عبد الله دينق نيال مرشح المؤتمر الشعبي لرئاسة السودان لـ "الشرق": انهاء أزمة دارفور على قائمة أولوياتي في حال فوزي بالرئاسة

عبد الله دينق نيال مرشح المؤتمر الشعبي لرئاسة السودان لـ “الشرق”: انهاء أزمة دارفور على قائمة أولوياتي في حال فوزي بالرئاسة 

سأعطي منصب نائب الرئيس لأهل دارفور وحق تقرير المصير لو طلبوا ذلك
نرفض تأجيل الانتخابات والأمور تسير نحو صناديق الاقتراع بحرية معقولة
لن يحدث عنف في الانتخابات إلا إذا خسر المؤتمر الوطني واتجه لتصفية حساباته

الخرطوم — صباح موسى:
أكد “عبد الله دينق نيال” مرشح المؤتمر الشعبي للرئاسة في السودان ان اول 100 يوم من حكمه حال فوزه بالرئاسة ستكون لحل ازمة دارفور، مشيرا الى انه سيستجيب لكل مطالب الحركات بدارفور وعلى رأسها منصب نائب الرئيس، وحق تقرير المصير اذا أرادوا،
وقال في حوار خاص لـ “الشرق” ان المؤتمر الشعبي يرفض تأجيل الانتخابات، وانه سيخوضها رغم علاتها، رافضا انتقاد باقي مرشحي الرئاسة، واضاف لا اريد ان ادخل في مهاترات، ونريدها منافسة شريفة، إلا انه في ذات الوقت شن هجوما لاذعا على الرئيس البشير متهما إياه بشراء ذمم الناس من اموال الشعب، واعترف ان هناك هامشا واسعا من الحريات يتمتع به السودان الآن في ظل هذا التنافس، وان الامور تسير نحو صناديق الاقتراع بصورة معقولة. مؤكدا انه لن يحدث اي عنف في الانتخابات إلا إذا خسر المؤتمر الوطني، فانه سيحدث فوضى، وذلك لتصفية حساباته.
ولفت “عبدالله دينق” الى ان مجرد فوزه في الانتخابات سيغير كثيرا من قناعات الجنوبيين نحو الوحدة، وانه سيعمل في الثمانية اشهر المتبقية قبل الاستفتاء على جعل الوحدة جاذبة.
*ما أهم اولوياتك عندما تتسلم مقاليد الحكم في السودان؟
— سوف اركز في المقام الاول على الاقتصاد، فهو الاساس في تقديري الذي تستند اليه المشاكل الاخرى، واول شيء يحظى باهتمامي هو الزراعة، لانها تكاد تكون منهارة الآن، ونحن بلد زراعي، والنهوض بهذا القطاع المهم، لابد وان يبدأ بتوفير مدخلات الزراعة في وقتها، على ان تكون هذه المدخلات جاهزة، وسوف استعين بالخبرات الزراعية، وعلى رأسها الايدي العاملة المصرية، فانا مع التكامل المصري السوداني عامة، خاصة في مجال الزراعة، لتبادل المنافع في وادي النيل، والزراعة مربوطة بصناعات تحويلية، وهذا يخلق فرص عمل كبيرة للعاطلين وهم كثر الآن، فرؤيتي ان استغل عوائد البترول في الزراعة، التي سينشأ عنها صناعة، وهذا معناه ايد عاملة، وكلما كان فيه استقرار وتنمية اقتصادية، ستكون هناك بالتبعية استقرار سياسي، وتنمية على كافة الخدمات من تعليم وصحة وغيرها.
حياة كريمة
* ما أكثر المشاكل التي تؤرقك على المستوى الاقتصادي؟
— معاش الناس فيجب ان يمتلك المواطن البسيط قوت يومه، وتكون لديه الاساسيات الاولية من تعليم وصحة وعلاج ومأكل وملبس وأمن ليحيا حياة كريمة، كل ذلك في جو من الحريات العامة.
* على المستوى السياسي ما اولويات اهتماماتك؟
— دارفور عاجلة بالنسبة لي، ولابد من حلها سريعا، وذلك بالحوار مع اهل دارفور جميعا، والاستجابة لجميع مطالبهم، دون تحفظ، لان هذه المطالب مشروعة.
* هناك حوار دائر الان بين الحكومة الحالية وحركات دارفور ما رأيك فيه؟
— حوار جزئي لن يؤدي الى شئ، فلابد من حوار شامل يجمع كل الاطراف.
* كيف يحدث ذلك والحركات لا تريد ان تتوحد والعدل والمساواة لا ترى غيرها على الارض؟
— اجلس مع كل طرف واستجيب لمطالبه، والاستجابة في حالتهم ليست مستحيلة.
المؤتمر الوطني
* لكن كيف تستجيب لكل هذه المطالب فرادى والا يؤدى ذلك الى فوضى؟
— المؤتمر الوطني هو الذي خلق هذه الفوضى، وكان يتباهي بشق الحركات وتشرذمها، وكان وراء هذا التشرذم، والآن يريد ان يوحدها، فهذا كله مناورات
* هل ستستجيب لمطلبهم في منصب نائب الرئيس أو إذا أرادوا حق تقرير المصير؟
— سأستجيب لكل المطالب بما فيها حق تقرير المصير لو طلبوه، او طلبوا الاقليم موحدا سأوافق.
* ولمن ستعطي منصب نائب الرئيس في ظل كثرة الحركات فالكل يقول انه من حقه هذا المنصب؟
— وقتها الناس في دارفور هي التي تقرر وفق انتخابات من يستحق هذا المنصب
* ما هي المدة التي يمكنك فيها حل ازمة دارفور بهذه الرؤية؟
— الوصول لاتفاق في دارفور لن يأخذ اكثر من شهر.
الانتخابات
* هناك مجموعة من تحالف جوبا للمعارضة تطالب وتلح الآن في تأجيل الانتخابات. ما موقفكم في المؤتمر الشعبي من هذا التأجيل؟
— نحن نرفض تأجيل الانتخابات، وقررنا ان ندخل الانتخابات بعلاتها، لكن هدفنا الاساسي هو مساحة من الحريات، مع تداول سلمي للسلطة، ولا مجال للتأجيل الآن، فلابد ان نثبت هذه الحريات وتوسيعها بالاقتراع.
* لماذا عزفتم عن فكرة مرشح موحد للمعارضة؟
— لان فكرة مرشح موحد من البداية ستعطي فرصة كبيرة للمؤتمر الوطني بالفوز، ولذلك قررنا في تجمع جوبا ان نشتت الاصوات في الجولة الاولى.
الجنوب
* وماذا عن الجنوب في اجندتك فالفترة التي ستتبقى بعد الانتخابات عن الاستفتاء 8 اشهر، وهي قليلة جدا لجعل الوحدة جاذبة؟
— مجرد فوزي سيبدل قناعات كثيرة لدى الجنوبيين على ان هناك املا فانا جنوبي وعندما افوز برئاسة السودان، هذا سيكون معناه كبيرا للجنوبيين، لان فوزي سيكون حدثا تاريخيا بالنسبة لهم. واعتقد ان المجتمع الدولي سيقف مع تجربتي، وسوف يحدث تخلخل في قناعات كثير من الجنوبيين، وبعد ذلك سأعمل في الفترة المتبقية رغم صغرها كما قلت، لكن مجرد البداية في احداث مشروعات تنموية كبيرة بالجنوب، وهذا سيعطي احساسا كبيرا بحسن النية والطمأنينة، وسأعمل على وقف الاحتكاك بين القبائل في الجنوب بتوعية الناس، وتوفير البنيات الاساسية، وخلق برامج تنموية لملء فراغ الناس، حتى نستوعب طاقات الشباب بالجنوب، فلابد من مواعين لهذه التنمية، ولابد من برامج حقيقية على الارض، لتقلل من هذه الاحتكاكات، فالوقت الذي ضيعه المؤتمر الوطني كبير بالجنوب، فهم اهدروا فرضية جعل الوحدة جاذبة بسياستهم الخاطئة.
* تقول ان فوزك بالرئاسة وانت جنوبي سيعطي فرصة كبيرة للوحدة، معنى ذلك ان الحركة الشعبية بترشيحها ياسر عرمان الشمالي والوقوف وراءه بهذه القوة انها تريد انفصالا؟
— انا أرى ان الحركة بترشيحها لياسر عرمان قد قفزت فوق الجهوية، والقبلية، واصبحت نظرتها قومية، وانها تقفز فوق العنصرية، ولا ارى ان الحركة بترشيحها لعرمان تريد انفصالا بل بالعكس هذا تدعيم للوحدة.
ميثاق شرف
* ما رؤيتك لباقي المنافسين على منصب الرئاسة، وما الذي ينقصهم ليكونوا هم الاكثر حظا بالفوز؟
— لا اريد ان انتقد المنافسين، ونريد ان تكون المنافسة شريفة، فلدينا ميثاق شرف بتنفيذ اتفاقية نيفاشا، وبسط الحريات العامة، ولسنا بصدد الدخول في مهاترات في نقد بعضنا البعض.
* هل الرئيس البشير ايضا ضمن هذه المنافسة الشريفة؟
— لا، لان البشير يستعمل المال العام في شراء ذمم الناس، للتصويت للمؤتمر الوطني، وهذا امر فاسد، ونريد ان ينأى الناس عن مثل هذه الافعال، حتى تكون الانتخابات حرة نزيهة شريفة.
* ما امكانية حدوث تزوير للانتخابات في ظل وجود هذا الكم الكبير من المراقبين الدوليين والمحليين. ألا تثق في هذا العدد الكبير من الرقابة الدولية؟
— نثق طبعا في الرقابة الدولية، لكننا لا نثق في اجراءات المؤتمر الوطني، وسوف نقيم التجربة اثناء الانتخابات، لنرى ماذا حدث بالضبط.
المفوضية
* لماذا تشككون دائما في اجراءات مفوضية الانتخابات على الرغم من ان رئاسة المفوضية قد تشكلت من مجموعة مشهود لها بالحياد والنزاهة والاستقلالية بشهادة الجميع؟
— لا نشك في سلوك الافراد بالمفوضية، ولكن سلوك المفوضية اجمالا به اخطاء.
* هل من الممكن ان تعطي لنا مثالا؟
— مثلا قانون الانتخابات ينص على ان الناس يسجلون في اماكن سكناهم، ولكن المفوضية سمحت للقوات النظامية ان تسجل في اماكن العمل، وهذا مخالف، وايضا هناك مادة بالقانون تتحدث عن دعم الاحزاب، والى الآن لم نتلق اي دعم، وهم يتركون للحزب الحاكم ان يتصرف في اموال الدولة، ونحن ليس لدينا سوى امكاناتنا البسيطة، وهي لديها عدد من المليارات 57 % من الدولة، 43 % من الدول المانحة.
* انت كمواطن جنوبي من هو الاصلح لقيادة الجنوب سلفاكير ام لام اكول؟
— ليس لدي صوت بالجنوب حتى اقرر من الاصلح
* من غير تصويت من هو الاصلح في تقديرك الشخصي؟
— المواطن الجنوبي هو الذي سيقرر من الاصلح وسوف نحترم هذا الرأي وقتها.
* ما تعليقك على الجو الموجود الآن قبل الانتخابات. هل هناك حريات كافية؟
— نعم هناك حريات الى حد ما، والآن الامور تسير نحو صناديق الاقتراع بصورة معقولة، الا اذا حدث طارئ؟، لكن البشير مازال يتمتع بفرص اكثر بظهوره المتكرر في وسائل الاعلام، واستخدام امكانات الدولة في نقله من مكان لمكان بالطائرات، وتسخير كل امكانات الدولة لحملته.
عنف وفوضى
* ما هذا الطارئ هل تتوقع حدوث عنف في الانتخابات؟
— من ناحيتنا المؤتمر الشعبي قومي، وينبذ العنف، وكذلك الآخرون في تحالف جوبا، ونتوقع ان تسير الامور بهدوء وسلام، إلا إذا خسر المؤتمر الوطني من الممكن ان تكون هناك احداث عنف وفوضى منه، لتصفية حسابات، لكننا من جانبنا سنلزم قواعدنا بالهدوء.
* كيف يستطيع المواطن البسيط ان تتم هذه العملية الانتخابية المعقدة بنجاح فى ظل وجود 8 مرشحين على مستويات مختلفة في الشمال، 12 مرشحا على مستويات اخرى بالجنوب؟
— نعم هذه مشكلة بالفعل ولفتنا نظر المفوضية لها على ان تكون هناك توعية للمواطنين بكيفية الانتخاب، ولكن الوقت ازف، ولذلك نتوقع ان يكون هناك اصوات كثيرة تالفة.
* بعض المراقبين يرون ان المؤتمر الوطني نجح في تسجيل عدد كبير من اتباعه في وقت كانت فيه المعارضة عازفة عن الدخول في الانتخابات؟
— هذا الكلام غير صحيح، نعم عزفنا في البداية، لكننا قررنا الدخول ولذلك طالبنا بمد فترة التسجيل وزادت النسبة من 8 ملايين تقريبا الى 16 مليونا بعد قرارنا.
المجتمع الدولي
* في تقديرك هل المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة سيعترف بالحكومة المنتخبة ايا كانت حتى ولو كانت الحكومة الحالية؟
— الامريكان مع التحول الديمقراطي، وايا كان الفائز طالما جاء بانتخابات حرة نزيهة سيتعاملون معه.
* المؤتمر الوطني يؤكد ان البشير سيفوز بنسبة 80 % فبنسبة كم تتوقع ان تفوز انت؟
— انا لا اريد سوى نسبة الفوز 50%+1
* ماذا ستفعل لو فزت بمنصب رئيس السودان؟
— سأسعى لتنفيذ نيفاشا حتى اطمئن الجنوبيين، باننا ملتزمون بالاتفاقية، وسوف ابني الثقة معهم في البداية بمشروعات تنموية.
* المائة يوم الاولى من حكمك لمن تخصصها؟
— اذا كانت ازمة دارفور مازالت قائمة سأخصصها لدارفور حتى اخلص السودان من هذا الصداع.
تكامل
* ما اول دولة ستزورها بعد توليك الحكم؟
— مصر التي سأعمل على تحقيق تكامل معها، وسأفعل قانون الحريات الاربع، لتكون هناك حرية حركة، وسأبني الطرق مع مصر، فانا خريج جامعة الازهر، وعشت بمصر كثيرا، وسأعمل مع تطبيع كامل معها فلها الاولوية الاولى في اجندتي الخارجية بجانب جميع دول جوار السودان.
* هل لديكم رسالة تود توجيهها عبر هذا الحوار؟
— اقول ان كل شئ وارد في العمل السياسي، وفي النهاية نريد ان يكون السودان آمنا مستقرا، وان يتحقق السلام الشامل، وان تستفيد البلاد من كل الموارد، ونريد لكل سوداني ان يملك قوت يومه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *