بسم الله الرحمن الرحيم..
وعادت الدبابية عفاف تاور كافي إلى الخرطوم خالي الوفاض وبخفي حنين.
عبدالغني بريش اليمى…الولايات المتحدة الأمريكية
بعد فشل الحل العسكري لنظام الابادة الجماعية والتطهير العرقي ضد النوبة في ولاية جبال النوبة/جنوب كردفان ، لجأ النظام إلى زرع الفتنة القبلية والدينية بينهم من خلال تجنيد بعض العناصر النوباتية الخائبة والخسئة .. لكن هذه الاستراتيجية فشلت أيضا لأسباب عدة- منها : تطور الوعي النوبي بقضيتهم ” كشعب ” مستهدف هوياتيا وثقافيا ولغويا ووجوديا من قبل الجلابة والبدون .
لم يقف النظام السوداني عند فشل الخطتين المذكورتين لشق الصف النوبي ، بل لجأ كمحاولة أخيرة منه لضرب النوبة وتشتيتهم إلى ارسال وفود من أبناء النوبة أعضاء في حزب المؤتمر الوطني إلى خارج السودان للإجتماع بأبناء النوبة بغية شراء ذمم بعضهم بالمال- مستغل في ذلك ركود سوق العمل وتأثيراته السلبية على جيوب الأفراد والأسر . وقد أوفد نظام الإبادة الجماعية والتطهير الإثني في الأونة الأخيرة الدبابية عفاف تاور كافي رئيس لجنة انتهاك حقوق الإنسان ببرلمان المؤتمر الوطني إلى بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية للقاء أبناء النوبة بهاتين الدولتين وشرح موقف حكومتها من الحرب الجارية في جبال النوبة والنيل الأزرق ، إلآ أن زيارتها لتلك الدولتين باءت بالفشل الفظيع . ففي العاصمة البريطانية لندن وهي المحطة الأولى لزيارتها حاولت تنظيم لقاء لها مع أبناء النوبة المقيمين بالدول الأوربية ، غير أنها وجدت النوبة هناك على موقف واحد رافض للقاء أي من الذين يقتلون أهلهم بالطائرات والصواريخ والدبابات والأسلحة الكيميائية وغيرها .
أما في الولايات المتحدة الأمريكية محطة زيارتها الثانية ، كانت سفارة النظام بواشنطون دي سي ، حيث أمضت هناك بعض الأيام دون ملاقاة أي من أبناء النوبة- قبل أن تطير إلى ولاية ” كنساس ستي- ميسوري ” التي أقام لها أحد أقاربها لقاءا فتيرا لم تحضره سوى قلة قليلة جدا جدا من الجلابة المهللين والمكبرين الذين أشادوا بالزائرة وبالحرب التي تخوضها حكومتها ضد الشعب النوبي في ولاية جبال النوبة/جنوب كردفان .
كان برنامج السيدة عفاف تاور التالي بعد ولاية كنساس هو أن تقيم اجتماعا مع أبناء النوبة في ولاية ” ايوا ” التي زارتها ليلة 10/3/2012 ، لكنها لم تجد من تتحدث إليه- لتغادرها في الليلة نفسها إلى ولاية ” نبراسكا ” مدينة لينكلن ، وهناك أيضا لم تنجح في مقابلة النوبة- إلآ بعضا من أقاربها الذين استقبلوها- لتغادرهم في اليوم نفسه إلى واشنطون دي سي .
بعد وصول عفاف تاور إلى واشنطون دي سي قادمة من مدينة لينكن دون تحقيق أي من مهامها ، أجرت سفارتها اتصالات مكثقفة ببعض أبناء النوبة في منطقة فرجينيا ونيويورك للقاءها… وفعلا استجاب الشواذ من أبناء النوبة (م – أ – ك – ..الخ) لهذا اللقاء الذي تحدد له مدينة ” بفولو ” في ولاية نيويورك بتاريخ الجمعة 16/3/2012 ، إلآ أن هذا اللقاء أيضا ألغي قبل موعده ، وذلك للضغوطات التي مارستها جماعات الضغط النوباوية والجماعات الصديقة لها في أمريكا .. لتتصل السفارة السودانية يوم الخميس 15/3/2012 بالذين كانوا في انتظارها في مدينة ” بفولو ” لتقول لهم ( والله يا جماعة احنا آسفين شديد- لأن السيدة عفاف تاور ما حتقدر تجوكم لطارئ ما- وهي راجعة السودان يوم السبت 17/3/2012 )!!. غير أن الحقيقة الكاملة- تقول أن السفارة السودانية بالعاصمة الأمريكية كانت تعلم أن نشطاء حقوق الإنسان بالولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الممثل الأمريكي ” جورج كلوني ” يعتزمون تنظيم مظاهرة أمامها يوم الجمعة 16/3/2012 احتجاجا على القتل الذي يمارسه نظام الخرطوم ضد الشعب النوبي ، وأمام هذه التطورات السريعة خافت السفارة على سلامة الدبابية عفاف وألغت زيارتها لمدينة ” بفولو ” بحجة وجود طارئ ما – (يعني مافي طوارئ ولا هم يحزنون) بس الجماعة خافوا من مواجهة الحقيقة المرة .. وهي أنهم منبذون في كل مكان من العالم يذهبون إليه .
إن فشل زيارة السيدة الحاقدة عفاف تاور لأمريكا وأوروبا لإنجاز كبير وعظيم لحقوق الإنسان النوباوي ، وانعكاس للعمل الدؤوب الذي يقوم به أبناء النوبة بالخارج منذ قيام الحرب العنصرية عليهم .. وبهذا الفشل المخجل تكون الحكومة السودانية قد استخدمت كل أوراقها لشق وضرب النوبة في الداخل والخارج ، وما على النوبة الآن- داخليا وخارجيا سوى الإستعداد للإحتفال بالنصر النهائي على نظام القهر والظلم والجوع ، وعلى النوبة الخائبين الذين شاركوا بالفعل أو القول أو بالإتفاق أو بالتواطوء أو بالسكوت في قتل أخوانهم .
وإلى الأمام حتى النصر والخلاص………..
[email protected]