الماساة تعمقت فى كردفان يا سيف الدين عبدالعزبز ابراهيم د / احمد على الشريف
عندما تختلط الاوراق بقصد او حتى بدون قصد … فان حقوقا كثيرة تضيع ، و مواثيق شرف تنتقض و مبادئ تهدر… و بالتالى يضطر الانسان الى ان يلجا لطرق لم يكن يرغب فيها لضمان حقوقه … لان السياسة اليوم اصبحت اللاعب الاساسى و الرئيس فى ملاعب الحياة المختلفة
نشكرك كثيرا استاذنا سيف الدين عبدالعزيز ابراهيم على ديدنك و نهجك الذى تتمسك به و تدعو له ، و عدم لجوءك للعنف ، و دعوتك للسلام و حقن الدماء ، و اخذ الحقوق بالتفاوض و الحوار و السلام ، و ان الحرب تزهق الارواح ، و تاتى بالخراب و الدمار …. اخى ان نهجك هذا قد انتهجه اخوتنا فى تجمع كردفان للتنمية ” كاد” ونادوا به كثيرا حتى بحت اصواتهم ، و تقدموا بوثيقة مميزة و هادفة تعتبر نموذجا راقيا يحتذى به للتفاوض و الحوار الخلاق و الايجابى ، لوضع حد لظلم كردفان و ماساتها و معاناة اهلها البسطاء من قبل النظام الفاسد الجائر ، و ابتعدوا عن استخدام جميع اعمال العنف التى لازمت الحركات المطلبية فى جنوب السودان و شرقه و دارفور ، لكن ماذا جنوا من تعاملهم الراقى هذا ؟ و ماذا جنيت انت يا اخى و الذين يكتبون عن ماسى كردفان؟
اخى ان الطغمة التى سلطها الله على شعب السودان و كردفان و الذين لا ندرى من هم و من اين اتوا ؟ هؤلاء قوم صم بكم عمى لا يفقهون كالانعام بل اضل سبيلا ، لا يعظون و لا يتعظون مما جرى و مما يجرى الان ؟ لذا عذرا يا سيدى لانى اختلف معك فى منهجك الذى تدعو اليه و تنادى به ، فلا يمكن ان نكون مكتوفى الايدى تجاه ما يجرى لاهلنا فى كردفان و نظل نكتب و نكتب و نكتب ، و كتاباتنا ترد الينا ظلما و تهميشا و اذلالا و فسادا و سرقة لمواردنا ، فما اخذ بالقوة لا يرد الا بالقوة ، و الحقوق تنتزع و لا تعطى ، و قد جردوا كردفان من لحمها حتى صارت عظما و لم يبقى فيها غير الاطلال التى ينعق فيها اتباع المؤتمر الوطنى و صفيقته و هتيفته الفاسدين
فالماساة قد سرت فى عمق كردفان سريان النار فى الهشيم ، بفعل هذه الطغمة الفاسدة من ابناءها الذين جعلوها اقطاعية تبعا للظالمين ، و لا اريد ان اوجه الاتهامات جزافا لكنهم لهم القدح المعلى لما تعانى منه كردفان عطشا و جوعا و مرضا و فقرا و جهلا ، و الذى ذكرته قليلا من كثير . فعذرا اخى ان خالفتك الراى لاستخدامى اعمال منطق العنف و المواجهة و القوة مع الظالمين ، فهؤلاء القوم لا يعرفون الا المنطق الذى استولوا و اغتصبوا فيه السبطة بليل و الناس نائمون
د / احمد على الشريف
[email protected]