صالح عمار: أجراس الحرية
أغلقت السلطات بولاية البحر الأحمر صحيفة “برؤوت” المقربة من والي الولاية وحزب المؤتمر الوطني، بينما تمّ اعتقال أحد صحفييها علي خلفية كتابات وردت على صفحاتها دعت لقيام دولة مستقلة بالشرق، وانتقدت زيادات الأسعار الأخيرة.
ووفقاً لشهود عيان فإنّ مباني الصحيفة ظلّت مغلقة طوال يوم أمس، في وقت دخل فيه اعتقال الصحفي بالجريدة عبد القادر باكاش يومه الثالث. وكان باكاش قد انتقد بشدة ما وصفه بتهميش الشرق واستهداف المركز له، ودعا في مقال بالصحيفة باسم “البيان الأول” لدولة مستقله بالشرق؛ قال إنّ لها “فرص مقومات دولة كبيرة” حسب تعبيره، فيما لم يصدر من السلطات أي توضيح حول إغلاق الصحيفة واعتقال باكاش.
في السياق استنكرت نظارتي عموم الأمرأر والهدندوة في بيانين منفصلين أصدرتهما ما ورد بالصحيفة ونفوا أن يكون رأي صحفييها، باعتبارها ناطقة باسم الحزب الحاكم، واتهموا قيادة الحزب بالولاية بالوقوف وراء ما ورد بالصحيفة، وأكّد البيان تمسك القبيلتين بوحدة السودان.
في الأثناء، استمر الجدل وسط المواطنين والتضارب في تصريحات المسؤولين بالولاية حول أسباب غياب الوالي عن السودان، ففي تصريح لصحيفة أمواج الصادرة ببورتسودان أمس أفاد نائب رئيس المؤتمر الوطني والمجلس التشريعي بالولاية محمد طاهر أحمد حسين أنّ الوالي في زيارة للعاصمة السعودية بغرض إجراء فحوصات طبية وأنّ “نتائج الفحوصات جاءت مطمئنة” وسيعود لبورتسودان الأسبوع القادم، فيما كان الوالي بالإنابة صلاح سرالختم قد نفى لـ (أجراس الحرية) أمس الأول مرض الوالي وأوضح أنّه في مهمة رسمية “سيعود منها متى ما انتهت”. وأضاف وزير البيئة بالولاية عبد الله كنه في نفس السياق لـ (أجراس الحرية) أنّ مايعرفه أنّ الوالي غادر السودان “للقاء مستثمرين بكل من قطر والسعودية”.
جدير بالذكر أنّ شائعات قوية تتحدث عن خلاف للوالي مع مسؤولين في الحكومة المركزية _ حول المساعدات والأموال المقرر تخصيصها للشرق من قبل مؤتمر المانحين بالكويت _ كانت سبباً في خروجه غاضباً وغيابه عن حضور زيارة الرئيس للولاية وكارثة الفيضانات الأخيرة.