الترابي: أبلغت كارتر بمحدودية الحرية في السودان
قال إن الانتخابات الرئاسية زلزال حتى لو فاز بها البشير
الخرطوم: إسماعيل آدم
بدأ الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، رئيس مركز كارتر للسلام، مباحثات مع المسؤولين والقوى السياسية في الخرطوم ركز خلالها على ترتيبات الانتخابات السودانية المقرر لها أبريل (نيسان) المقبل، وأعرب عن أمله في أن تكون الانتخابات «نزيهة وشفافة». فيما أعلن أنه يبدأ اليوم نشر الكشوف النهائية للمرشحين بعد إعلان نتيجة الطعون، أول من أمس. في وقت وصف فيه الدكتور حسن الترابي، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض، السباق الرئاسي الانتخابي المقبل بـ«الزلزال». وأبلغ كارتر الصحافيين، أمس، بعد مباحثات أجراها مع الرئيس البشير بأنه حصل على تعهدات من الأخير بضمان حرية النشاط الانتخابي للمرشحين للسباق الانتخابي في كل المستويات الانتخابية، وقال إنه حصل من البشير على ضمانات بأن لا يشكل قانون جهاز الأمن السوداني المثير للجدل عائقا أمام المرشحين وهم يمارسون حملتهم الانتخابية في مقبل الأيام «ما داموا سيحصلون على إذن مسبق لممارسة أي نشاط سياسي». ويشارك مركز كارتر في الانتخابات كمراقب بنحو 60 مراقبا. ودفع الدكتور حسن عبد الله الترابي، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض، بمقترحات إلى كارتر في لقاء بينهما في منزل الأول في ضاحية المنشية بالخرطوم، تضمنت مقترحات لمعايير «موضوعية وعادلة» لتمويل الأحزاب السودانية لإدارة حملتها الانتخابية، وقال الترابي للصحافيين بعد اللقاء: «هناك وسائل يمكن أن يمول بها الأحزاب، ويميز بها الأحزاب الـ70 التي تتنافس في الانتخابات المقبلة».
وقال الترابي إنه نقل لكارتر ما وصفه بتعقيدات في الانتخابات السودانية الحالية، «حيث تجرى لأول مرة في السودان انتخابات ولائية وقومية دفعة واحدة.. إلى جانب مشاركة أفواج كثيرة من حديثي العهد بالانتخابات. وقال الترابي إنه أبلغ كارتر بـ«محدودية الحرية والمساواة في البلاد»، وأضاف: «حدثناه أن هذه الانتخابات لم يكن لها مثيل في السودان». وكشف الترابي بأن كارتر قدم له دعوة لزيارة مركزه، غير أنه لمح بصعوبة خروجه من البلاد، وقال: «ماذا نفعل مع قطاع الطرق؟».
وردا على أسئلة الصحافيين، رجح الترابي أن يكون صندوق الانتخابات المخصص للاقتراع «سيكون محفوظا والرقابة ستكون كثيفة»، وقال: «يبقى السؤال: هل يرضى الناس بالنتائج». وردا على سؤال آخر حول احتمالات تزوير الانتخابات المقبلة، قال الترابي: «صحيح أنني معارض وغاضب.. ولكن لست قدريا، فشيء أفضل من لا شيء»، وقال: «إن الانتخابات الرئاسية المقبلة زلزال حتى لو فاز الرئيس عمر البشير، خير من أن يجلس مطمئنا من دون منافسين.. الآن لديه دستة من المنافسين».
وقدم الترابي وصفا للأوضاع في البلاد في الشرق والغرب، وخصوصا الجنوب، وقال: «لو كنت في مكان الرئيس البشير لأصابني القلق.. ليس من المحكمة الجنائية، ولكن من أنه قد لا يجد نسبة الـ50% من الأصوات لتحقيق الفوز.. وقد لا يكون الثاني ولا الثالث في توزيع المسجلين على المرشحين للرئاسة».
وشكك الترابي، وهو يرد على أسئلة الصحافيين، في السجل الانتخابي في بعض المناطق في دارفور، وقال: «تحدثنا مع كارتر حول دوائر لا ندري هل بها بشر أم أسماء، إلى جانب موقف حركات دارفور من الانتخابات.. هل ستعترض الانتخابات أم تتركها تمضي».