اهداء :الى عمال الشحن والتفريغ بمدينة بورتسودان

عبق الرصيف

ناصح أمين

اهداء  : الى عمال الشحن والتفريغ بمدينة بورتسودان    

إلي مدينة تطل باهرة وساحرة

خلفها عتمة من الظــــــــــلام

والجياع والحق المضـــــــاع

الـــــدم المــــــــــــــــــراق

في ســــاحة للشهــــــــــداء

دون خيمــــــة للــــــعزاء

وحاكم من جنس الدم المشاع

لايروقه منظــــــر الجياع

من جلـــــــــــــــــــــــــدته

بعد أن ظلل الزجــــــاج

وخلفه الحياة وارفـــــــــــــة

بالظلال وكل شئ حـــــــلال

والعالـــم في منتهي الانسجام

يكفـــــه كــــي ينـــــــــــــــام

لايهمه من نام ومن صحـــــا

ومن شـــــــــــــكي ومن بكي

 في ريفنا البعـــــــــــــــــــــــيد

أوحتي عند قصره المنيف

وظلـــــــــه الــــــــــــــــــــوريف

فالــحاكم قد نســــي البداويت

والشحـــن والتفـــــــــــــــــــريغ

من زمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــن

أغلق الكــــلات والمخــــــــــــازن

وجمـــــــــل ا لرصيف والكورنيش

بألوان زاهـيات وفنارات اسرات

والمدينة لم تزل تضج بالـغربـــــاء

والغربان في كوريا وديم عـــــرب

ترب هــــــــدل وراس الشيطان

الذي أوصد المخـــــــازن بأحكام وكمـم

الأفـــــــــــــواه والخــــــــــــــــيام

ليترك

المكان للفئران والجـــــــــــــزران

ويذهب الجميع الي سلبونا وطردونا

وزقلونا ان لم يكن راس الشيطان

رائقا لهـــــــــــــــــم فالاحياء عند

الحـــــــــــاكمين سواســـــــــــــية

مادامت الحافلات عند كل ناصية

فالمدينة أضحت عصريةوعاصية

والحــــــاكم اسلامه مشـــــــهود

وبيتــــــــــــــه ممـــــــــــــــــدود

ورصيفــــــه شاهدعلي الحكمـــة

والــــــورع والخـــــــــــــــــــلود

ورصيده بلا حـــــــــــــــــــــــدود

وقــــــد بني الحاكم الأرصفـــــــة

الجميلــــــةوالحــدائق بنية نبيلة

للعشـــاق من جوعي المـــــدينة

حتي ينسي الناس الشحــــــــــن

والتفـــــــريغ والعـــــــــــــذاب

ويســــــــدل الســـــــــــــــــــتار

علي الجــوعي والأحجاروالرمال

مثلماهوحال كل المدن القديمة

في بيزنطة ورومــــــــــــــــــا

لاحوجة للفقـــــــــراءوالنبلاء

مجتمعين في مدينة يتيمـــــة

والرمل والأحجـــاروالتجــــــــار

والحـــــــــــــــــــــاويات والالات

اباءنا الجدد بعد أن طوت المدينة

ذكري اباءنا الحزينة القديمة

ان شئت سمي الالات بالبداويت

فلا فرق بين الالات وعمال الشحن والتفريغ

فنحـــن في الألفــــــيـة الثالثة

فلندشـن عصرنا الجديد بالحديد

وساقط النشـــــــــــــــــــــــيد

لتسقــط الكــــــــــــــــــــــلات

ويصمت ابائنا القدامي للأبـــد

فهذه مشـــــــيئةالالــــــــــــه

فلنسبح ونشكـــرالالــــــــــه

قرب عمارات شاهدة وشاهقة

فالبداويت عندك ياســــــــيدي

تورث التعـــــــــــــــــــــــاسة

ولاحوجة لتذكر الناس بالتنوع

والكياســـــــــــــــــــــــــــــــة

وعلي العموم لاحوجــــــــــــــة

للهموم وتعدداللــــــــــــــــغات

والتصــــــــــــــــالح مع الذات

فهذه موضــــــة قديمــــــــــــــة

ودعــــــــــــــوة يتيمـــــــــــــة

انتهت مع الأسكـــندرالأكــــــبر

وبيزنطــــــــة ورومــــــــــــــا

فالتنمية والحــداثة عندحاكمنا

تجلب  التعاســــــــــــــــــــــــة

فالتتوضأ المدينة من الفقروالجريمة

عند كل مســــــــــــــــــــــاء

ولتخـــرج بحلــة بهيــــــــــــــــــة

فالفقــــراءفي أسوار فقهك

جلــــــــــــــــــهم من الأرزقيــة

لم يفهـــــــــــموا العصـــــــــــــــــــر

ولم يدخـــــــــــــــلو القصــــــــــــــر

وعطشي قـــــــرب البحـــــــــــــــــــر

وتبقي للحـــاكم شئ وحيد وفــــــريد

أن يبني الأســـــــــوارليبعد الريف

عــــن المـــــــــــــــــــــــــــــــــدينة

وكل مايجلب العاروالهزيمــــــــــة

فليصمـــــــت كل من يتضــــــــرع

للمولي بأن يطعـــــــم الخــــــــــلق

مــــــــــن المجــــــــــــــــاعـــــــــة

وبأن يوقف  الفاقــــــــــــــــــــة

مادامت المــــــــــــــــــــــــــدينة

تمتع بالسحــــــــــروالأناقـــــــــة

سمعـــــــــــــــاوطاعـــــــــــــــــة

والحوانيت ملا بالبضاعــــــــــــة

والمســـــــاحيق والمكــــــــــــياج

وكل حديث عن الفقـر شئ مصطنع

الا مــوج البحـــــــــــــــــــــــــــر

ولــــــــــــــــــــــــــــون الأرض

وأحــــــــــزان النســــــــــــــــــاء

في الصــــــــــــــباح والمســـــــاء

وجوقــــــــــــــــــة الفقـــــــــــــــراء

لنصـــــــــــــــــلي جمــيعــــــــــا

بجميع اللغـــــــــــــــــات الجميلات

بالعــــــــــــــربي وبالبداويـــــــــــت

ولننســــــــي ضيق المــــــــــــــدينة

وحـــــــــــزن المـــــــــــــــــــــــدينة

امتدادهـــــــــــــــــــــــــا الي الريف

وعــبق الرصـــــــــــــــــــــــــــــــيف

ودفء الخـــــــــــــــــــــــــــــريف

 
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *