الجيش السوداني يقول انه يتقدم نحو بلدة هجليج

الجيش السوداني يقول انه يتقدم نحو بلدة هجليج
جوبا/الخرطوم (رويترز) – قال الجيش السوداني يوم الجمعة انه يتقدم صوب بلدة هجليج المتنازع عليها في محاولة لطرد القوات المسلحة لجنوب السودان من المنطقة المنتجة للنفط بعد أن قال الجنوب انه لن ينسحب الا بعد تدخل الامم المتحدة.
ودفعت الاشتباكات التي اندلعت هذا الاسبوع على الحدود -التي لم يتم ترسيمها بدقة- البلدين الى حافة حرب شاملة بعد مرور تسعة أشهر على استقلال جنوب السودان بموجب اتفاق سلام أنهى عقودا من الحرب الاهلية.

وتعرض جنوب السودان لانتقادات على نطاق واسع لاستيلائه على حقل هجليج النفطي وتعهد السودان بالرد اذا لم يسحب الجنوب قواته. وشجب الاتحاد الافريقي الاحتلال ووصفه بانه غير قانوني وحث خصمي الحرب الاهلية السابقة على تفادي حرب “كارثية”.
وحقل هجليج النفطي الذي يطالب جنوب السودان بالسيادة عليه يعد حيويا لاقتصاد السودان اذ ينتج نحو نصف انتاجه اليومي من الخام والذي يبلغ 115 الف برميل. ويقول مسؤولون ان القتال أدى الى توقف الانتاج في الحقل.
وقال الجيش السوداني الذي تعهد بالرد اذا لم ينسحب جيش جنوب السودان ان القوات المسلحة السودانية أصبحت على مشارف بلدة هجليج وتتقدم صوبها. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد للصحفيين “القوات المسلحة تتقدم نحو مدينة هجليج.”
وأضاف “الموقف في هجليج سيحسم خلال ساعات.”
وقال فيليب أجوير المتحدث باسم القوات المسلحة لجنوب السودان انه لن يتلق تقارير عن وقوع أي اشتباك اخر في هجليج يوم الجمعة ولكن الوضع هناك سيصبح أكثر وضوحا غدا السبت.
وقال في اتصال تليفوني “اذا كانوا يتقدمون فان الجيش الشعبي لتحرير السودان مستعد للدفاع عن نفسه وعن أراضيه.” ومضى يقول “عندما طردوا (الجيش السوداني) من المنطقة فانهم كانوا يحتلونها بالقوة ومن ثم أرادوا أن يعودوا بالقوة فليحاولوا.”
وقال باقان أموم رئيس فريق جنوب السودان في المحادثات التي تستهدف حل النزاع مع السودان والذي كان يتحدث في العاصمة الكينية نيروبي ان بلاده مستعدة للانسحاب من الحقل النفطي بموجب خطة يتم التوصل اليها بوساطة الامم المتحدة.
وقال للصحفيين “بالاساس نحن مستعدون للانسحاب من هجليج كمنطقة متنازع عليها… بشرط أن تقوم الامم المتحدة بنشر قوة تابعة لها في هذه المناطق المتنازع عليها وأن تنشئ الامم المتحدة أيضا الية مراقبة لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف العمليات العسكرية.”
وأوضح أموم أن هناك سبع مناطق متنازع عليها ودعا الى تحكيم دولي لحل النزاع على هذه المناطق.
وفقدان الانتاج النفطي في هجليج ضربة أخرى للاقتصاد السوداني الذي يعاني بالفعل من ارتفاع أسعار الغذاء وانخفاض قيمة العملة في السوق السوداء.
وقال ان المنشات في هجليج تضررت “الى حد كبير” بسبب القتال لكنه لم يقدم تفاصيل.
وتابع قائلا “استئناف انتاج النفط في تلك المنطقة لن يبدأ الا بعد أن تنشر الامم المتحدة قواتها بين البلدين وفي المناطق المتنازع عليها وعندما يتوصل البلدان الى اتفاق على استئناف الانتاج.”
وأوقف جنوب السودان -وهو بلد ليس له أي منفذ بحري- انتاجه من النفط البالغ 350 الف برميل يوميا في يناير كانون الثاني بسبب خلاف بشان قيمة الرسوم التي يحصلها السودان مقابل تصدير النفط الخام عبر خطوط انابيب الشمال واستخدام بنيته التحتية.
ويشكل النفط حوالي 98 في المئة من ايرادات الدولة الجديدة ويكافح المسؤولون لايجاد سبل لتعويض الخسارة.
وفي جوبا تظاهر نحو 200 شخص في احتجاج نظمته الحكومة ضد السودان وتأييدا لاحتلال هجليج رافعين لافتات مكتوب عليها “الشعب يريد الجيش في هجليج” و”انهم يقصفون الاطفال والنساء.”
ويشارك الاتحاد الافريقي في محادثات وساطة بين السودان وجنوب السودان حول المدفوعات النفطية وقضايا خلافية اخرى لكن الخرطوم انسحبت من المحادثات يوم الاربعاء الماضي بعد ان احتلت جوبا هجليج.
وقال رمضان العمامرة مفوض مجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي للصحفيين في أعقاب اجتماع عقد الليلة الماضية “المجلس مستاء من احتلال القوات المسلحة لجنوب السودان غير القانوني وغير المقبول لهجليج الواقع الى الشمال من خط الحدود الذي اتفق عليه في الاول من يناير 1956 .”
وانضم مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الخميس الى الاصوات المطالبة بوقف القتال بين السودان وجنوب السودان. وقال دفع الله الحاج علي عثمان سفير السودان بالامم المتحدة ان على جنوب السودان الاستجابة لدعوة الامم المتحدة واذا لم يفعلوا فان السودان سيضرب الجنوب في العمق.
وكان الجنوب انفصل عن السودان في يوليو تموز العام الماضي ولكن الجانبين لم يتفقا على قضايا منها تقسيم الدين العام ووضع المواطنين الجنوبيين والشماليين في البلدين وترسيم الحدود المشتركة بدقة.
(شاركت في التغطية يارا بيومي في نيروبي وارون ماشو في أديس أبابا – اعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
من أولف ليسينج وخالد عبد العزيز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *