الخرطوم: المؤبد للمتهمين باختطاف 19 سائحا أجنبيا داخل الأراضي المصرية

الخرطوم: المؤبد للمتهمين باختطاف 19 سائحا أجنبيا داخل الأراضي المصرية

الأمة «الإصلاح والتجديد» يرشح مبارك الفاضل لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة
الخرطوم: إسماعيل آدم
حكمت محكمة في العاصمة السودانية (الخرطوم)، أمس، بالسجن المؤبد 20 عاما على متهمين اثنين أدانتهما باختطاف 19 سائحا أجنبيا على الحدود المصرية السودانية، في سبتمبر (أيلول) 2008، ورفض محامي المتهمين قرار المحكمة، باعتباره «معيبا»، وقرر استئنافه.

كان 9 مسلحين ينتمون إلى عدد من حركات دارفور المسلحة، وتشاديين، قد تسللوا إلى داخل الأراضي المصرية، في 22 سبتمبر 2008، قبل أن يختطفوا حافلة ركاب مخصصة للرحلات السياحية، أثناء رحلة سياحية نظمتها لهم شركة مصرية إلى منطقة «الجلف الكبير»، جنوب مصر على الحدود المشتركة مع السودان، في إطار رحلة «سفاري» كان من المقرر لها الانتهاء في «الواحات البحرية».

وقد أدانت المحكمة متهمين، يمتهن أحدهما حرفة «الميكانيكا»، ويعمل الآخر «ساعيا» مع المسلحين، بـ7 تهم، من بينها: «الاشتراك الجنائي، والحرب ضد الدولة، وارتداء زي عسكري من دون ترخيص، وممارسة الإرهاب، والخطف، والحرابة».

وكان المختطفون قد طالبوا بفدية مالية نظير الإفراج عن السياح، وهم من جنسيات ألمانية وإيطالية، قدرها 6 ملايين يورو، لكن كلا من الحكومتين السودانية والمصرية قد رفضت الاستجابة لمطالب الخاطفين، ونفذت القوات السودانية ضدهم عملية اقتحام أسفرت عن مقتل 6 من الخاطفين، وأسر اثنين، وهروب رئيس المجموعة إلى دولة تشاد المجاورة. وكان مسرح عملية الاختطاف عند «جبل عوينات»، على الحدود السودانية المصرية الليبية.

وفي سياق التحضيرات الواسعة للأحزاب السودانية لخوض الانتخابات المقررة في أبريل (نيسان) المقبل، أعلن حزب الأمة «الإصلاح والتجديد» ترشيح رئيسه «مبارك الفاضل المهدي» لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة، وسمى الحزب في ذات الوقت 14 مرشحا آخرين للمنافسة على مناصب الولاة في الولايات الشمالية. وتأتي الخطوة بعد يومين فقط من إعلان حزب المؤتمر الشعبي المعارض، بزعامة الدكتور الترابي، ترشيح القيادي في الحزب «عبد الله دينق نيال»، وهو جنوبي مسلم، لرئاسة الجمهورية. وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم قد أعلن أن الرئيس عمر البشير هو مرشح الحزب لمنصب الرئيس في الانتخابات.

وتحدث الفاضل، في مؤتمر صحافي عقده، عن قرب التوحد بين فصائل حزب الأمة، التي بلغت نحو 7 أحزاب وفصائل، وذلك استجابة لنداء الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة المعارض، وقال إن الوحدة أنجزت الآن بنسبة 70%، وإن اللقاءات المشتركة بين الحزبين في الفترة الماضية قد تجاوزت «الحاجز النفسي». وذكر أن الاحتفال بتوحيد الحزب «سيكون تظاهرة مليونية هي الأكبر في عام 2010». وأضاف الفاضل أنه بحث مع الصادق المهدي، في اجتماع أخير بينهما، قضايا الانتخابات والوحدة وتطوير تحالف جوبا، واعتبر ما تبقى «مجرد مسائل إجرائية».

كما طالب في مؤتمر صحافي بأن تتولى الأمم المتحدة إجراءات وإدارة الانتخابات بالبلاد، في حال رفض المؤتمر الوطني تكوين حكومة قومية لإدارة العملية وحل أزمة دارفور، ووجه انتقادات حادة لمفوضية الانتخابات، ووصفها بعدم الشفافية، واتهمها بالتواطؤ مع الوطني.

وفي غضون ذلك، اتهم والي جنوب دارفور «علي محمود» حركة تحرير السودان المسلحة في دارفور، بزعامة «مني أركو مناوي» كبير مساعدي الرئيس السوداني، بحرق قرية «نقيعة» بمحلية «شعيرية» في جنوب دارفور «عن بكرة أبيها». وأضاف أن الهجوم كان قد وقع على القرية في 23 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأسفر عن حرق القرية، وقتل وجرح العشرات من المواطنين، وأنه سيرفع تقريرا أعدته لجنة محلية إلى الرئيس البشير بهذا المعنى خلال الأيام المقبلة. وسخر والي جنوب دارفور من نفي حركة «مناوي» مسؤوليتها عن حريق «نقيعة»، وقال إن لجنة التحقيق في الأحداث كشفت أنهم هم الخارجون عن القانون بعد الهجوم بمساعدة آخرين تحركوا تحت ستارهم.

إلى ذلك، حذر علي عثمان محمد طه، نائب الرئيس السوداني، من أن التحديات التي ستواجه السودان إذا ما انفصل جنوبه عن شماله ستكون «أكبر»، وسيولد ذلك معاناة في مجالات «الأمن والموارد والاستقرار». وأكد طه في كلمة أمس أمام قيادات العاملين في الدولة أن العام الحالي عام للمبادرات والمنافسة للمشاريع الجديدة والمتطورة لدفع الشعور الوطني، وتأكيد الوحدة الوطنية.

ودعا إلى تجديد نفسها، واعتماد برامج ومشروعات قبل وبعد الانتخابات، وكفالة الفرص المتساوية للمتنافسين لتقديم آرائهم من خلال برامجهم الانتخابية، وقال إن ذلك يمثل تحديا للأجهزة الإعلامية وكافة المرافق. واعتبر طه عملية استفتاء الجنوب، التي سيشهدها السودان لأول مرة، تجربة فارقة في مسيرة البلاد الوطنية لتجديد قدرة الشعب، وتأكيد أن ما يجمع بين أبناء الوطن أكبر مما يفرق بينهم. وقال إن الوحدة الجاذبة لا تقاس بمنطلقات وغايات، وإنما تقرأ بما يقابلها من أضداد ممثلة في «الانفصال المنفر»، وحذر من أن التحديات التي ستواجهنا إذا ما وقع انفصال ستكون أكبر، وسنعاني من تبعات ذلك في مجالات الأمن والموارد والاستقرار.

وقال طه: «على الرغم من أن الذين سيقومون بالتصويت هم أبناء الجنوب، فإن الحوار حول الوحدة والانفصال والمصير ملك لكل أبناء السودان الذين يحددون مستقبل بلادهم. ودعا كل المنظمات ومؤسسات الإعلام وشرائح المجتمع إلى أن تتهيأ وطنيا من أجل تأمين الوحدة، وتأكيد استمرار السودان بلدا موحدا، بحوار واثق يعزز القواسم التي تجمعنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *