رئيس البرازيل لولا دا سيلفا..ورئيس السودان عمر البشير
رئيس البرازيل الخامس والثلاثون إسمه بالكامل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا انتخب رئيسًا في عام 2002، ثم أعيد انتخابه سنة 2006 فاز بنسبة 60% من أصوات الناخبين البرازيليين في إنتخابات حرة ونزيهة وبمراقبة دولية.. ليست مخجوجة كإنتخابات عمر البشير الأخيرة .
الرئيس لولا دا سيلفا كافح الحكم العسكري في البرازيل وترأس خطاب لنقابات العمال الصناعيين، وكانت خطاباته مشجعة ضد الحكومة فأدى ذلك إلى احتجازه لمدة ثلاثين يوم. وفي عام 1981 حكمت علية المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 3 سنوات ونصف بتهمة التحريض، ولكن أطلق سراحة في عام 1982. وفي نفس العام شارك في أول انتخابات لحكومة ساو باولو ولكنه خسر. وفي عام 1984 شارك مع “أوليسيس غاماريس” في حملة انتخابية لإعاده الديمقراطية في البرازيل وعودة حق الرئاسه المباشرة، وقد حققت هذه الحملة نجاحًا في الانتخابات الرئاسية لعام 1984. وفي عام 1986 انتخب نائبًا عن ولاية ساو باولو، وفي عام 1988 شارك في صياغة الدستور. وفي عام 1989 عقدت أول انتخابات رئاسية مباشرة منذ الانقلاب العسكري في عام 1964
بعد أن حققت حكومة لولا دا سيلفا نجاحات لا تحصي ولا تعد في مجالات التنمية والإقتصاد والتعليم ورفاهية العيش للشعب البرازيلي ,انتشل رئيس البرازيل لولا دا سيلفا 20 مليون برازيلي(نصف تعداد سكان السودان) من براثن الفقر ورفض تعديل الدستور للبقاء في الحكم اكثر من فترتين رئاسيتين وسلم الحكم في الأول من يناير 2011 لخليفته في الحزب رئيسة البرازيل المنتخبة ديلما روسيف والتي أصبحت أول سيدة تحكم البرازيل .
ودّع الشعب البرازيلي الرئيس لولا دا سيلفا بالدموع لما قدمه لهم من ديمقراطية انتزعها من الحكم العسكري لحكم ديمقراطي, جعل كرسي الرئاسة ممكناً لكل من يجد في نفسه الكفائة من الشعب البرازيلي لتقلد المنصب عن طريق صناديق الإقتراع وجعل من البرازيل دولة ديمقراطية بعد ان كانت بوليسية, فهنيئاًً للشعب البرازيلي بقادة يصنعون الأمل لشعوبهم .
عندما رفض رئيس البرازيل لولا دا سيلفا الجلوس بجوارالرئيس السوداني عمرالبشير في حفل غداء للرؤساء في الدوحة, أدركت أن رئيس السودان اصبح (كأضحوكة) بين رؤساء العالم (الديمقراطيين) كيف لا والرئيس عمر البشيركذب علي الشعب السوداني من أول بيان إغتصب فيه السُلطة في يونيو 89 (إذهب للقصر رئيساَ)
حقاً للرئيس لولا دا سلفا كل الحق بعدم الجلوس بجوار رئيس قاتِل لشعبه بكل غبينة حتي أصبح مطلوباً بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور من المحكمة الجنائية الدولية .
في كل الأحوال لا مُقارنة بين الثري والثُريا ,الرئيس المحبوب الأكثر سياسي شعبية في العالم يغادر رئاسة البرازيل دون إراقة قطرة دم بينما الرئيس البشيرمستعد للبقاء في الحكم مدي الحياة, أباد وشرد مئات الآلاف في دارفوروسيفصل جنوب السودان في خلال الأيام القادمة دون ادني تفكير في هذا الأمر الجلل وسيكون وصمة عار علي الرئيس البشير وسيكون لإنفصال الجنوب ما بعده علي السودان.
خطابات البشير الأخيرة تؤكد ان امراً جللاً سيقع علي شعب السُِودان, وما رسائل البشير الملغُومة الا راس جبل الجليد, نسأل الله ان يحمي شعبنا من هذا النظام وان يهبنا رئيس بحكمة لولا دا سيلفا
عبد المجيد هاشم
يناير 2011