العبث واللامبالاة في خطب السادة الرؤساء في ملتقى ما يسمونه ب ( تدشين السلطة الإقليمية لدارفور).

بسم الله الرحمن الرحيم
العبث واللامبالاة في خطب السادة الرؤساء في ملتقى ما يسمونه ب ( تدشين السلطة الإقليمية لدارفور).


علي هامش إتتفاقية الدوحة للسلام دارفور المبرم بين حكومة المؤتر الوطني وحركة التحرير والعدالة أخيراً ووفق جدول أعمال نظام المؤتمر الوطني حالياً بعد تصفية د. خليل إبراهيم وكبح إستعجال وعظيمة الخصوم نحو الخرطوم ونداء لإسقاط النظام فوراً، تم إعلان التاريخ والزمان والمكان تدشين تلك السلطة القليمية، أن يقام في مدينة الفاشر في الأربعاء، 08 شباط/ فبراير، 2012م في تمام الساعة العاشرة صباحاً،وأرسل الدعوات  لكافة شركاء السلام الذين شهدوا التوقيع في الدوحة، وقد أصدر المشير الرئيس تعليمات صارمة للسيد والي شمال دارفو المخضرم في الكذب والمراوغة الأستاذ/ عثمان كبر أن يعُد العُدة للإستقبال، لا شك أنه لا يدخر جهداً وإلا بزله في سبيل ذلك، عموماً قد حان موعد اللقاء اليوم وإنطلق قطار التدشين في ميدان النقعة بالفاشر في وسط طوق أمني مشدد، وكان الحضور مشرف نوعاً ما حيث جلس معالي السيد رئيس الجمهورية/ المشير البشير في أكبر مقعد فاخم عند مقصورة رئاسية جميلة التي أجتهد فيه حكومة السيد كبر في تصميمها بخالص إمكانياته، وكان الرئيس في وسط المجموعة الرئاسية وعلى يمينه مباشرةً جلس إبنه المخلص وصديقه الحميم وعريس بنت نظام المجرم ( دكتورة أماني موس هلال) هومعالي رئيس دولة شاد الشقيقة جنرال/ إدريس دبي، ويليه يميناً جلس السيد رئيس السلطة الإقليمية/ د.التجاني السيسي ويليه وزير خارجية دولة بركينو فاسو السيد/ جبريل باسولي، و يليه جلس المبعوث الخاص ورئيس بعثة اليوناميد بروفيسور/ إبراهيم غمباري ثم يليه نائب غمباري سيد/ محمد يونس. أما في الجانب الأيسر من الرئيس الراقص جلس نائبه/ د.الحاج ادم يوسف ويليه وزير العدل القطري ممثل حكومته السيد/ حسن بن عبدالله ويليه يبدو جلس المشير/ سوار الدهب وهكذا هلم جرا،فأما في خلف الرئيس قد إمتد الصفوف من وزراء حكومة الخرطوم ومجرمي نظامه على راسهم وزير الدفاع/ عبدالرحيم حسين، وأوقفوا الحراس في طوابير المراقبة والترصد هنا وهناك، وفي الأفق على مدرجات النقعة إصتفوا مجموعة من البسطأ والمغفلين أبناء ولايتنا الحبيبة تحت الشمس الحارق ووسط الغبار الكثيف حيث ظلوا يحملون اللافتات مكتوب (نحن جماهير المؤتمر الوطني وحركة تحرير والعدالة)، لا أدري إن كان هؤلاء المساكين جاءوا أو أتوا بهم طوعاً أم كرهاً من كل فج عميق، تلك هي سياسة وخبرة الوالي كبر، على أية حال هكذا كان المشهد العام.
وعلى سعيد الخطب السياسية حيث إفتتح الأستاذ/ كبر برامج الجلسة الميمونة بكلمات بريقة ونماقة رحب بها السادة الرؤساء والحضور الكرام في عاصمة ولايته التي يسميه ( الفاشر أبوفاطمة ) لأول مرة أسمع هذا الإسم، قد مدح والي كبر للرؤسائه كثيراً ومضى يكذب ويفلّت طويلاً حتى أدلى بكل ما في جُعبته ولكن لا كلمات جديد يلفت للإهتمام ولا حديث صادق يعتمد عليه كلها كانت في إطار النفاق وكلام فضفاض يصُب في مصلحة المؤتمر الوطني فقط.
ثم ترك الميكرفون لمعالي وزير العدل القطري حيث شكر شركاء السلام ونصح أطراف النزاع ودعا الحركات الغير موقعة إلى الإنضمام في ركب الوثيقة، وأشار تخوفه إلي التحديات التي سوف تقف حجر عثرة في تنفيذ إتفاقية الدوحة لأنه تلك هو الإنجاز والآمل الوحيد يُحسب لقطر كي يحفظ ماء وجهه في السودان بعد فشلها في لمّ شمل الحركات الدارفورية كلها في هذه الإتفاقية حتى ينال جائزة نوبل للسلام كي يعلوا إسم دولة قطر على حساب هذه القضية العادلة.
وتحدث فخامة العريس جنرال/ إدريس دبي باللغة العربية ليس كعادته أن يخاطب المحافل الدولية بالعربية بدلاً عن اللغة الفرنسية التي تمثل اللغة الرسيمة في دولته، ربما نسى أو قدم تنازلات على خاطر العروس الضحية بنت عرب محاميد أبوها كان رئيس أركان الجنجويد وولي أمرها السيد المشير البشير المتهم بمجرم حرب وإبادة أهل دارفور، الله يستر،عموماً ما خفيى أعظم ومضي الرئيس دبي قائلاً بأن دولة شاد حيظل شاهد وداعم أساسي لهذه الإتفاقية ونصح أطراف السلام ووصف أن العلاقة بين الشعبين بالحميمية ونظامه يظل يشاطر المؤتر الوطني في صنع مثل هذه الإتفاقيات الجوفاء وذكر أنه جاء إلى مدينة الفاشر قبل تسعة سنين،أظن كل دارفوري يذكّر ذلك الحدث عندما أعلنوا الحرب هو والبشير ضد الحركات الدارفورية المتمردة الناشئة أنذاك وضربوا كل خيار التفاؤت التي كان يقوم به والي إبراهيم سليمان في أرض الحائط، وهكذا تعود جنرال دبي بطبخ المؤامرات وينشي آليات الإجرام مع شقيقه المشير البشر ضد أهالي دارفور الأبرياء الله يكون في عوننا ويهدي رؤسانا يا رب.
بعده خاطب د. التجاني السيسي رئيس السلطة الإقليمية حيث مدح الرؤساء وحيى جماهير الولاية وأكد ان السلطة الإقليمية الجديدة هي الآلية المناسبة والوحيدة سوف تسعى جاهداً في تنفيذ الإتفاقية أي يفض معسكرات النزوح واللجوء وإعادة هؤلاء المساكين والثكالى والبؤساء من أهلنا العايشين في تلك الظروف الحرجة إلى قراهم وفق برنامج الممنهج والمدروس مع شريكه المؤتمر الوطني  المجرم، وأظن أن العودة  في هذة المرة سوف لا تكون طوعيتاً على المتعندين!، وطالب الجهات الدولية والإقليمية في دعمه ومساندته في إنشاء مشروعات التنمية وأكد أنه سوف يبسط سلطاته على إمتداد ولايات دارفور الخمسة من أقصى دارندوقة إلي الضعين، يتخيل كأنه نُصب حاكماً حقيقياً كما هو كان حاكم إقليم دارفور سابق في عهد حكومة المهدي، هذه المرة يا أخي د.السيسي الظروف السياسية والإقتصادية قد تغيرت ولا تنسى أنك في حضن نظام مجرم ومراوغ ورضيت بأنك تكون وزيره الخاصة للنوايا الحسنة أي بصريح العبارة أنت كبش الفداء في هذه الإتفاقية، هنا نصيحة غالية جداً لسيد/ السيسي لا تثق حكومة الخرطوم ربما تخزلك إذاً أعمل حسابك مئة بالمئة حتى لا يكون مصيرك مثل مصير الأستاذ/ مني أركوي أو…بولاد تموت بين سنّي كماشة الله يهون عليك حتى نرى ماذا تفعل لأهل دارفور.
هنا جاء دور المشير البشير رئيس قوم الأبالسة الذي علمهم سحر الإجرام حسب ما جاء في وثيقة إتهام مدعي أوكامبو،وعند فور صعوده على المنبر أشعل المزازيق والزغاريد والهتافات الدينية ورفعت الشعارت المضللة عندئذ رقص رئيس الراقص مبتهجاً مع أعوانه ومطبليه كأنهم في عرس مشرف حيث نسوا كل ما إرتكبوه من الجرائم والمجازر والمآسي والتشريد في حق أهل الإقليم المنكوب وفضلاً عن الظروف القاسية التي تمر بها بلدنا اليوم بسسببهم من التدهور الحاد في المعيشة ونشوب الحروب في معظم أقاليم الدولة السودانية بحجة التمرد والعصيان ضدهم مما أسفر إلى قتل جماعي ومعاناة أهلنا وإضطروا إلي النزوح واللجوء في كل من دارفور و جنوب كردفان والنيل الأزرق كل هذه المشاكل والفظائع لا يهمهم أبداً، ومضى السيد الرئيس يرقص فوق جماجم المقتوليين ومتكئاً على أكتاف المنكوبيين والثكالى والمساكين ويلوح  بعصاه السحري في كل إتجاه والله عيب يا معالي رئيس الجمهورية! هل نسيت أنك إعترفت بقتل عشرة ألف إنسان برئي في دارفور وحده وإن لم يكن قتلت ثلثمائة ألف شخص كما تخالطون ما جاء في إحصائيات الأمم التحدة، يا أخي المشي البشير أليس الدارفوريين هم بشر ومؤمنيين وإن الله حرم قتلهم الإ بالحق؟ والله حرام عليك، إذا أنت عاقل ومسلم بالحق والحقيقة هنا ليس محلاً للرقص والطرب حتى ولو تحقق سلام شامل وكامل للسودان ناهيك عن سلام جزئي ما دام هنالك ضحايا سقطوا في هذا النزاع سهواً أو عمداً، عليك أن تقف لحظة صمت و على الأقل تقرأ سورة الإخلاص إحدى عشر مرة لأرواح الضحايا الذين قتلوا لا حول لهم ولا قوة، وإن كان أنت رئيس دولة حقاً وتدرك مسؤلياتك كما تدعي إذاً لماذا كل هذا العبث والسخرية على عقول ومشاعر الضحايا و أهل المقتوليين وأنت ترقص وهم يشاهدونك وإذا كنتم تسخروا بنا سوف يأتي يوم نسخروا بكم إنشاء الله، عموماً دعنا نتصفح في خطاب الرئيس إنه قال ( قلنا لا إله الإ الله، صلوا على النبي يا جماعة ، صلوا عليه، اليوم سلام جاء يا أهل دارفور، ونحن نريد الناس أن يعودوا إلى قراهم، ما تخافوا نأمنوا لكم، بعد ده ما دايرين سلاح يكون في يد أي زول ما عدا قوات المسلح، وعليهم أن يجمعوا السلاح: يقصد به الحركات الغير موقعة للإتفاقية، ومضى قائلاً نحيي د. السيسي وهو كان أستاذي وأن أكبر منه سناً ولكن عندما جئنا في السلطة دخلناه في السجن: هل يعقل أن يتشرف بذلك حتى لم يكن له الإحترام والتقدير إذاً ما هذه السياسة القذرة الله يهون، وقال سمعنا أن هنالك مجموعة من المنظمات اليهودية والإمريكية تسمي نفسها إنقاذ دارفور حيث جمعوا مبالغ طائلة بإسم النازحيين واللاجئيين وقسموا هذا القروش ووضعوا في جيوبنا (في مصلحة المؤتمر الوطني) هنا دقس الرئيس المخضرم ولكن صدق القائل إن حكومته مدعومة من تلك الجهات و الأيادي الأجنبية واليهودية  وهم أيضاً يقدموا لهم كل الغالي والنفيس من أجل بقائهم في السلطة وغفلوا بأن الله بإمكانه أن ينزع الملك ممن يشاء ويعطي من يشاء وهو القاهر فوق كل ذي قوة، وفي ختام حديثه قال كلام سهواً وحير رموز نظامه المجرمين والمتهميين حيث قال: من قتل مؤمناً متعمداً جزاءه جنهم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه! ثم قال بعد ده أي واحد إذا قتل زول عليه أن يخضع للمسألة وسوف يكون هنالك محاكم ومدعي خاص في الإقليم،وهكذا عبث كثيراً ) هنا نصيحة غالية للسيد الرئيس ونقول له بإسم أهل دارفور المنكوبيين على راسهم اللاجئيين والنازحيين أذا الأمر ذي ما قلت فأنت المتهم الأول قبل الآخريين وعليك أن تمثل أمام محكمة الجنايات الدولية وبرئي نفسك ثم طبق العدل على المجرميين الآخرين لا مانع في ذلك، بعدئذ أنت الرئيس الشرعي على جمهورية السودان و نؤمن بأنك تقيم العدل وتنصف الحق وتوقف نزيف الدم وتصلح إقتصاد البلد.
Nasir kundas
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *