مئات الجنوبيين السودانيين يصلون الى جوبا للمشاركة بالاستفتاء «الحركة الشعبية»: النفط مقابل الوحدة غير كاف

مئات الجنوبيين السودانيين يصلون الى جوبا للمشاركة بالاستفتاء
«الحركة الشعبية»: النفط مقابل الوحدة غير كاف

شددت «الحركة الشعبية لتحرير السودان» على أن عرض الرئيس عمر حسن البشير «النقط مقابل الوحدة» جاء متأخراً وغير كافٍ، وذلك في وقتٍ وصل مئات الاشخاص الذين غادروا شمال السودان مع اقتراب الاستفتاء على استقلال الجنوب المقرر في يناير المقبل الى جوبا عاصمة الجنوب بعد رحلة استغرقت اسبوعين على متن زوارق في نهر النيل.

ورحبت «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بتأكيد الرئيس السوداني عمر البشير استعداده للتخلي عن حصة شمال السودان في نفط الجنوب إذا صوت الجنوبيون لصالح الوحدة لكنها اعتبرت هذا العرض «متأخرا وغير كافٍ» ودعت البشير إلى اتخاذ موقف مماثل لحل قضية أبيي.

وقال القيادي في الحركة ونائب رئيس البرلمان السوداني أتيم قرنق في تصريحات تلفزيونية أمس إن «استمالة الجنوب للوحدة ليست قضية نفط وإنما قضية مبادئ وردت في دستور جمهورية السودان للعام 2005». وأضاف أن «التحول الديمقراطي لم يتم كما أن قضية حقوق الإنسان ليست مرعية».

من جهته، قال أمين الدائرة السياسية في حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم إبراهيم غندور إن عرض البشير «ليس متأخرا ولكنه جاء في الوقت المناسب مع نهاية اتفاقية السلام الشامل وكجزء من ترتيبات ما بعد الاستفتاء». وأضاف أن العرض «يؤكد حرص المؤتمر الوطني على وحدة السودان لأن هذا الحرص ليس من أجل النفط والموارد»، مشيرا إلى أن الحزب «يتعامل مع أزمة أبيي باعتبارها قضية تمازج وتكامل بين الشمال والجنوب وليس مصدر نزاع».

توافد جنوبي

في هذه الأثناء، ذكرت تقارير إعلامية أن المئات من الجنوبيين السودانيين وصلوا إلى عاصمة الجنوب جوبا قادمين من الشمال وذلك للمشاركة في الاستفتاء على تقرير مصير المنطقة في يناير. وأفادت التقارير أنه «وفي الاسابيع الاخيرة، عاد بالحافلات اكثر من خمسين الف جنوبي يعيشون في الشمال الى مناطق جنوبية قريبة من الشمال».

ولأن الطريق البرية بين الحدود الشمالية الجنوبية وجوبا غير معبدة، فقد اضطر الاف من العاجزين عن دفع ثمن بطاقة السفر بالطائرة الى متابعة رحلتهم الطويلة على متن زوارق ليصلوا الى عاصمة المنطقة التي تبعد 600 كيلومتراً. ووصلت مجموعة اولى من مئات من الاشخاص الى مرفأ جوبا بعد رحلة استمرت 17 يوما على متن زوارق نهرية. وقالت اليزابيت ادن:

«يقولون لنا في الشمال انه اذا ما صوتنا للانفصال، لن نتسلم مزيدا من الادوية ولن يبنى لنا مزيد من المدارس. كيف نستطيع البقاء هناك؟ هنا بلد جديد. انه بيتي ولن اعود ابدا الى الشمال». ويقول مسؤولون في وكالات انسانية، ان مئات العائلات الجنوبية تنتظر منذ اسابيع في مرفأ كوستي الذي يبعد 250 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم للانتقال بحرا الى الجنوب.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *