وقال الرئيس الامريكي أنه امر بتنفيذ مهمة عسكرية ضد مجمع سكني في بلدة ابوت آباد خارج اسلام آباد اسفرت عن مقتل بن لادن، وان العملية نفذت من قبل عناصر من القوات الخاصة الامريكية. واكد الرئيس اوباما انه احيط علما في اغسطس آب الماضي بمكان وجود بن لادن في باكستان. وقال إن العملية، التي تم فيها تبادل لاطلاق النار، لم تسفر عن سقوط خسائر في صفوف المدنيين. واكد ان “العدل قد تحقق هذه الليلة” بمقتل زعيم تنظيم القاعدة.
وقد تجمعت حشود من الامريكيين خارج البيت الابيض حال ذيوع الخبر. وقالت قناة سي ان ان إن المسؤولين الامريكيين قد تأكدوا من موت بن لادن عن طريق فحص الحامض النووي.
وقال مسؤولون امريكيون في وقت لاحق إن المعركة التي اسفرت عن مقتل بن لادن استغرقت 40 دقيقة، قتل فيها ايضا احد ابناء زعيم تنظيم القاعدة وامرأة يقول الامريكيون ان اعوان بن لادن استخدموها كدرع بشري.
واضاف هؤلاء المسؤولون ان طائرة هليكوبتر امريكية استخدمت في الهجوم تحطمت بفعل عطل ميكانيكي.
وقد وضعت الحكومة الامريكية سفاراتها في الخارج في حالة انذار قصوى، وحذرت رعاياها من احتمال قيام تنظيم القاعدة بعمليات انتقامية.
يذكر ان الولايات المتحدة ما لبثت تطارد بن لادن منذ هجمات سبتمبر عام 2001، الا انها لم تتمكن الى الآن من القبض عليه وقتله. ويعتقد ان بن لادن كان يختبئ في منطقة الحدود الباكستانية الافغانية الوعرة.
ويعتبر مقتل بن لادن انجازا كبيرا للرئيس اوباما وادارته، حيث تمكنوا من تحقيق الذي وضعه سلفه جورج بوش الابن نصب عينيه بعد هجمات سبتمبر.
وسيثير مقتل بن لادن اسئلة حول مستقبل التنظيم الذي كان يقوده، كما سيكون له تأثيرات كبيرة على الامن الامريكي والسياسة الخارجية الامريكية بعد عشر سنوات من اندلاع “الحرب على الارهاب.”
كما سيثير مقتله مخاوف من امكانية ان يقوم مؤيدوه واتباعه بالانتقام من الولايات المتحدة والغرب بشكل عام.
بوش وكلينتون يهنئانووصف الرئيس الامريكي السابق جورج بوش في رسالة وجهها الى خلفه الرئيس اوباما مقتل بن لادن بأنه “انجاز تاريخي.”
وقال بوش في رسالته إن “الحرب على الارهاب ستتواصل، ولكن امريكا وجهت هذه الليلة رسالة لا لبس فيها مفادها ان العدالة ستتحقق مهما طال الزمن.”
السيرة الذاتية لبن لادن
تمكنت القوات الأمريكية في عملية للقوات الخاصة ” سيلز ” من قتل قائد ومؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أثناء تواجده في قصر بالقرب من العاصمة الباكستانية إسلام أباد، وأعلن مسئولون أمريكيون وباكستانيون عن التأكد من جثة بن لادن عن طريق تحليل الحامض النووي للجثة.
ولد أسامة بن محمد بن عوض بن لادن في الرّياض في السعودية لأب ثري وهو محمد بن لادن والذي كان يعمل في المقاولات وأعمال البناء وكان ذو علاقة قوية بعائلة آل سعود الحاكمة في المملكة العربية السعودية. وترتيب أسامة بين إخوانه وأخواته هو 17 من أصل 52 أخ وأخت. درس في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وتخرج ببكالوريوس في الاقتصاد ليتولي إدارة أعمال شركة بن لادن وتحمّل بعض من المسؤولية عن أبيه في إدارة الشّركة. وبعد وفاة محمد بن لادن والد أسامة، ترك الأول ثروة لأبنائه تقدّر بـ 900 مليون دولار.
مكنته ثروته وعلاقاته من تحقيق أهدافه في أفغانستان حيث أعلن الحرب ضد الغزو السوفياتي سنة 1979. وفي سنة 1984، أسّس ابن لادن منظّمة أسماها “مركز الخدمات” وقاعدة للتدريب على فنون الحرب والعمليات المسلحة باسم “معسكر الفاروق” لدعم وتمويل المجهود الحربي “للمقاتلين الأفغان”. ودعمتهما كلّ من الولايات المتحدة، باكستان، السعودية ومصر وعدد من الدول التي رأت في الغزو السوفييتي خطر عليها بشكل مباشر أو غير مباشر.
بن لادن ينشئ القاعدة
وفي العام 1988، بلور أسامة بن لادن عمله في أفغانستان بإنشاء سجلات القاعدة لتسجيل بيانات المسلحين، وانضم إليها المتطوّعون من “مركز الخدمات” من ذوي الاختصاصات العسكرية والتأهيل القتالي. وأصبحت فيما بعد رمزًا لتنظيم المسلحين. وبانسحاب القوّات السوفييتيّة من أفغانستان، وُصف ابن لادن “بالبطل” من قبل السعودية ولكن سرعان ما تلاشى هذا الدّعم حين هاجم بن لادن التواجد الأمريكي في السعودية إبّان الغزو العراقي للكويت سنة 1990، بل وهاجم النظام السعودي لسماحه بتواجد القوات الأمريكية التي وصفها ابن لادن “بالمادية” و”الفاسدة” وأدى تلاشي الدعم السعودي إلى خروج بن لادن إلى السودان في نفس العام وتأسيسه لمركز عمليات جديد في السودان.
ونجح في تصدير أفكاره إلى جنوب شرق آسيا، والولايات المتحدة، وأفريقيا، وأوروبا. وبعدها غادر السودان في سنة 1996، متوجّهاً إلى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة طالبان التي كانت تسيّر أُمور أفغانستان والمسيطرة على الوضع في أفغانستان. وهناك أعلن الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي سنة 1998، تلاقت جهود أسامة بن لادن مع جهود أيمن الظواهري الأمين العام لتنظيم الجهاد الإسلامي المصري المحظور، وأطلق الاثنان فتوى تدعو إلى “قتل الأمريكان وحلفاءهم أينما كانوا وإلى إجلائهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام”.
وبدأت القاعدة في شن مجموعة من الهجمات على الولايات المتحدة كان أهمها هجمات 11 أيلول / سبتمبر، والتي أسفرت عن مصرع ما يقرب من 3,000 شخص، حيث اصطدمت طائرتان بأبراج مركز التجارة العالمي، وطائرة ثالثة في وزارة الحرب الأمريكية، ورابعة استهدفت الكابيتول ولكنها تحطمت في بنسلفانيا.
وقامت القاعدة بهذه الهجمات عملاً بفتوى عام 1998 الصادرة ضد الولايات المتحدة وحلفائها من جانب القوات العسكرية بقيادة ابن لادن والظواهري وغيرهم.
وتشير الدلائل إلى أن الفرق الانتحارية قادها القائد العسكري للقاعدة محمد عطا بالاشتراك مع ابن لادن وأيمن الظواهري وخالد شيخ محمد والحنبلي كمخططين رئيسيين.
وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وجّهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى ابن لادن والقاعدة. وفي ديسمبر 2001، تمكّنت القوات الأمريكية من الحصول على شريط فيديو يصوّر ابن لادن مع جمعٍ من مؤّيديه يتحدّث في الشريط عن دهشته من كميّة الخراب والقتلى التي حلّت بالبرج وأن الحصيلة لم تكن بالحسبان بل فاقت توقّعاته، وتم استخدام هذا الشريط كأحد الأدلة العلنية على أن لابن لادن علماً مسبقًا بالحدث وتفاصيله.