012، (هذه الأحداث بكل تداعياتها وخلفياتها ونتائجهــا تلخص بكلمـة واحدة ” نهاية” نهاية أنظمة عربية ظلت متربعة على عروشها وجاثمة على رؤوس الشعوب لعقود طويلة لم تكن تظن يوماً أنها ستسقط ولم يكن يتخيل الكثيرون أنها ستتهاوى بمثل هذه السهولة وكأنها قصور من ملح……”ومانحلم به هو “نهاية عهود الفساد ونهب الثروات وسرقة لقمة العيش من أفواه الجائعين والفقراء وأفلاس الشعوب ووضعها على شفير المجاعة والأذلال، لافقادها الأمل ومنعها حتى من الحلم بغد أفضل )
سأله مقدم برنامج زيارة خاصة يوم 21/4/2007 قائلا (: طيب ولكن فيه وثائق تقول وتؤكد أنكم سلمتم الأميركيين بعض المطلوبين وربما أيضا سلمتم بعض الدول العربية من كان مشتبه به على الأراضي السودانية في مرحلة معينة مرحلة التعاون ضد الإرهاب؟) أجاب طبيب الرحي الثالثة ( ولم نسلم عربيا واحدا أو غير عربي.) وعند غير عربي ، هذه سأله المذيع عن تسليم كارلوس لفرنسا ! لم يتلفت بيب التبرير الكاذب ليرد ( لأ ….كارلوس إلى فرنسا كارلوس تم في صفقة هذه الصفقة تقول إن كارلوس أولا دخل بجواز غير سوداني جواز أجنبي والنقطة الثانية كارلوس كان مطلوب بالانتربول) !
هذه نماذج سابقة ، ولننتظر النموذج الجديد من ورشة النفي لهذه الوثيقة الجديدة ….
VZCZCXRO2689
OO RUEHROV RUEHTRO
DE RUEHKH #0941/01 1771110
ZNY CCCCC ZZH
O 251110Z JUN 08
FM AMEMBASSY KHARTOUM
TO RUEHC/SECSTATE WASHDC IMMEDIATE 1153
INFO RUCNFUR/DARFUR COLLECTIVE PRIORITY RUCNIAD/IGAD COLLECTIVE PRIORITY
RUEHGG/UN SECURITY COUNCIL COLLECTIVE PRIORITY
RHMFISS/CJTF HOA PRIORITY
C O N F I D E N T I A L SECTION 01 OF 03 KHARTOUM 000941
SIPDIS
DEPARTMENT FOR D, AF A/S FRAZER, AF/SPG, SE WILLIAMSON, NSC FOR BPITTMAN AND CHUDSON, ADDIS ABABA PLEASE PASS TO USAU
E.O. 12958: DECL: 06/24/2018
TAGS: PGOV PHUM PREL UN AU SU
SUBJECT: ABYEI, SUDAN ON KNIFE’S EDGE, WARNS FOREIGN MINISTER
REF: A. KHARTOUM 936
¶B. KHARTOUM 933
¶C. KHARTOUM 913
Classified By: CDA Alberto M. Fernandez, reasons 1.4 (b) and (d).
¶1. (C) Summary: FM Deng Alor described ongoing tensions on the June 8 Abyei road map while noting some progress in implementing its milestones. Back from a just concluded visit to several European capitals, he summarized increasing European pressure, especially from France, on the need for Sudanese compliance on the ICC and detailed NCP infighting on how to deal with this growing challenge. Sudan asked for French intervention to improve relations with Chad while Alor encourage Darfur rebels to unite in order to confront
Khartoum more effectively. End summary.
———————————— ABYEI BETWEEN PROGRESS AND IMPLOSION
————————————
¶2. (C) CDA Fernandez met Sudanese Foreign Minister Deng Alor on June 24. As often happens when there are sensitive issues to discuss, they met at a local coffee shop as the Minister suspects that Sudanese Intelligence bugs his own office at
the MFA. Alor began by reviewing the latest events from the contested region of Abyei, where the June 8 Abyei Road Map (signed by Alor for the SPLM) is fitfully being implemented. He described Abyei as being on a knife’s edge, it could explode at any moment or there could be more progress announced within a few days. Alor said that there had been “a minor problem” with the formation of the police. While the local (Ngok Dinka) police colonel was busy recruiting local people for the 700 man force, Khartoum shipped in 75
unwelcome and unasked-for policemen from Kadugli. At first, the NCP’s point man for Abyei, State Minister (and ICC indictee) Ahmed Haroun denied that any police had been sent. Then he finally admitted that the NCP had indeed sent in the interlopers asking that “you can surely make some good use of them.” GOSS President Kiir asked that these police be withdrawn and Haroun had reportedly agreed to do so.
¶3. (C) More serious than the police issue was continuing controversy about the future of the infamous SAF 31st Brigade, still hunkered down inside Abyei town and occupying
a local girls’ school as their barracks. At the June 23 JDB (Joint Defense Board) meeting, SAF had said that the unit would not be withdrawn from Abyei “until the investigation is completed,” an open ended deadline that could have the force there for months if not years. Alor said that the SAF unit should be gone by the time the police force is in place, per te Road Map. He described a phone call from an angry SPLA Chief of Staff (General Oyai Deng Ajak) saying “we are fed up with these NCP/SAF tactics, if they won’t remove them, we are ready to do so by force – immediately.” The JDB will go to Abyei on June 25 to try to defuse the matter. SAF had
relieved the colonel in charge of the Brigade during the May fighting and he had been sent to extended training in Egypt.
¶4. (C) While tensions are still palpable, the National Congress Party was pushing for quick progress on achieving some of the other Road Map benchmarks this week, no later than June 28 to coincide with President Al-Bashir’s attendance at the 11th AU Summit in Egypt. This was all the more remarkable since there was still no agreement on the leadership for the Abyei interim administration. The NCP still pressed for a Misseriya Arab as the Deputy while the SPLM pointed out that since Arab populated Meiram had been excluded “no Baggara (Arab cowherders) are residents of the region within the current interim borders.” While current SPLM Abyei leader Edward Lino was still in the running, Alor said that the interim administrator chosen by the SPLM would almost certainly be SSDDR Chair, General Arop Mayak, a Kiir
favorite. Alor also said that the SPLM had obtained a list of
12 NCP perpetrators of ethnic violence in Abyei, individuals who had stoked ethnic fires and committed crimes, “they were behind the violence in Abyei, Kharasana and Aweil.” Not surprisingly, the names included Haroun, NCP negotiator Dirdeiry Ahmed Mohammed, and former Kordofan state officials Issa Al-Bashari and Ahmed Salih Salua. Alor said that he would provide Charge with a handwritten copy of the list.
——————————- WHO DOES AL-BASHIR THINK HE IS?
——————————- KHARTOUM 00000941 002 OF 003
¶5. (C) Alor switched gears and then talked about Darfur and his recently concluded European trip with Presidential Advisor Mustafa Othman Ismail. He had good meetings with the
Norwegians and Dutch about ways that they could be helpful to Sudan. He spent considerable time with officials in both countries talking about creative ways to try to make South Sudan an attractive place for economic growth and investment. He recalled John Garang’s dream of making the South “like Singapore, only with more resources.” This is an issue GOSS President Kiir asked Alor to push with the Europeans in order to begin to provide some sort of alternative to the South’s rentier economy of today.
¶6. (C) In Paris (and also in Norway), the Europeans raised the International Criminal Court (ICC) with the Sudanese. French FM Kouchner was particularly aggressive telling Ismail and Alor that “Sudan must cooperate with the ICC. We are serious about this, you are challenging the world and we will not let you get away from this.” Kouchner reportedly went on to add that “who does Al-Bashir think he is, President Bush? There is only one superpower. We have to accept that America ignores the ICC, but we won’t accept it from you.” Alor told Kouchner that the SPLM agrees that Sudan must cooperate with the ICC, while Ismail laid out the NCP party line of zero
cooperation or acknowledgment of the court.
¶7. (C) The French also discussed Abyei and offered to be helpful in rebuilding there. On Chad, the Sudanese asked for French mediation with Chadian President Deby (reftel A) asking that France help to guarantee Chadian good behavior, which prompted Kouchner to answer “but who will guarantee
Sudanese good behavior?” There was agreement that without an effective and pro-active border monitoring mechanism the
Dakar Agreement between Sudan and Chad brokered by Senegal would be a dead letter. Kouchner called for Sudan to negotiate with all Sudanese rebel groups, including JEM, while Ismail countered that they would only negotiate with Abdul Wahid Nur.
———————————— AN NCP HOUSE DIVIDED AGAINST ITSELF?
————————————
¶8. (C) Alor later spoke for two hours with Abdul Wahid Nur on the phone and met with a JEM delegation from London led by Ahmed Togoud. Both meetings were arranged with the help of
the French (JEM believes that their Paris office has been penetrated by Sudanese Intelligence). Alor counseled rebel unity and encouraged them all to mend fences- for the nationalist Abdul Wahid to work with the Islamist Khalil Ibrahim and for both to make up with Mini Minnawi. Alor related the bitter history of Southern disunity abetted by Khartoum’s intriguing and added that only by rebel unity will they be able to truly exact concessions from the NCP. The
SPLM will send a Darfur team headed by Abdul Aziz Helou to
Europe in mid July to meet with Nur and other rebel leaders.
¶9. (C) After all these other meetings, Alor described his individual meeting with Presidential Advisor Ismail. Ismail admitted that he personally agreed that Sudan should cooperate with the ICC and should negotiate with all the rebels, “it is only a matter of time before we sit down with JEM,” he added. Ismail said that the “ICC danger is so close now” and encouraged Alor to speak to Al-Bashir and VP Ali Osman Taha about cooperating with the international body. Alor told CDA Fernandez of Ismail’s descr iption of a recent NCP strategy session on the ICC – “the one and only meeting held on this” – where Minister of State for Foreign Affairs
Ali Karti, a notorious hardliner, had called for cooperation. Al-Bashir seemed to waiver but VP Taha vociferously denounced the very idea of softening Sudan’s stance on the ICC. The
same tale is on the popular Paris-based website www.sudantribune.com on June 25 sourced to a “senior Sudanese official” which can only be Alor or Ismail (probably the former). Taha’s upset would be due to the fact that he had
the Darfur portfolio during the fateful years of 2003-2005. Alor expects the possible ICC indictment of high level officials in Sudan “will expose these officials before the Sudanese people.” He added that it will also expose the fissures within the regime and divide them as they bicker on how to respond.
¶10. (C) Comment: FM Alor’s comments are a precis on Sudan’s political reality with disaster and conciliation always just around the corner. Abyei could blow up at any time or could see additional progress within days. Hardline Sudanese debate
KHARTOUM 00000941 003 OF 003
cooperating with the ICC. The SPLM encourages the Darfur rebels to unite against a Government of which the SPLM is a part. We do agree with Alor’s descr iption of Abyei as an
accord fraught with pitfalls, with painful progress competing with excruitiating rehashing of already agreed upon commitments while the possibility of political and military escalation remains. The ICC actions in July could also qualitatively change the political dynamic inside Sudan’s ruling elite and its rocky relationship with the West or
Sudan could somehow muddle through with its usual mix of deceit, cooperation and defiance. One constant remains and that is that the SPLM will constantly be maneuvering to use breaking political events affecting Sudan to its benefit in its unequal struggle/relationship with the NCP. End comment.
FERNANDEZ