قنديل: نسعى لوقف الصدام نهائيًا.. ومشروعاتنا فى الجنوب مستمرة .. وعلام: مخاوف مصرية من إنشاء السودان مشروعات تنموية تؤثر على حصتنا المائية
الأزمة بين شمال وجنوب السودان تهدد الأمن المائى المصرى
آية أمان
أثارت الأزمة التى تصاعدت خلال الأيام الماضية بين دولتى شمال وجنوب السودان مخاوف مصرية على الصعيد الرسمى والشعبى، من أن يتطور الموقف إلى حرب بين دولتين تمثلان العمق الاستراتيجى لمصر، وهو ما يلحق بالأمن القومى والمائى المصرى أضرارا بالغة، حيث ترتبط مصر مع الشمال بعلاقات مائية تسهل حصولها على الحصة السنوية من مياه النيل، ولديها مشروعات فى الجنوب لاستقطاب فواقد نهر النيل.
يقول وزير الموارد المائية والرى، هشام قنديل إن تحقيق الاستقرار والأمن فى منطقة حوض النيل سيسهم فى حل قضايا المياه، لذلك نتعشم فى نجاح الوساطة المصرية التى تقوم بها وزارة الخارجية فى التوافق بين شمال وجنوب السودان لوضع حد نهائى للنزاع القائم بينهما.
وأكد قنديل لـ«الشروق» أن «مصر يعنيها فى المقام الأول المساعدة على وقف الصدام بين الطرفين كنوع من المسئولية الإنسانية نحو جيرانها.
مضيفا أن المشروعات المصرية فى جنوب السودان مستمرة ولم تتوقف، فيما عدا منطقة واحدة هى «بانتيو» التى شهدت بعض الاشتباكات، فتم نقل المهندسين المصريين العاملين فيها وتسليم المعدات لحكومة الجنوب لتأمينها، مع استمرار العمل فى باقى مناطق الجنوب وهى «ملكال» و«جوبا»، و«واو». من جهته يؤكد وزير الموارد المائية والرى الأسبق، محمد نصر الدين علام أن النزاع بين جوبا والخرطوم بسبب النفط سيؤثر على مصر، لأن عدم الاستقرار العسكرى على الحدود سيؤثر مباشرة على الأمن القومى المصرى، فضلا عن أن تدخل القوى الإقليمية والدولية فى الأزمة سيزيد من تعقيد الأمور.
ورغم أن الرئيس السودانى، عمر حسن البشير أعلن فى تصريحات صحفية الأسبوع الماضى، أن بلاده ستقدم الدعم اللازم لإنجاح إنشاء سد النهضة الإثيوبى على النيل الأزرق، مادام سيسهم بشكل كبير فى مصلحة السودان، أكد علام أن السودان هو الحليف الاستراتيجى الوحيد لمصر فى قضية مياه النيل، أمام تكتل دول منابع النيل، وهو ما يستدعى التنسيق الكامل فى المواقف التفاوضية، مبررا إبداء السودان موافقته على سد النهضة الإثيوبى، إلى محاولة جنى العديد من المكاسب الاقتصادية والسياسية فى الوقت الذى تدعم فيه أديس أبابا جنوب السودان.
أما الخبير فى الشأن السودانى، هانئ رسلان فأكد أن الصراع بين جوبا والخرطوم سيؤثر على حوض النيل الجنوبى الذى يمد مصر بـ15% من حصتها المائية، وهو ما سيقلل فرص مشروعات استقطاب الفواقد من مياه النيل التى تعول عليها مصر فى زيادة حصتها السنوية من مياه النيل.