علي الحاج يكشف براعة الحركة الاسلامية في “التمويه” حتي استحقت اسم “الحركة الحربائية ” بجدارة
بعد تاكيده لاحتلال “التمويه” حيزا ضخما في استراتيجية الحركة الاسلامية وذلك في لقاءات متكررة مع الصحفي عبد الوهاب همت بعنوان “حوار الاسرار” بموقع سودانيزاونلاين , كرر علي الحاج كلمة “تمويه” اكثر من ثلاثين مرة وهو يسرد وقائع وملابسات التحضير والتنفيذ لانقلاب يونيو 1989 الذي جاء بالاسلاميين الي الحكم ولازالوا متشبثين به . وعلي الحاج , الذي يمتلك اسرارا نري انه لابد ان يبوح بها قبل فوات الاوان ويذوق الذي كلنا ذائقوه عاجلا ام اجلا , ولا يدعها “مستورة” , لانها , أي هذه الاسرار , اضحت ملكا للسودانيين ومن حقهم معرفتها علي الاقل من قبيل التاريخ والعبرة والموعظة , علي الحاج هذا ظل الرجل الثاني الفعلي للحركة الاسلامية حتي لحظة الانقلاب المشؤوم , وما يسرده من حقائق لابد انها ذات ثقل كبير لدي انصار وخصوم الحركة الاسلامية علي سواء.
وما هالني في ردوده للاسئلة الواردة في هذه اللقاءات , هو القدر الكبير من الدهاء والمراء والكذب والمكر والخبث والخيانة – الذي جمعهم علي الحاج في كلمة واحدة هي “التمويه”- المسيطر والطاغي علي استراتيجية وافعال وتحركات وممارسات هؤلاء الذين سموا انفسهم “اسلاميين” وهم يعلمون ان الاسلام لا يدعم البتة ايا من هذه الصفات , بل ويحذر منها ويحرمها. والايات والاحاديث الداعمة لما نقول اكثر من ان نحصيها ونعدها هنا. وافعال واقوال الصحابة الائمة والعلماء تفيض امثلة ناصعة في هذا المجال.
ولئن كان التمويه هو المسيطر علي تحركات علي الحاج واخوانه قبل واثناء وبعد الانقلاب لتشتيت انظار واضعاف تركيز ضحاياهم من الاحزاب الاخري ومن العسكر من غير الاسلاميين , فلا ندري لماذا كان التمويه الذي مارسه علي الحاج وشيخه والاربع الاخرون من الستة الذين كانوا الوحيدين المطلعين علي تفاصيل المؤامرة حسب ما ذكر , علي عضوية وكوادر الحركة الاسلامية ومجلس شورتها كما ذكر علي الحاج في معرض حديثه؟ هل لانعدام الثقة بين الاسلاميين انفسهم ام ان هناك كان اكثر من انقلاب وسط الحركة الاسلامية نفسها والذي تاكد بعد مذكرة العشرة ثم بعد المفاصلة الكبري والطلاق البائن الذي افرز المؤتمر الشعبي.
والسؤال الذي يجب علي الاحزاب المغلوبة علي امرها والتي تمني نفسها الان بانتخابات حرة ونزيهة علها تنعم بديمقراطية رابعة , ان تسال نفسها استنادا علي هذا السجل الحافل بالتمويه للاسلاميين, هو :هل ظاهرة (انشقاقات!) المؤتمر الوطني في الترشيح في بعض الدوائر وزعل بعض عضويتها وانسلاخهم منها لخوض الانتخابات كمستقلين , هل هذا ايضا “تمويه” ؟ حتي اذا ما فازوا وانفض السامر عادوا الي احضان المؤتمر الوطني او استمروا كما هم مستقلين ظاهريا ومؤتمرين وطنيين في باطن الحشا؟ سؤال مشروع حقا لمن له عقل وبصيرة.
ايضا نسال انفسنا , ما مغزي ان تخرج علينا الحكومة معلنة تخُوفها من ان هناك ” جهات اجنبية تحاول التشويش علي ثلفزيون البلاد!! ” هل هذا ايضا تمويه لما سياتي لاحقا من تشويش علي التلفزيون اثناء ظهور مرشحي الاحزاب المعارضة في ما اُتيح لهم من دقائق معدودة للتعبير عن برامجهم واظهار عيوب ومثالب الحزب الحاكم , وايضا لتشويش الاتصالات التليفونية اثناء معمعة التصويت حتي تفوًت الفرصة علي مرشحي المعارضة لتسيير دفة الانتخابات, فيخسروا.
ولما كان خليل هو تربية علي الحاج وحزبه قبل وبعد الانشقاق , فانه ايضا بارع في “التمويه” .فقد ترك اخاه بالدوحة يفاوض او يتظاهر بالتفاوض ضمن متمردي دارفور مع الحكومة ,وهو , أي خليل, او مندوبه هناك في العاصمة التشادية في تفاوض جاد مع المؤتمر الوطني كما ظهر الان في ما اسموه اتفاق الحكومة وحركة العدل والمساواة !!.خيانة وخبث ومكر السيئ , ولايحيق المكر السيئ الا باهله.
اليس الاجدر بالحركة الاسلامية السودانية بعد كل هذا الزخم من “التمويه” في افعالها واقوالها وحلها وترحالها ان تسمي نفسها ” الحركة الحربائية السودانية” لانها فعلا كالحرباء بل وفاقت الحرباء تمويها وتغييرا لجلدها ولاسمها , فقد بدات باسم “جبهة الميثاق الاسلامي ” ثم صارت ” الاخوان المسلمين” ثم نزعت جلدها وعُفت ب” الجبهة القومية الاسلامية” وجاءت الي الحكم بعد الانقلاب المشؤوم لتطلق علي نفسها اسم “المؤتمر الوطني” ما لبثت ان ضاقت بنفسها علي نفسها وانشطرت لتصبح “مؤتمر شعبي” اصل واحتفظ الفرع باسم “المؤتمر الوطني”!! وغدا بعد الانتهابات ستتلون الحرباء بلون اخر وتسمي نفسها اسما جديدا ينتقونه بعناية من قائمة الاسماء التي لديهم.
محمد احمد معاذ