الجامعه العربية والكيل بمكيالين
على الرغم من من معرفة الكل دور الجامعة العربية السالب حيال الازمة السودانية فى دارفور لم يتم تناوله فى الاجهزة الاعلامية ولكن هنالك دافع قوى يدفع المرء لتناوله فالذى دفعنى الى ذلك ، هو المؤتمر الصحفى الذى عقده الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ويوسف علوى رئيس الدورة الحالية للجامعة بخصوص طلب الجامعة لمجلس الامن الدولى القاضى بفرض حظر جوى على ليبيا وكان ذلك فى الفترة ما بين الساعة الثامنة الى التاسعة مساءاً بتوقيت السودان المحلى الخامسة الى السادسة مساءاً بتوقيت قرنتش الموافق 12/3/2011 فالذى لفت انتباهى كأحد السامعين مثل غيرى هو الاجابة غير المسؤلة من قبل عمرو موسى والمتعلقة بالشأن السودانى عندما سُئل من قِبل احد الصحفيين عن موضوع مطالبة الجامعة العربية بفرض حظر جوى على ليبيا بحجة ان الحكومة الليبية قصفت موطنيها بالطائرات ولم تطالب الجامعة بفرض تلك العقوبة على السودان الذى فعل كذلك بمواطنيه فى دارفور ؟ فكان السؤال ضمن اسئلة ثلاثة تقدم بها الصحفى المعنى وعلى الرغم من ان السؤال المتعلق بدارفور قد تصدر الاسئلة الثلاثة الا ان الامين العام عمرو موسى حاول التهرب من الاجابة على ذلك السؤال الا بعد تذكيره مره ثانية على الرغم من انه لم ينساه اما اذا افترضنا انه قد نسى ذلك السؤال فهذا امرٌ اخطر من عدم الاجابة عليه لانه يعنى مباشرة ان دارفور تمثل صفراً كبيراً عند سعادة الامين العام عمرو موسى ! ولكنة اجاب على السؤال اخيراً وليته لم يجب عليه ، حيث انحصرت اجابته فى الاتى: بأن مشكلة دارفور تختلف تماماً عن مشكلة ليبيا من حيث العناصر والفترة الزمنية واضاف ان المشكلة فى دارفور دخلت فيها الدول الاجنبية وبالغت فى وصفها وايضاً بخصوص دارفور هنالك مفاوضات جارية بالدوحة القطرية ، اذا كانت الجامعة العربية تنظر الى المشكلة الليبية بأنها مشكلة ليبية وفى السودان بأنها مشكلة اجنبية هذا يعنى ان الجامعة العربية تبحث عن مبرر لنظام المؤتمر الوطنى الاستمرار لقصف مزيداً من القرى والمدن فى دارفور فالمشكلة السودانية فى دارفور قديمة قدم المؤامره عليها من قبل المنظمه العربية التى قامت على اُسس عرقية وسميت بأسم عرقى ظلت دارفور تعانى لعقود عديدة والسيد موسى يعلم ذلك جيداً وبل هو جزء من معاناه اهل السودان الغربى ليس فقط لانه لم يستطيع عقد جلسة لجامعة الدول العربية بخصوص دارفور ليدينوا ويشجبوا ما يقوم به نظام المؤتمر الوطنى من ابادة جماعية فى دارفور ولكنه بدلا عن ذلك يحاول دعم نظام الابادة الجماعية ضد المحكمه الجنائية الدولية فتبرر الجامعة وقوفها مع البشير كأن دارفور هى العقبة امام المد العروبى الى العمق الافريقى لذلك مثلت هذا الدور الجبان تجاه دارفور وهى ليست ببعيدة عن الصندوق العربى لدعم البشير لمواصلة الابادة فى شعب دارفور. وسوريا هى دولة مقر ذلك الصندوق وكذلك المركز الآمن لتدريب وتأهيل مليشيات نظام المؤتمر الوطنى .
فالسؤال الذى يطرح نفسة بقوه قبل ان يطرحه ذلك الصحفى للسيد موسى الذى لم يجد امامه عصا كى يتوكأ عليها ويَهُش بها على مثل تلك الاسئلة والسؤال هو لماذا صمتت الجامعة العربية ما يقرب على العقد من الزمان عندما قُتِل ما يقارب النصف مليون من شعب دارفور ولكنها تحركت بعد ايام من بدء القذافى ابادة شعبة كما فعل البشير هذا بالتأكيد لا يعنى عدم موافقتى للحظر الجوى على ليبيا بل اُؤيد ذلك بشدة ، لكننا لم نجد تفسيراً لذلك غير ان الجامعة العربية تكيل بمكيالين ففىى الوقت الذى تعرض فيه شعب دارفور لكل صنوف الاذى من قبل نظام المؤتمر الوطنى كانت وما ذالت الجامعة العربية تناصر البشير والدليل على ذلك موقف الجامعة من مذكرة المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير ، وهذا لاينم عن جهل عمرو موسى بما يدور فى دارفور ولكنه يطبق سياسات الجامعة العربية ، وبذلك كأن السيد موسى يريد ان يقول لاهل دارفور انكم تستحقون كل تلك المعاناة لا لشىء سوى انكم لم تكونوا عرباً فلا تتوقعوا من الجامعة العربية الوقوف بجانبكم بل توقعوا ان الجامعة ستدعم الخرطوم لمزيد من الابادة واذا لم يكن كذلك فلماذا اجاب سعادة الامين العام بان المشكلة فى دارفور تختلف عنها فى ليبيا من حيث العناصر الم يقصد بالعناصر البشر الذين يعيشون فى الارض ؟ هذا التعامل المذدوج من قبل العرب والذين تمثلهم الجامعة العربية هو الذى دفع السودان الجنوبى نحو الاستقلال فالسيد موسى ايضاً تحجج بحجج واهية بأن ما يخص دارفور هنالك مفاوضات فى الدوحه اذا ظن موسى بأن مفاوضات الدوحة ستؤدى الى سلام فى السودان فهو واهم واما اذا قصد ان تلك المفاوضات حركتها الجامعة العربية فهذا امرٌ فى غاية الخطورة حيث يتضح بجلاء دور الجامعة العربية لانقاذ البشير من معضلة الجنائية الدولية لان منبر الدوحة لم يخلق الا لذلك وهذا لا ينكره الا المكابر.
الجامعة العربيه التى ليبيا عضوا فيها تود ان تحافظ علي مصالحها مع الغرب وماكان لها ان تلجأ الي الي ذلك القرار قبل ان تعلم بان النظام الليبي في طريقه الي الزوال والان ان اعاد القذافى سيطرته على ليبيا فان لغة الجامعة سوف تختلف تماما، وللاسف فان تمثيل الدول فى المنظمات الاقليميه والدوليه يكون عبر ممثلين للانظمه وليس الدول فلذلك تكون الولاءات للانظمه وليس الدول وهذا يضر بمصالح الشعوب فلا نتوقع موقفاً مغايراً للجامعة العربية حيال الازمة السودانية فى دارفور غير الذى وقفتة منذ العام 2003، ونقول لسعادة الامين العام للجامعة العربية وبطانتة ان رسالتكم قد وصلتنا بوضوح كما وصلت اللذين من قبلنا فى السودان الجنوبى فأستعدوا للتعامل مع السودان الغربى ومن بعدة الشرقى وبعده توحدوا كأبناء النيل الشمالى لكى تحققوا للسيد الطيب مصطفى دولتة العنصرية التى ظل يحلم بها منذ عقود مضت.
عبدالعزيز يحى (دانفورث)