إكسير وحدة السودان
الأولية القصوى لمعظم السودانيين اليوم هي الحفاظ على وحدة السودان بأي شكل من الاشكال ذلك لان إجراء الانتخابات سيتمخض عنها فوز مرشح ما وعلى وجه هذا الفائز سيترتب عليه مصير وحدة البلاد . بالنظر الى المؤسسة التقليدية للسياسة السودانية سيراهن المرء على إستدامة المنظومة الحاكمة لبضع سنين أخرى , حتى لو تفضى تلك الحالة الى تفتييت البلاد ذلك لأن السياسة لا تعمل إلا بمعادلات القوة . فالقوة الشعبية الراهنة مشتتة في كل ناصية ولا يستطيع احد من القيادات القديمة فعل شيئ حيالها لأنهم هؤلاء , ببساطة ” بضاعة مستهلكة ومستعملة ” .. الجميع مطلع ومختبر للديباجة السياسية لهذة الاحزاب التقليدية أو اليمينية أكثر من مرة , ويؤسف المرء أن يرصد في ذيل هذة القائمة أسم السيد أبراهيم نقد زعيم الشيوعيين على أنه حزب يساري بحبر سائل ,لا يمت الى الفكر التقدمي بشيئ . لذا الفرصة مثالية للحزب الحاكم لفرض إرادته على الارادة المشتتة . يمكن فعل شيئ حيال هذا الامر وهو أن تتحالف هذة الاحزاب التقليدية مع مرشح الحركة الشعبية ” القوة السياسية الوحيدة الغير ممزقة ” لطالما تعلم بأن فرصها معدومة بالأساس.. وهذة ستكون الخطوة الاولى لتحرير السودان من إختطافه كرهينة في قبضة حزب المؤتمر الوطني لأكثر من عقدين وهي خطوة تخدم مستقبل إذدهار الممارسة الديمقراطية .
نحن شعب نجل قادتنا وهذة سمة جيدة ولكن لا ينبغي أن تتجاوز هذة المعاملة حدود الاحترام الى حد التبجيل و التقديس .. فمهما بلغ القيادي حدود الجبروت فهو سيعجز ان يمارس هذة السلطة إلأ بإرادة الشعب بالذات, فهو بوضوح يستمد هذا النفوذ والقوة من خضوع الناس . المشير البشير مثلا يعرف تماما الآن ان مصلحة وحدة السودان يقتضي منه أن يتنحى جنبا بعد عشرين سنة من المحاولات العنيفة لتطوير السياسة والحكم في السودان والنتيجة مؤلمة و مخيبة للجميع حتى لو يرقص البعض مع المشير حول المصائب والخيبات .
ترشيح عرمان في هذا التوقيت المفصلي للسودان ينبغى ألا يفسر فقط بالصدفة .. قليلون من الشمال إنضموا للحركة الشعبية بقيادة الدكتور غرنق وهذا يثبت على ان عرمان شخصية جريئة في مواجهة الحقائق و تجاوزالتقاليد البالية فهو يمثل الوجه الحقيقي للتغيير. فالشعب محب و متعطش للحرية والسلام وهو محروم منها لعقود فيجب الأ يثبط عزيمته في الإنتصار هذة القوة التقليدية الهائلة للمؤتمر الوطني في فعل التزوير .
أثبت التاريخ بان جون غرنق تم قبوله في السودان كقائد إستثنائ بلا منازع.. لأنه ببساطة لم يستسلم للتقليدين . يعرف الجميع بأن فرضية فوز المشير في هذة الانتخابات ستكون غير واردة مجرد التفكير في إفتراضها , لو قدر للدكتور غرنق خوضها ! ولكن إرث غرنق السياسي كبير وتستطيع الحركة الشعبية إستثمارها بكل جدارة في هذا التوقيت إذا ركزت جهودها بإتقان ستتمكن من إنتزاع الفوز ولا يوجد شئ مستحيل . يعتبر ياسر عرمان بالمقاييس القيادية والسياسية هو الافضل لهذة المرحلة بالذات .. فهو يمثل روح الشباب أعني الثورة والتغيير ولدى الشباب اليوم طاقات جبارة في التعبير بحرية و بالتالي تحرير الارادة من الأملاءات التقليدية , فهو يمثل كل السودان بذهنيته الحرة والمنفتحة والجريئة وهو يدرك خير إدراك التقاليد السودانية ولديه معرفة جيدة للسياسة الدولية وفوق كل هذا فهو يمثل الشخصية السودانية النسخة الأصلية .. ولا أعتقد في الظروف الراهنة ثمة مرشح افضل منه لقيادة البلاد. فبمقارنة ومعادلة بسيطة مع كل منافسيه لا يوجد احد من ينافسه في المؤهلات القيادية والشعبية والسياسية فهو الوحيد الذي يمثل السفر الذي لم يختبر في السودان . ويعرف الجميع ايضا ان كل النزاعات الكبيرة العنيفة ستخمد في السودان بمجرد فوزه .. أعتقد هذة هي الغاية الاساسية للسياسة في السودان ” بند الأمن والسلام ” وحده كافي لمن يفترض بانه مؤهل بأن يضمن تحقيقه . ويعتبر فوز عرمان أمر حتمي بعامل هذة المعادلة .ولكننا نعرف الوجوه الاخرى لحقائق السياسة الواقعية وعليها يجب التأسيس و الإنطلاق.
كيسر أبكر
[email protected]