أ كان الانقلاب المزعوم وراء الدولاب في مكتب الرفيق سلفا كير؟
بقلم:شول طون ملوال بورجوك
كما يقول المثل حلم الجائع الرغيف وكذا الحال عند ثلة الانقاذ اهل المؤتمر في الخرطوم، يتمنون ،اشد ما يكون التمني، لو يصبحون يوما ما وقد ملأت اصقاع الدنيا القريبة والبعيدة أنباء وأخبار مفادها أن انقلابا قاده عسكر ومرتزقة مَنْ هم مخالب الخرطوم قد أطاحوا بالرئيس سلفا كير ميارديت وقد ايضا اختاروا للتو زعيما جديدا نُصِبَ غصبا علي أهل جمهورية جنوب السودان رئيسا ونفس الشعب ينتظر الان بفارق الصبر بمدينة جوبا وفي مطارها الدولي، يحدق الجمع الحاشد الوقوف الي السماء،الكل ينظر الي فضاء جوبا لعلهم وعساهم الان يرون طائرة رئيسهم الجديد المختار والقادم من الخرطوم…الرئيس المرتقب كما اذاعت الوكالات العالمية والدولية الاعلامية هو ابن الجنوب المحبوب والمدلل هناك لديهم والذي قلبه وقلب الخرطوم قلبان ضمهما الغرام!!! من تري يكون هذا سادتي غير رجل الخرطوم المسمي ب ” دقسان” ذلك الرجال العالم والعبقري والعارف الذي رأي بأم عينيه الاثنتين شئيا علي بعد زمني ما لن تستطيع زرقاء اليمانية رؤيته لو تبعث روحها وجسدها من جديد…ذلك الانسان الذي كان يذرف دموعا وينتحب بكاء وحسرة عندما كانت امته َ حينها مجتمعة ترقص مبتهجة فرحي ان حل نور صباحها وجاء فجرها المرتقب و المشتري بكل غال ونفيس…اذاَ قل لي أخي ماذا كان يبكيه دقسان ؟ وهل تخالفني رايا أخي ان قلت لك : إنه مثلما يوجد بين الحيوانات حلوف مخلوق لا يعيش،كما تعلمون، الا حيث في الوسخ والقمامة ففي صفنا ، نحن البشر، من يشاطرون ذلك الحيوان الفكر والفطر ،من لو قلت له انتفضْ واحلقْ لأن الفضاء علي سعتها لك لانك طليقٌ حرٌ،قال لك بصوت مذل حقير:كيف اطير وانا في حضن سيدي عزيز مكرم!! بالضبط كما يقاسي كلب اَلامه في حضن صاحبه من يستولي علي فرائسه سنينا دون ثورة منه او ضجر !!!
في هذا الوصف و المشهد المنطلق الذي تنطلق منها تلك الاشاعات القادمة من الخرطوم فتصلكم بعد ثوان محدودات الي هنا ،الي جوبا .لا يدري القوم ان جوبا سعيدة ومحظوظة لأنها اتعظت بغيرها، استفادت من دروس مجانية من دول افريقيا واسيا وغيرها من الدول التي اتخذت من الانقلابات العسكرية الليلية اقرب المسالك الي قصور رئاسية بكراسيها،تلك التي عبرها يكون مجهول يوم أمس لدي شعب رئيسه وزعيمه في اليوم التالي كما هو حال من ينادون الان برؤوساء جمهوريين،لا نعتقد أن جوبا ستشرع او ستسن هذه السنة الذميمة التي تأتي بطغاة دكتاتورين من يعذبون شعوبهم، من يتشبثون بكراسي الحكم حتي الممات…
في الخرطوم هناك ارواح و انفس مَنْ يشتهيون تمرا فوق شجرة التينة في عليائها بوسط جوبا وللأسف ليس بين يديه وعقله ما يمكنه من الصعود الي القمة حيث التمر… والحال هكذا فمن المرجح ان تظل تلك النفس الجائعة تتعذب وتشتهي ما هو صعب المنال وتنتظر انتظارا ابديا وسيطول امده وتحقق تمنياته معا حيث من المؤكد ألا يري في الافق حتي مجرد بصيص و يسير أمل يبقي في افئدتهم بقية اَمالهم الزائفة والعراض….
ما اسعدهم حظا اهل جوبا من لهم عدو جاهل يستعين بأناس من لا دراية لهم بما حولهم يدور اويجري وينتظر كي ينتصر..ولما لا وقبل يومين إثنين فقط استمعنا الي محطة اذاعية جديدة معارضة لجوبا و منصوبة ربما في الخرطوم او في موقع اخر في الشمال ، يتحدث عبر اثيرها من يحثون بل يدعون الشعب الجنوبي الي الثورة والاطاحة بما سموها بحكومة الاثنية السينية وهم بدلا من ان ينسبوا أنفسهم الي تنظيم جنوبي جامع سياسيا كان او عسكريا رددوا في جهلهم أنهم ينتمون الي القبيلة الفلانية وغايتهم الاطاحة بحكومة القبيلة العلانية في الجنوب فبالله عليكم :هل يعرف هولاء في ابدانهم أين كوعهم من بوعهم ولو قدر الله ان تسلموا السلطة كما يبتغون فماذا سوف يفعلون بها والعقول عندهم خربة ؟
الخرطوم لا تريد أن تعيش فراغا زمنيا وصدرها تغلي حقدا وكراهية علي أهل جوبا ،كان لابد لها من الاتيان بشئ ولو علي سبيل مجرد ترضية نفسها المتعبة مؤقتا و كي يحميها من تفاقم مرض الضغن والحقد الدفين في موضع قلبها في الصدر…ووقاية من هذا الداء العضال تجدها ترحب وتتبني في كل زمان كل من يدعي انه قائد تمرد جديد يكره كير والحركة الشعبية معا وعليه قد اعلن تمرده عليهما هناك في الخرطوم،،يجد هذا المدعي اوذاك كل الترحاب والحفاوة لما يذكرونه من قضايا التي هي قضايا ملحة ومقيمة اصلا في نفس الخرطوم قبل هؤلاء..
ما زالت حكاية الانقلاب وروايته مدورة و متداولة حتي هذا اليوم تلك الحركة الانقلابية التي كادت تطيح بسلفا كير،كما زعموا، لولا عودته السريعة من الصين و هبوطه غير المعلن في مطار جوبا في رحلة العودة وانقاذ المتبقي من سلطانه او كما قالوا ,اما الحشود التي شوهدت تستقبله في مطار جوبا من شاهدهم العالم عبر شاشات القنوات الفشائية المحلية والعالمية فهي في نظر الخرطوم بدعة التي بها تكنولولجيا الدبلجة من الدول الغربية الامبريالية والصهيونة وهي معروفة بمساعدة من يعادون الاسلام والعروبة وخاصة أهل المشروع الحضاري والقرشيين منهم بشكل أخص!..
قديما قيل “الجمل ما شي والكلب بنبح” جوبا يممت سائرة الي حيث مقاصدها ، الخرطوم جنت طشت تنبح أن رأي في ظلها من يعاديها وهي دوما في خوف مميت.قال المشير إن قواته بعد هجليج لن تتوقف بل الي جوبا سوف تسير وفي طريقها ستسحق الجيش الشعبي سحقا كي يحرر هو الجنوب وشعبه من ظلم الحشرة الشعبية وطغيانها كما سماها!!صحيح أيصا “الجمل ما بعرف عوج رقبتو” البشير بدلا من ان يتحدث عن تحرير رقبته من الذي هو متورط فيه تراه يتحدث عن عتق رقاب الاخرين، فليتخلص الرجل من كابوسه المقيم في لاهاي المتمثل في الارجنتيني اوكابو.
و إن كان لنا من يضطهدنا حقيقة هنا ما احتجنا الي حرية يهديها شخص مثل المشير! تري هل سيتمتع شعبنا بحرية تقترن ذكرها بإسم المطلوب لدي العدالة الدولية ومن فضل الفرار والهرب ، صدق ابوتمام حقا حين قال:
إذا لم تخش عاقبة الليالي….ولم تستح فاصنع ما تشاء
قد جف ونبض ،أيها الناس ،ما كان للرجل ،إن كان،من بسيط الحياء منذ زمان بعيد فلا تؤاخذوه إن قال ما شاء!!!
[email protected]