توقع رئيس حزب الأمة الصادق المهدي، ان يؤدي انفصال الجنوب، حال وقوعه، الي دولتين مشتبكتين في عداء يماثل الحال بين الجارتين اثيوبيا وارتريا، وان تمتد حرب دارفور شرقا الي كردفان، وغربا الي تشاد، وحدد خمسة اشتراطات لتحقيق مصانع السكر بالبلاد جدواها.
ودعا الى عقد لقاء قمة سياسي يضم القوى السياسية المعترفة ببعضها والمعترف بها لإبرام اتفاق» النجاة للوطن».
وذكر المهدي، في خطبة الجمعة أمس، بمنطقة نعيمة في ولاية النيل الابيض، ان اتفاقية السلام الشامل اشتملت على عيوب هيكلية جعلتها رهينة للاتفاق الثنائي بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، كما جعلت الانفصال جاذبا لا الوحدة، ومكنت من التراخي في التحول الديمقراطي، ووسعت بنودها حمالة الأوجه، فجوة الثقة بين الشريكين، ما أدي لاشتعال حرب باردة، واتهامات متبادلة بينهما.
وقال ان هذا التحفز العدائي المتبادل مع وجود نقاط كثيرة قابلة للالتهاب ينذر بالويل والثبور وعظائم الأمور، ويعني انه في نهاية الفترة الانتقالية لم يحدث ما كان متوقعا من جعل الوحدة جاذبة بل ما جعلها طاردة.
وأضاف المهدي «في هذه الظروف إذا ما وقع الانفصال المتوقع فإنه سوف يقود لدولتين مشتبكتين في عداء يماثل ما هو الحال بين جارتينا اثيوبيا واريتريا»، وتابع «إذا وقعت الحرب القادمة فسوف تختلف نوعيا من سابقاتها، وسوف تزيد من المواجهات في دارفور مواجهات يمكن أن تمتد شرقا نحو كردفان وغربا عبر الحدود نحو تشاد ويتسع الخرق على الراتق».
ورأى المهدي ان تفاقم الحالة المعيشية يزيد الحال سوءاً، وأكد ان منطقة النيل الأبيض تعاني من تدهور مشاريع الإعاشة والمشاريع الزراعية وهما أمران يوجبان إصلاحاً عاجلاً لإعادة الإنتاج فيهما.
ورحب المهدي بمشروعات السكر، غير أنه حدد جملة اشتراطات لتحقيق جدواها متمثلة في تأمين مصالح المقيمين في مناطق الاستثمار، واشراكهم في علاقات الإنتاج، وان يصحب المشروعات برنامج لدعم الخدمات الاجتماعية، وان تراعى مصالح الرعاة.
وقال ان مشروع كنانة تفوق تحت إدارته المهنية، وانتكس تحت إدارة مسيسة منحازة لحزب السلطة وشردت الآخرين.
وشدد علي توفير مناخ مناسب لقيام الانتخابات القادمة ، ونادي بازالة ما وصفها بالعيوب التي صاحبت عملية التسجيل الانتخابي، وتمكين المستحقين للتسجيل من المواطنين ان يسجلوا أسماءهم، كما طالب بتمديد فترة التسجيل شهرا آخر.
ورهن المهدي تجاوز أزمات السودان، بتلبية استحقاقات السلام ومسألة دارفور والتحول الديمقراطي والانتخابات والوحدة والتعامل مع الأسرة الدولية، بجانب مقابلة استحقاقات انفصال الجنوب، وقال «إذا أردنا للسودان ان يخرج من الأزمات التي تلاحقه ويحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي المنشود، فالأمر يتطلب منا كافة الاعتراف بخطورة الموقف والتخلي عن الأجندات الحزبية والانفرادية والانتقامية، وعقد لقاء قمة سياسي يضم القوى السياسية المعترفة ببعضها والمعترف بها لإبرام اتفاق النجاة للوطن، مؤكدا ان حزبه اعد حلولا واقعية سيطرحها أمام هذه القمة ، الأمر الذي يضمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتقرير مصير يؤدي للوحدة الطوعية أو الجوار الأخوي.
الصحافة