في عام من الأعوام وأثناء رحلة تجارية للعاصمة التشادية إنجمينا إلتقيت بشباب غر من كل ولايات السودان من الشمال والشرق والغرب والوسط في البدء صادفت إثنين منهم في مطعم إبراهيم الجعلي الكائن في شارع نميري الشهير داخل العاصمة التشادية وبعد تناول عشاء (مُجهبظ) بالأسماك وأثناء الحساب سمعت أحدهم يقول للآخر وبعدين يا باشا لمتين حنظل كده ؟ وهنا أخزني فضول للتعرف عليهم ومحاولة مشاركتهم هذا الهم وبعد ان سلمت عليهم قلت لهم يا شباب انا عازمكم مشروب (جي) وهو عبارة عن فاكهة طازجة مخلوطة بشيئ من الحليب والسكر والثلج وأثناء جلوسي معهم حكوا لي مآسي إنسانية تعلقت بفصلهم من جامعة الخرطوم كلية الإقتصاد والعلوم السياسية والسبب فقط لمشاركتهم في ركن نقاش يتناول حال السودان ومآلات المستقبل ويحكي لي حسام الدين وهو من أبناء الشمالية بأنه وبعد فصله لم يجد بُداً من مغادرة السودان بعد حوادث إغتيالات الطلاب وعندما وجدوني متأثراً لضياع مُستقبلهم التعليمي وخسارة أسرهم الصغيرة لهم وخسارة الأسرة الكبيرة السودان الوطن الذي يحتضر وأبناءه مشردين في مشارق الدنيا ومغاربها سيخسرهم هذا الوطن ويخسر عطائهم وعقولهم ومجهوداتهم لأنهم للأسف الشديد فصلوا تعسفياً لأنهم أبدوا رأياً فقط لا غير فهذا السودان إنتهت فيه حُرية التعبير وسياسة تكميم الأفواه وظلم الطلاب أوصلت أولئك الشباب لحال يُرسى لها فمن مقاعد الجامعات الي العمل كجرسونات في المطاعم هذا لمن كان محظوظاً وهنالك من لم يجد حتى مهنة الجرسون وبينما كنت أفكر في طريقة لتقديم العون لهم قالوا ليّ ونزيدك يا عبد الله من الشعر الأبيات فنحن لسنا الإثنين فهنالك إخوة آخرون موجودين هنا لا حول لهم ولا قوة حتى ان بعضهم حاول السفر الي جنوب إفريقيا عبر الكميرون والغابون ولكنهم فشلوا بعدما سمعوا من القنصلية الكميرونية وهي ترفض منحهم الفيزا بحجة ان السلطات الغابونية او شرطة حدودها قد أعدمت مجموعة من المتسللين وذلك بدفنهم أحياء !! إذن هذا هو حال دكاترة الغد وساسة الغد وعلماء الغد وهذا هو حال أبناء هذا الوطن وأنا إن حاولت أكتب عنهم فلن تنتهي القصة هنا فهنالك مآسي كثيرة تتحدث عن نفسها في عواصم دول الجوار فيا أهل الله هولاء المفصولين تعسفياً يحملونكم رسالة في غاية الأهمية بضرورة وقف هذا النزيف وقرع أجراس الإنذار امام مسامع المسئولين بالدولة لوقف هذة الممارسات المُجحفة بحق اولئك فهل أنتم تسمعون اللهم إني قد بلغت فأشهد ، اللهم إني قد بلغت فأشهد ، اللهم إني قد بلغت فأشهد
عبد الله بن عُبيد الله
ولاية إنديانا
الولايات المتحدة الأمريكية