حكومة جنوب السودان تعلن عن برنامج طموح لبناء الطرق
يكلف 6 مليارات دولار ويربط 13 ألف كيلومتر من الطرق المعبدة
أعلنت حكومة جنوب السودان مشروعا طموحا لبناء طرق لربط المناطق النائية في المنطقة الشاسعة شبه المستقلة بجوبا عاصمة الجنوب. يأتي المشروع الذي يتوقع أن يتكلف أكثر من 6 مليارات دولار في حين ينتظر الجنوب النتائج الرسمية لاستفتاء أجري هذا الشهر على الانفصال. وتشير النتائج الأولية إلى فوز ساحق لمؤيدي الاستقلال. وقال وزير النقل في جنوب السودان أنتوني ماكانا إن بناء طرق جديدة خطوة مهمة لعلاج الدمار الذي لحق بالجنوب خلال الحرب الأهلية مع الشمال التي استمرت 22 عاما. وأضاف: «لم نرث شيئا على الإطلاق، لكننا أعدنا تأهيل 7350 كيلومترا من الطرق غير المعبدة خلال السنوات الخمس الماضية، ولدينا طرق معبدة في أربع بلدات كبرى في جنوب السودان».
كما أصبحت جميع شبكات الاتصالات والطرق في الجنوب في حاجة ماسة للتطوير في أعقاب الصراع الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 2.5 مليون جنوبي.
وستبدأ أغلب مشروعات البنية الأساسية المقررة من الصفر في جنوب السودان الذي يماثل فرنسا في مساحته حيث لا يوجد في المنطقة سوى 60 كيلومترا من الطرق المعبدة.
وقال ماكانا: «هدفنا الفوري هو ربط جنوب السودان بثلاثة عشر ألف كيلومتر من الطرق. ولكي نربط كل الطرق في جنوب السودان.. كل قرية بكل بلدة.. نحتاج إلى 13 ألف كيلومتر. بنينا حتى الآن 7000 ويتبقى ستة آلاف أخرى ليصل الإجمالي إلى 13 ألفا، وهذا سيلبي حاجتنا الأساسية من الطرق». لكن الجنوب سيحتاج إلى إنفاق ضخم لتمويل مشروعات البنية الأساسية من طرق ومحطات لتوزيع الكهرباء. ولا سبيل لتوفير الطاقة الكهربائية إلا باستخدام مولدات تعمل بوقود الديزل حيث لا توجد شبكة وطنية، كما أن المياه الجارية شحيحة في مناطق كثيرة. وقال ماكانا: «ميزانية الطرق هي ثاني أكبر ميزانية في الحكومة لكنها ليست كافية. نحتاج ما بين ستة مليارات وسبعة مليارات دولار لبناء هذه الثلاثة عشر ألف كيلومتر من الطرق والجسور. مصدر دخلنا هو في الأغلب عائدات النفط إلى جانب العائدات غير النفطية التي نجمعها، لكنها لا تزال غير كافية». ويأتي 98 في المائة من دخل الجنوب من بيع النفط. وتعهد المانحون؛ ومنهم بريطانيا والولايات المتحدة، منذ عام 2005 بتقديم مساعدات تزيد على أربعة مليارات دولار لتطوير السودان ككل. وضخت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والبنك الدولي أكثر من 700 مليون دولار في مشروعات بالجنوب وحده وملايين أخرى في مناطق حدودية بين الشمال والجنوب.
* خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية