اللواء تلفون كوكو الأوفر حظاً فى الانتخابات التكميلية..ولكن…!!
بقلم/ عباس توتو تيه- كادقلى/حجر المك
فى ظل السباق الانتخابى المحموم الذى تشهده ولاية جنوب كردفان بين المتنافسين فى منصب الوالى (تلفون/الحلو/هارون) وحظوظ كل منهم فى الظفر بالمنصب , ومن خلال مشاهداتنا على ارض الواقع ووجودنا وسط جماهير الولاية , تتجلى الحقيقة التى لا مراء فيها ولا مزايدات سياسية ووفق لقراءة نبض الشعب وهمسات المجالس فى المدن والقرى يتضح الاتى:
أ/ مرشح المؤتمر الوطنى (احمد هارون) اقل المرشحين حظوظا فى الفوز لعدة عوامل موضوعية يطرحها الشارع فى الولاية والتى تتمثل فيما يلى :
1/ سجله السىء فى جبال النوبة ابان فترة الحرب , وتنسب اليه عمليات التهجير القسرية والابادة الجماعية وسط قبائل النوبة والاختفاء القسرى لكثير من ابناء النوبة بزريعة التعامل مع الحركة الشعبية (الطابور الخامس).
2/ التهم الموجهة اليه من قبل المحكمة الجنائية الدولية لضلوعه فى الابادة الجماعية التى تعرض لها شعب دارفور وغيرها من الجرائم التى تتعلق بانتهاك حقوق الانسان وجراء هذه التهم اصبح مطاردا دوليا , وهو لا يستطيع الذهاب الى خارج السودان لمخاطبة الدول ورجال الاعمال وفتح افاق استثمارية وتنموية للولاية فى حالة فوزه.
3/ انفضاض غالبية ابناء المسيرية بالمؤتمر الوطنى من حوله وهم يمثلون العمود الفقرى للؤتمر الوطنى بالولاية , وجاء هذا الانفضاض لمعاقبة المؤتمر الوطنى لمواقفه تجاه قضية ابيي وعدم الايفاء بوعوده التنموية لمناطقهم ونصيبهم فى البترول وايضا عدم ترشيح احد ابناء المسيرية لمنصب الوالى بدلا عن هارون الذين يعتبرونه ليس جزءا منهم حيث ان الانتماء للقبيلة اقوى من الانتماء للمنظومة السياسية.
ب/ من خلال قراءة نبض شارع جنوب كردفان تنحصر المنافسة بين الفريق/ الحلو و اللواء/ تلفون كوكو (اصدقاء الامس اعداء اليوم) , ومن خلال ما نسمع ونشاهد فى الواقع المعاش الآن نجد ان اللواء تلفون كوكو الاكثر شعبية وقبولا من الحلو من غالبية المكونات الاجتماعية والاثنية والعشائرية وحتى التنظيمات السياسية فى جنوب كردفان , ونوجز ذالك فى النقاط التالية:
1/ التعاطف الكبير الذى يجده اللواء تلفون كوكو من السواد الاعظم من ابناء النوبة لما يعانيه من قسوة رفاق الامس الذين قاتل معهم جنبا الى جنب طيلة 21 عاما فى حبسه فى بلفام بجوبا ونسيانهم لمواقفه ونضالاته وتاريخه الحافل فى زمن الحارة ليكون فى الزنازين عندما صارت باردة .
2/ تنبه الشارع لما ظل يكتبه تلفون من مقالات عن عجز وظلم الحركة الشعبية ونواياها تجاه النوبة وبيع قضيتهم فى نيفاشا (النوبة عبارة عن نفير كما قال سلفا كير فى احدى محاضراته لضباط الجيش الشعبى فى مدينة ياى) , حيث اصبحت هذه المقالات والتصريحات التى يطلقها تلون كوكو حقيقة ماثلة لا تنكرها العين.
3/ الطريقة التى استدرج بها تلفون كوكو الى جوبا والخداع الذى تعرض له ونقض العهد والالتزام الذى سلفا كير لتلفون قبل زيارة جوبا بعدم اعتقاله وحفظ سلامته , وان طريقة اعتقال قائد كبير من النوبة بل من مؤسسى الحركة بالجبال وعدم توجيه اليه اى تهمة حتى الان فيه اهانة بالغة للنوبة , وخلق هذا الامر حنقا تجاه الحركة وبالمقابل اوجد كثيرا من المؤيدين لتلفون كوكو ولطرحه الذى يطرحه.
3/ امتلاك تلفون كوكو رصيد وافر من العلاقات الاجتماعية مع زعماء ورعايا بعض القبائل العربية الكبيرة بالولاية (الحوازمة/ المسيرية) قبل واثناء وبعد الحرب , وان عملية اطلاق سراح ابنائهم الاسرى لديه عندما كان قائدا لمنطقة البرام العسكرية لم ينسوها ابدا بل اكد لهم بان تلفون صاحب قضية عادلة حارب من اجلها وان حربه ضد السلطة وليست القبائل العربية مما حد بكثير من ابناء هذه القبائل الالتحاق بركب الحركة الشعبية لو لا الهجوم على منطقة القردود 1988م والابادة التى تعرض لها المواطنين العزل من قتل وحرق وتقطيع للاجزاء , هذا الحدث المأسوى قلب المعادلة تماما وابعد بين الطرفين وقضى على التواصل والتنسيق. وكذلك الزيارات الاجتماعية لهم ومواصلتهم فى الافراح والاتراح جعلتهم يثقوف فيه كثيرا بل يفضلونه حتى على ابناء عشيرتهم.
4/ الدعم الذى يجده من ابناء النوبة بالجيش الشعبى , والمساندة من قبل ضباط كبار من ابناء النوبة له , الا ان خوف الكثيرين من بطش الحركة الشعبية لم يعلنوا دعمهم له صراحة بل يفضلونه على الحلو كونه هو الذى قام باستقطابهم الى الحركة وهو نوباوى من بنى جلدتهم يصيبهم ما يصيبه .
5/ هنالك عدد من المناطق بجنوب كردفان تعتبر حكرا على تلفون كوكو مثل الريف الجنوبى والجبال الغربية (مناطق الاجانق) وله نفوذ كبير فى غرب كردفان والجبال الشرقية.
6/ الترهيب الذى مارسه الحلو عبر استخبارات الجيش الشعبى وضباطها التنفيذيين على ممثلى حملة ترشح تلفون كوكو ادى الى نتائج عكس ما يرجى منها , لان النوبة قوم اشداء مقاومون لكل اشكال القمع والتسلط (بيركبوا راس) واذا حملتهم الى شىء بالقوة الجبرية سيقفون ضده بشدة , مما اوجد مزيدا من المؤيدين لتلفون واظهر ضعف الحلو وفقدان السند الجماهيرى , وترشح تلفون اصابه بحالة ال(تلفونوفوبيا) وفقدان التوازن واصبح كصديقه الحميم (هارون) جبارا متسلطا.
7/ هنالك دعم خفى لا يراه كثيرا من الناس وهو الدعم الذى يجده من القائدين (دانيال كودى/ خميس جلاب) دون ان يقولا ذلك صراحة وما سفرهما المتزامن الى الخارج اثناء تدشين حملة الحلو الانتخابية الا دليلا على ذلك , حتى لا يكونان حضورا فى حملة الحلو , ونجد ان مياها كثيرة جرت تحت الجسر بين القادة الثلاثة (تلفون/دانيال/جلاب) وطووا صفحة الخلافات بينهما فى الاجتماع الذى التئم فى مدينة ياى بعيد زيارة نلفون الى جوبا وقبل اعتقاله.
ج/ اما فيما يختص بمرشح الحركة الشعبية , الفريق/ الحلو فان نبض الشارع العام فى الولاية يرى فيه الاتى:
1/ ان علاقة الود الحميمة مع احمد هارون والتى كلفت الحركة والحلو تقديم تنازلات كبيرة ومؤلمة (مشبوهة) والتى بموجبها صمت الحلو عن الحديث فى امور كثيرة تسترعى التحدث وبالصوت العالى , مثل: انقضاء فترة التناوب على منصب الوالى دون ان يحرك الحلو ساكنا فى هذا الامر رغم اهميته المادية والمعنوية ودلالته الرمزية , وانتهاك المؤتمر الوطنى لبند الترتيبات الامنية ونقل الاليات العسكرية والدبابات والمدافع الى الولاية وتسليح القبائل والمليشيات وفتح معسكرات الدفاع الشعبى , والحلو لم يقف بصلابة فى وجه هذا الانتهاك الصارخ وكأنه راضى عما يجرى.
2/ تشييد مدرسة باسم احمد هارون وبناء منزل له فى منطقة كاودا (عاصمة الحركة بالجبال) بكل تاريخه وسجله القمىء فى بؤرة عزيزة على النفوس وخاصة الذين شهدواء ضراوة القتال انذاك وبالطبع هى هزيمة نفسية لكل جماهير الحركة الشعبية وشعب النوبة بالتحديد .
3/ خلق الحلو بسياساته الخرقاء ازمة بين النوبة فيما بينهم واستعدى مكون كامل من مكونات النوبة (الاجانق/كادقلى) وكذا الحال فى الريف الجنوبى (الاثنيات التى ينحدر منها تلفون كوكو).هذا الامر الذى نراه يستفحل يوما بعد يوم سيقضى على كل طموحات الحركة الشعبية والنوبة اذا لالم يتم الاعتراف بحقيقة وجوده اولا ومن ثم العمل على ازالته بكل شفافية وقراءة مبصرة للمستقبل , وللاسف ان الحلو ومستشاريه لا يرون الا حول مناصبهم ومخصصاتهم , وسواء فاز الحلو او لم يفز سيظل هذا الامر موجودا اذا لم يجد المعالجة الموضوعية التى تقفز فوق تبسيط ةتخدير المشاكل والازمات.
ونتيجة لهذه العوامل وغيرها لا يسع المجال لذكرها تولد اعتقاد راسخ عند عامة الشعب بان عبد العزيز الحلو باع قضية النوبة للمؤتمر الوطنى وقبض ثمن ان يكون واليا على جنوب كردفان مقابل الصمت عما يحدثه المؤتمر الوطنى من تخريب , وبما انه ليس من النوبة فلا يهمه شأن النوبة فى شىء (ما حك جلدك غير ظفرك) وانه طالب سلطة وجاه مستدلين بانه عندما تخطاه الاختيار فى التوزير سافر مغاضبا الى امريكا بحجة العلاج , وعندما لوح اليه بمنصب نائب الوالى جاء مهرولا ونسى او تناسى انه مريض (كما يقولون..!!)..وانه قدم تقارير ملفقة الى سلفا كير ضد تلفون كوكو ورسم هو وياسر عرمان خطة استدراج تلفون الى جوبا بغرض التفاوض معه ومن ثم اعتقاله هناك ليخلو له الجو ويهيمن على الجيش الشعبى و (يسرح ويمرح ) كما يشاء.
4/ اصرار الحلو على بقاء تلفون كوكو فى المعتقل دون توجيه تهمة او محاكمة (عادلة او غير عادلة) يقدح فى مصداقيته وينم عن ضعف واضح يجعله الى اللجوء الى الاساليب الملتوية لتصفية الخصوم السياسيين.فاذا خان الحلو عشرة نضال وثورة ونضال لمدة 21 سنة فكيف لا يخون عشرة سنتين نائب والى؟!
ان ما يستند اليه الحلو فى حملته الانتخابية عبارة عن حيطة (مايلة) وان معاونيه ومستشاريه الذين يمدونه بتقارير مفبركة ومجموعة الجوقة والهتيفة الذى يتكسبون وراء ذلك صوروا له انه (فائز..فائز..!!) مبتكرين وسائل شتى فى التدليس وبيع الوهم وخداع الناس , فما يخدعون الا انفسهم , فإن استاد كادقلى الذى ضاقت جنباته فى تدشين الحملة الانتخابية للحلو وكنا حضورا حينها , وتم تصويره بقدرة قادر انهم مؤيدى ترشحه وهذا بهتان كبير ولعب على الدقون , والحقيقة المجردة تحكى الاتى:
أ/ ان غالبية الذين كانوا حضورا لم يكونوا عضوية الحركة الشعبية , فاى حدث حتى لو كانت (حفلة بمسجل) ياتى الناس لينظروا ما يحدث (حب استطلاع) وهؤلاء الذين تم تصويرهم مؤيدى للحلو منهم المؤتمر الوطنى والشعبى والامة والعدالة و غير المنتمين ومؤيدى تلفون كوكو وغيره , وناخذ مثلا ان (ركن نقاش) فى اى جامعة من الجامعات يكون محتشدا بالطلاب فليست كل الطلاب المتواجدين بالركن هم عضوية التنظيم المعنى , وانه لا يخرج من كونه حبا للاستطلاع وقتل الوقت او مناصرة لما تقدمه من طرح او تسفيها لما تقول..وان حدث فى استاد كادقلى لا يخرج من هذه الاحتمالات الثلاث.
ب/ الوفد الذى جاء بمعية (وانى ايقا/ ربيكا قرنق) وكذا عضوية الحركة التى تم استنفارها من الخرطوم وشمال كردفان وغيرها من المدن والولايات وهى (تقدر بالالاف) ليسوا من سكان والولاية ولا مسجلين فى كشوفات الناخبين ولا يحق لهم التصويت اصلا.
ج/ عضوية الحركة الشعبية بولاية النيل الازرق التى دفع بها مالك عقار لمساندة الحلو بقيادة مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالنيل الازرق (سليمان) و فرقة المسرح المتجول التابعة لوزارة الثقافة بالنيل الازرق بقيادة (ياسر كوكو) والصرف عليها من خزينة مواطن النيل الازرق المغلوب على امره , وجيش المنظمات كل هؤلاء واولئك لا يحق لهم التصويت ايضا.
واذا عملنا حسابات رياضية بسيطة حول الجمهور الذى كان حاضرا وخصمت منه الفئات المذكورة اعلاه والتى لا يحق له التصويت…فكم يبقى للحلو من مؤيدين..؟!
ان الذين يتمشدقون ويملأون العالم ضجيجا وكذبا بحسم معركة الانتخابات لصالح مرشح الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو سيكتشفون مدى كذبهم على انفسهم ووممارسة التضليل للراى العام العالمى والمحلى وتهيئته للطعن فى نزاهة الانتخابات فى حالة عدم فوزه , وما تهديدهم بالخروج الى الشارع فى 10 مايو الا حالة الياس والبحث عن شماعة للفشل واستباق للنتائج قبول حدوثها مما يشىء بما يستبطنون من فشل واحباط قبل بداية اللعبة..فكيف يزور المؤتمر الوطنى الانتخابات وانتم متواجدون فى الحكومة وفى الولاية وفى المفوضية وفى كل اللجان؟!
وفى الختام نشير الى انه اذا كانت هنالك من مصادر للقوة قد تنعش امال فوز الحلو المتلاشية فترجع الدعم المالى السخى الذى تقدمه حكومة الجنوب والمنظمات وولاية النيل الازرق (مالك عقار) والسلطة التى يتمتع بها الحلو كونه نائبا للوالى وعبرها يمكن التاثير على الناخبين (ترهيبا وترغيبا) واستغلال الظروف الاقتصادية للجماهير كما يفعل قرينه (هارون) الذى سخرت كل مقدرات الدولة وثرواتها والشرطة والامن والجيش لكى يفوز.
اما الأغبش ابن الغبش اللواء/ تلفون كوكو لم يكن عنده المال ولا السلطة ولا الحزب إنما ماله وسلطته وحزبه هو الشعب..!! فمن الذى الذى يفوز فى خاتمة المطاف , المال والسلطة والجاه أم الصدق والتجرد والامانة؟!! وهو ما تنبئنا به قادمات الايام.