سوزان رايس من هي وماذا تريد ؟
خالد عثمان*
[email protected]
12 أكتوبر 2010 – ملبورن – فكتوريا – أستراليا
كتب السياسي الامريكي المخضرم لورنس فريمان (Lawrence K. Freeman) في مجلة إكزكاتيف انتلجنس ريفيو (executive intelligence review) ما يلي:-
لقد أيقن القادة ، سواء في الخرطوم أوفي العاصمة واشنطن ، أن الاستفتاء على انفصال جنوب السودان ، المقرر عقده يوم 9 يناير 2011 ، لن يكون “حراً ولا نزيهأ ولا شفافاً” ولكن على العكس سوف يكون هناك فوضى ، تزوير، إهمال ، وتخويف. وكانت حكومة السودان قد أعلنت مع العديد من حكومات الدول الأفريقية الأخرى ، بأنها لن تقبل التصويت لصالح انفصال الجنوب عن الوطن السودان إذا لم يكن الاستفتاء “حراً ونزيهأً وشفافاً”. لهذا فان القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة بوضع جميع مواردها لفرض التصويت يعتبر بمثابة إعلان الحرب ضد السودان.*1
ان اكثر شخص مسؤول عن هذه السياسة هي سوزان اليزابيث رايس سفير الولايات المتحدة للأمم المتحدة في حكومة الرئيس الأمريكي باراك اوباما منذ يناير 2009 وقد عملت رايس في مجلس الأمن القومي و عملت كمساعدة لوزير الولايات المتحدة للشئون الأفريقية خلال الفترة الثانية لرئاسة بيل كلينتون. وتستغل سوزان علاقاتها بالسيدة الاولى وصديقها العزيزة ميشيل أوباما للضغط على وزارة الخارجية لزعزعة استقرار السودان واغراقه مرة أخرى في حرب بسبب تصويت مزور.
يعرف عن رايس قوة شخصيتها وجرأتها في اتخاذ قرارات صدامية اذا كانت تخدم أجندتها، كما تعرف بعدائها الشديد لعمليات القتل الجماعي وتشددها في التعامل مع أزمة دارفور. كانت رايس تشغل منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية في عهد كلينتون ولم تكن تبلغ الثلاثين من العمر، وكانت من مؤيدي الهجوم الاميركي على مصنع الشفاء للدواء في منطقة أم درمان في السودان ، بذريعة انه احد استثمارات زعيم القاعدة أسامة بن لادن*2
وكان السناتور الديمقراطي السابق لندون لاروش قد ذكر في مقابلة صحفية نشرتها نفس المجلة *3
” لقد أظهر التاريخ بأن رايس “مؤمنة وتابعة للجغرافيا السياسية البريطانية على مدى العقدين الماضيين ، وانها بذلت جهودها من دون توقف لقلب نظام الحكم في الخرطوم كذلك سعت لتقطيع أوصال السودان ليصبح عدد من الدول في محاولة منها لتدمير سيادة أكبر دولة في أفريقيا. وقد كان هذا هو عين الهدف البريطاني للسودان لأكثر من قرن.”
وعلى الرغم من التصريحات الايجابية المختلفة من قبل الولايات المتحدة التي تشير الى احتمال تحسن العلاقات ، والأجواء الودية التي توفرت خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ، الا ان تدخل إدارة أوباما بشكل سافر ، لدعم انفصال الجنوب ، وتهديد الشمال بمزيد من العواقب ، والدعم العلني لمذكرة إعتقال البشير يعني ارسال رسالة واضحة إلى الخرطوم بان تتوقع حتى التدخل العسكري الأمريكي في السودان اذا لم يتم الانفصال.
ويعزي فريمان فشل السياسة الامريكية المتواصل في السودان الي سوزان رايس واتباعها في مجلس الشيوخ والي فشل باراك أوباما الذي مثله بالدمية التي تنفذ اهداف الامبراطورية البريطانية طويلة المدي لتقسيم السودان.
وكانت سوزان رايس في ختام رحلتها الي السودان قد صرحت “للاسوشيتد برس” تعليقا ًعلى حديث رئيس حكومة جنوب السودان بان الخرطوم تمارس التعطيل ، قائلة ” بحتمية إجراء الاستفتاء حتى لو عطلته الخرطوم “
وقالت رايس بأن مجلس الامن جاء الي السودان ليضع الخطوط تحت الكلمات وبأن المجتمع الدولي متحد ليتم الاستفتاء في موعده وبأن يكون متماشيا مع نصوص إتفاقية السلام الشامل.وتطرقت في حديثها الي وكالة إنر سيتي برس الي تضخيم الحكومة لاعداد الجنوبيين في الشمال والي موضوع قسمة الديون بعد الانفصال مصرحة بأنه توجد عوائق تشريعية أمام موضوع إعفاء الديون. وتحت عنوان صريح لوكالة الانباء الفرنسية بأن الجنوب يستعد للإنفصال بضغط من مجلس الأمن ذكرت سوزان رايس بأن “مؤسسات الدولة قد تم بنائها من لاشي”
لقد نجحت رايس في مساعها في فصل الجنوب ولازالت دارفور في بالها ، وجهاز مخابرات الدولة السودانية يتدرب ويتجسس لصالح وكالة المخابرات المركزية الامريكية ( CIA).!!.
* رئيس تحرير صحيفة المهاجر – أستراليا
-1-Oct. 4, 2010 (EIRNS)
-2-http://www.marefa.org
-3-See “Why Do We Call Susan Rice a Racist? Because She Is One,” EIR, Dec. 25, 2009.)