البشير : السودان وتشاد "طويا نهائياً صفحة الخلافات"

البشير : السودان وتشاد “طويا نهائياً صفحة الخلافات”

واشنطن تؤكد أن التقارب بين البلدين سينعكس على أمن دارفور
ديبي يدعو المتمردين للعودة للبلاد والمشاركة بالحياة السياسية

الخرطوم – عادل احمد صديق – وكالات : اعلن الرئيس السوداني عمر البشير أمس ان السودان وتشاد “طويا نهائيا صفحة المشاكل” بينهما ولكن طريق السلام بين البلدين لا يزال يتطلب اجراءات ملموسة وتسوية في اقليم دارفور. وقال البشير في كلمة ألقاها في قاعة الصداقة (قاعة المؤتمرات في الخرطوم) امام الرئيس التشادي ادريس ديبي الذي بدأ الاثنين زيارة هي الاولى الى الخرطوم منذ ست سنوات، “بهذه الزيارة وضعنا حدا نهائيا للمشاكل بيننا”. واضاف “اقول لشعبينا في السودان وتشاد نحن بهذا طوينا صفحة المشاكل بيننا نهائيا واتفقنا على العمل سويا لتحقيق الامن والاستقرار وجعل الحدود بيننا منطقة لتبادل منافع”. ومن جانبه قال ديبي “جئت بقلب مفتوح ويد ممدودة لكتابة صفحة جديدة في علاقاتنا”. وتابع امام قرابة الف شخص احتشدوا في قاعة الصداقة “ليس لدي شك في ان المشاعر نفسها والارادة نفسها موجودتان لدى أخي السيد الرئيس عمر حسن احمد البشير”. وكانت العلاقات بين السودان وتشاد جيدة نسبيا لدى بدء النزاع في اقليم دارفور قبل سبع سنوات ولكنها اخذت في التدهور اعتبارا من العام 2005 عندما بدأ كل من النظامين السوداني والتشادي في دعم المتمردين المناهضين للاخر لاسباب مختلفة. ووقع البلدان عدة اتفاقات لتطبيع العلاقات غير انها ظلت حبرا على ورق خصوصا اتفاق عدم الاعتداء الذي ابرماه في دكار في مارس 2008. لكن السودان وتشاد وقعا في نجامينا منتصف يناير الماضي اتفاقية “لتطبيع العلاقات” تتضمن ملحقا اطلق عليه “بروتوكول تأمين الحدود” يقضي بنشر قوات مشتركة في المنطقة الحدودية. وقال وسيط الامم المتحدة والاتحاد الافريقي المكلف متابعة النزاع في دارفور جبريل باسولي “هذه المرة يبدو الامر جديا اذا ما نظرنا الى الالتزام السياسي”. واضاف “كنا نأمل من فترة طويلة قيام الرئيس ديبي بزيارة رسمية للخرطوم. الارادة السياسية متوافرة وهي قوية للغاية وتم التعبير عنها بوضوح والان ينبغي ترجمتها في اعمال ملموسة”. واوضح الرئيس السوداني ان مشروعات تنموية مشتركة ستقام في المنطقة الحدودية من اجل مساعدة الشعبين اللذين تضررا من الحرب الاهلية في دارفور. واكد ادريس ديبي ان “التهدئة وحدها لا تكفي والاتفاقات والبروتوكولات وحدها ايا كانت مواصفاتها، لا يمكن ان تعيد الثقة ما لم يكن هناك جهد سياسي. لقد آن الاوان لتكريس هذا السلام”. وقال “اذا كنت بينكم اليوم فليس ذلك من اجل مجرد عناق وانما اتيت لكي نحول التهدئة الحالية الى سلام نهائي”. وتعبيرا عن ترحيبه بتظيره التشادي، قال البشير “عندما ابلغنا بان الرئيس ديبي سيأتي الى الخرطوم فوجئنا ولكنها مفاجأة سارة”. واكد مستشار الرئيس السوداني لشؤون دارفور غازي صلاح الدين لوكالة فرانس برس انه “توجد الان ارادة سياسية غير مسبوقة ولكننا نعلم انها غير كافية في حد ذاتها لا بد من تطبيق عملي” من خلال تشكيل القوة المشتركة وبرامج التنمية في المناطق الحدودية. وكان الموفد الامريكي الى السودان سكوت غريشون اعتبر في مقابلة مع مساء الاثنين ان تطبيع العلاقات بين تشاد والسودان يمكن ان يضع حدا “لانعدام الامن في دارفور”. وتأثر الوضع في دارفور بالشكوك المتبادلة بين النظامين السوداني والتشادي بأن كل منهما يدعم المتمردين المناهضين للاخر المتمركزين في هذا الاقليم.واكد غريشون ان التطبيع الجاري بين تشاد والسودان “يمكن” ان يعطي دفعا جديدا لعملية السلام في الدوحة حيث ستبدأ حركات تمرد مفاوضات مباشرة خلال اسابيع مع الحكومة السودانية. غير ان الدبلوماسي الامريكي رأى انه اضافة الى تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد فان انهاء النزاع في دارفور ما زال يتطلب “تطورا نحو توحيد المتمردين ثم التصدي لمسألة تقاسم السلطة السياسية”. وسيجري السودان في ابريل المقبل اول انتخابات تعددية منذ العام 1986. ولكن حركات التمرد في دارفور تقاطع هذا الاقتراع الذي لم يكن بوسعها في كل الحالات المشاركة فيه ما لم يتم التوصل الى السلام وهو شرط منصوص عليه في القانون الانتخابي.وخلافا للمتمردين الدارفوريين المدعوين لمفاوضات سلام فان المتمردين التشاديين الموجودين في دارفور لا يشاركون في اي عملية سياسية لانهاء النزاع بينهم وبين النظام التشادي.واكد غريشن ان الولايات المتحدة “تدعم اي عملية يمكنها ان تجعل المتمردين التشاديين خارج المعادلة وتساهم في سلام دائم في دارفور واحد الخيارات المطروحة هو تفكيك” المعارضة التشادية. غير ان الرئيس ديبي دعاهم الثلاثاء من الخرطوم الى العودة الى البلاد والمشاركة في الحياة السياسية متعهدا بتوفير كل الضمانات الامنية لهم. وقال “اطلب منهم ان يختاروا طريق العقل وان يعودوا الى البلاد”. واضاف “اتعهد بأن اوفر لهم كل الضمانات الامنية حتى يتسنى لهم الاندماج مجددا بشكل مشرف في الحياة العامة والمدنية في البلاد طالما انهم سيحترمون المؤسسات والقوانين واللوائح”. وأكد ديبي انه “لم يعد الوصول الى السلطة عن طريق فوهة البندقية بل من خلال صناديق الاقتراع، وفي هذا السياق باتت تتوافر الان في تشاد الشروط اللازمة لتنافس سلمي في انتخابات حرة وديموقراطية وشفافة”. وستجرى انتخابات تشريعية في تشاد في نوفمبر المقبل تليها انتخابات رئاسية في ابريل 2011. وكان محمد نوري احد قادة المعارضة التشادية المسلحة قال ان “ديبي سيظل يتعامل معنا كمرتزقة”، مضيفا ان “المصالحة بين تشاد والسودان لن تجلب لنا شيئا”.

الراية القطرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *