الوحدة فى الوضع الراهن ستجعل سلفاكير مواطنا من الدرجة الثالثة
مصر تبتز النظام الحاكم مستغلة ضعف مسؤوليه
بنية تفكير الاسلاميين تتقاطع مع الحقوق الاساسية
حادثة تكساس غير معزولة عن سياق مفاهيم المسلمين
فلادلفيا : علاءالدين بشير
استضاف التجمع الوطنى للسودانيين بمدينة فلادلفيا فى ولاية بنسلفانيا السبت الماضى ، القيادى الجمهورى الدكتور ، احمد المصطفى دالى فى ندوة بعنوان ، (الوضع السياسى الراهن فى السودان و الحقوق الاساسية) . قدم الندوة الدكتور على دينار ، المدير المشارك لمركز الدراسات الافريقية بجامعة بنسلفانيا معرفا الدكتور دالى بانه احد التلاميذ الاجلاء للاستاذ محمود محمد طه .
حادثة تكساس و مأزق المسلمين
استهل الدكتور دالى حديثه بالتعليق على الحادث الذى وقع فى الاسبوع الاول من نوفمبر الجارى بالقاعدة العسكرية بفورت هود بولاية تكساس ، و التى اطلق فيها ضابط امريكى مسلم برتبة رائد، من اصول فلسطينية، النار على زملائه من العسكريين الامريكيين مخلفا ثلاثة عشر قتيلا واكثر من عشرين جريحا، معتبرا الحادث انعكاس للازمة العميقة التى يعيشها المجتمع المسلم فى المهجر، و نقله للمشاكل و التناقضات النفسية و الفكرية من بلدانهم الاصلية الى مهاجرهم الجديدة و نشوء الاجيال الجديدة من ابناء المسلمين الذين ولدوا و تربوا فى الغرب على هذه التناقضات. و وصف دالى الواقعة بأنها تمثل استقلالا بشعا للدين من المتطرفين الاسلاميين و خيانة منهم للبلاد التى آوتهم و منحتهم جنسيتها و عاملتهم دون تفرقة فى الوقت الذى خذلتهم البلدان العربية و الاسلامية التى مهما مكث فيها المواطن العربى او المسلم من سنوات و قدم لها من عطاء فهو غريب يحتاج ان يجدد اقامته كل عام و ويخرج ابنائه للتعليم فى الخارج اذا بلغوا 18 عاما . و لخص دالى التناقض الفكرى و النفسى للمسلمين فى انهم ما ان يصلوا الى امريكا و اوربا ويمكثوا قليلا حتى يهموا بفتح كتابى البخارى و مسلم لينظروا فى الاحكام التى وضعتها الشريعة الاسلامية للتعامل مع الكفار ، و وصف هذا الاتجاه بعدم الصدق مع النفس مردفا : ان الموقف المتسق مع احكام الشريعة الاسلامية السلفية كما فى البخارى و مسلم هو ان لا يأتى المسلمون اصلا الى بلاد الكفار ، و تلى فى ذلك النص من حديث النبى صلى الله عليه وسلم (أنا برئ من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين). وقال دالى انه من المؤكد ان الشاب الامريكى من اصول فلسطينية الذى قام بحادثة تكساس كان طبيعيا طوال السنوات التى خدم فيها بالجيش الامريكى ، و لكنه حينما ارتكب ذلك الحادث البشع كان تحت تأثير ما يسمى فى ادبياتنا كمسلمين ب(التوبة) ، و اضاف : ان اى مسلم عادى معرض للوقوع تحت تأثير حالة التوبة التى غشيت الشاب الامريكى من اصل فلسطينى ما لم يكن محصن بفهم مغاير من داخل فضاء الدين الاسلامى ، مشيرا فى هذا الصدد الى ان دعوة الجماعات الاسلامية السلفية التى يقع تحت تأثيرها غالبية المسلمين تستند بالاساس على نصوص قرأنية و احاديث نبوية تحض المسلمين على التوبة و العودة الى الاسلام كما فهموه و الى مقاتلة الكفار و الجهاد ضدهم نصرة للدين . مبينا ان مثل هذا التفكير هو اساس التعليم و الاعتقاد الذى نشأ عليه المسلمون فى بلدان العالم الاسلامى . ودعا دالى الاسر المسلمة فى امريكا و الغرب عموما الى اخذ العبرة من حادثة تكساس وفتح اذهانهم الى اساليب الجماعات الاسلامية فى الغرب التى تبدأ من الدعوة الى حلقات التلاوة ثم تتطور عبر التأثير العاطفى و حشو الدماغ بسير الاصحاب و مواقفهم الباذخة فى جهاد الكفار دون فهم دقيق و تمييز للسياق التأريخى الذى حمل فيه النبى و الاصحاب رضوان الله عليهم السيف لمقاتلة مخالفيهم فى الاعتقاد . و شدد دالى على خطورة الاجندة السياسية للمتطرفيين الاسلاميين و التى تختبئ خلف حلقات التلاوة مبينا ان الدين الاسلامى ليس دين قراءة و انما دين عمل مشيرا الى الاية الكريمة (لم تقولون ما لاتفعلون كبر مقتا ان تقولوا ما لا تفعلون …) . وخلص دالى فى هذه النقطة بتساؤل الى الذين يعبئون الناس للعودة الى الاسلام الصافى وفق مفهومهم السلفى لماذا لا يعودون لنصرة دولة الاسلام التى قامت فى السودان او طالبان بدلا عن التواجد فى ديار الكفار ؟!! .
الحقوق الاساسية بين زمنين
وبدأ دالى بتعريف لماهية الحقوق الاساسية ، موضحا انها تنبثق من حقين اثنين هما حقا الحياة و الحرية ، و سميت حقوقا اساسية لانهما يأتيا مع ميلاد الانسان فى هذه الحياة ، و ينبغى الا يصادرا إلاّ بقانون دستورى وليس قانونا جائرا ، وعرّف القانون الدستورى بأنه القانون الذى يوفق بين حاجة الفرد للحرية و حاجة الجماعة للامن . وقطع الدكتور دالى بأستحالة الحديث عن حقوق اساسية فى سياق اسلامى قائم او يدعو الى تطبيق الشريعة الاسلامية ، حيث رهن امكانية ذلك فى حالة واحدة هى تطوير التشريع الاسلامى وفقا لما دعا له الاستاذ محمود محمد طه. وجادل بأن الشريعة الاسلامية السلفية ليس فيها حقوقا اساسية ، رغم انها كانت حكيمة كل الحكمة فى سياقها التأريخى لكن من القصور فى الافهام ان يتم نقلها للسياق المعاصر الذى شهد بروز الدولة الوطنية بمفهومها الحديث و كاد يتجاوزها الى حكومة عالمية وعلاقات انسانية ومصالح متشابكة . و اوضح دالى ان الشريعة الاسلامية لا تكفل حرية الاعتقاد، لانها تضع اهل الكتاب امام خيارى دفع الجزية عن يد وهم صاغرون او القتال، و تدعو الى جهاد وقتال غير اهل الكتاب و بالتالى فأنهم لا يتمتعون بالحقوق الدستورية التى يمكن ان يتمتع بها غيرهم من المسلمين و تلى دالى الاية القرأنية التى تبين ذلك (فإذا انسلخ الاشهر الحرم فأقتلوا المشركين وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد …) . و اضاف دالى انه غير ذلك فأن النساء المسلمات فى الشريعة الاسلامية غير مساويات للرجال لان الاسلام حينما نزل وجد ان المرأة توأد حية فمنحها حق الحياة(إذا المؤدة سؤلت بأي ذنب قتلت) و لكنه فرض عليها الوصاية من الرجل بالقوامة (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوذهن فعظوهن، واهجروهن في المضاجع، واضربوهن……)، و جعلها على الربع منه حينما اباح التعدد (فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ان لا تعدلوا فواحده) و خفض حقها فى الشهادة امام المحاكم (فاستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل إحداهما فتذكر احداهما الأخرى) وكذلك فى الميراث (يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) ، وضرب عليها سياجا من العفة بالثوب المسدول و الباب المقفول (وقرن في بيوتكن) و (أذا سالتموهن متاعا فاسالوهن من وراء حجاب) وكل ذلك لاعتبار قلة خبرتها الحياتية فى ذلك الوقت.
وشدد الدكتور دالى انه لتجنب هذا المأزق و التناقض الذى يعيش فيه المسلمين اليوم ما بين نزوعهم للالتزام بتعاليم دينهم فى سياق معاصر يحفظ لهم انسانيتهم و كرامتهم و كرامة و انسانية مساكنيهم فى الوطن من غير المسلمين والتفاعل مع المجتمع الكوكبى الحاضر، لا مناص امامهم من تطوير التشريع الاسلامى وذلك بالانتقال من فروع القرأن التى تأسست عليها الشريعة الاسلامية السلفية ، الى اصول القرأن التى سينبنى عليها التطوير ، وحذر انه دون ذلك فأننا سنكرر نماذج طالبان و السودان وهما نظامان انعقد اجماع على سوئهما بجانب اننا سنؤكد على المقولات التى تروج لعدم صلاحية الاسلام لكل زمان و مكان .
واوضح دالى انه فى عملية التطوير سننتقل من اية الجهاد و السيف الى الاسماح (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فيكفر) و(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) و(فذكر إنما انت مذكر* لست عليهم بمسيطر)، وفى مسألة المرأة سننتقل من اية القوامة الى اية المساواة (ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف) مبينا ان المعروف اليوم ان المرأة صارت مساوية للرجل فى قوة الفكر و متفوقة عليه ، فقد اصبحت رئيسة دولة و رئيسة وزراء وقاضية محكمة عليا وصار القانون يحمي المرأة و الرجل معا . و نصح دالى الحركات النسوية فى العالمين العربى والاسلامى بأنه لا سبيل امامها للانتصار لقضية المرأة فى مجتمعاتها الاّ من داخل فضاء الدين مشيرا فى هذا الصدد الى ان حراس الشريعة الاسلامية السلفية و الذين يستغلونها لاغراض السياسة من حركات الاسلام السياسى ومن يتسمون برجال الدين سيشهرون فى وجوههن الايات القرأنية و الاحاديث التى تحدد الموقع و الدور المرسوم للمرأة وفق مفاهيمهم المتخلفة عن روح العصر مثل (النساء ناقصات عقل ودين) و (لا افلح قوم ولوا امرهم إمرأة).
الوضع الراهن فى السودان
وحول الاوضاع الراهنة فى السودان قال دالى انها سيئة من اى ناحية اتيت اليها و النظام القائم يدعى انه يحكم بالشريعة مشيرا الى التصريح المنسوب للنائب الاول للرئيس ورئيس حكومة الجنوب، سلفاكير ميارديت للمواطنين فى الجنوب و تحذيره لهم من ان تصويتهم للوحدة سيجعلهم مواطنون من الدرجة الثانية، مؤكدا انه كلام صحيح بالقياس الى التجربة العملية، غير انه يلزم تصحيحا طفيفا وهو أن المسيحين وغير المسلمين من الجنوبيين سيكونون في دولة البشير وعلى عثمان مواطنين من الدرجة الثالثة لان الدرجة الثانية مخصصة للنساء المسلمات، مشددا على انه من دون تغيير الوضع القائم فى السودان سنكون جميعا قد اسهمنا فى تمزيق الوطن . و استعرض دالى مساعى النظام و استماتته من اجل تمرير قانون الامن الوطنى غير المنسجم مع الدستور او اتفاقية السلام ويصادر الحقوق الاساسية للمواطنين الى جانب القانون الجنائى المجاز والذى لا يزال يحوى بين نصوصه مادة الردة، و اعتبر تلك المساعى منسجمة تماما مع طبيعة تفكير الاخوان المسلمين الذين لا يأبهون لما يكتبون حيث يضمرون عدم الالتزام مسبقا باعتبار ان فهمهم الدينى يبرر لهم ذلك بأن الحرب خدعة و توقيعهم للاتفاق كان انحناءا للضغوط الدولية و الداخلية ، لانهم ان التزموا بما ابرموا فى نيفاشا سيكونون قد خالفوا جوهر فكرتهم الدينية .
وربط دالى بين نشاط الجماعات التكفيرية وبين طبيعة النظام التى تلتقى معهم فى اديم مشترك هو الفهم السلفى للدين، واعتبر ان هناك ثمة تواطوء بين تحرك تلك الجماعات ضد الخصوم السياسيين وبين النظام و اجهزته، موضحا انه صار اكثر ذكاءا من ان يصدر فتاوى التكفير عبر مؤسسات الافتاء الرسمية. واعتبر دالى القوى السياسية التى تقول انها تتفق مع نظام الاخوان المسلمين على ثوابت الشريعة الاسلامية ظهير لهم رغم صوتها المرتفع بالمعارضة السياسية .
وتطرق دالى الى الاوضاع المتدهورة فى السودان جراء السياسات الخاطئة والادارة السيئة للبلاد ، مشيرا الى بيع الاراضى وتأجيرها فى صفقات مشبوهة و دون ضابط لدول بعينها بينها مصر التى لها اطماع تأريخية فى السودان و تخزن مياهها فى بحيرة النوبة داخل الاراضى السودانية بعد ان تم اغراق مناطق النوبيين السودانيين و اقتلاعهم من جذورهم وتهجيرهم الى شرق السودان فى السابق، والان تستغل ضعف النظام و تمارس عليه ابتزاز بقضية اغتيال الرئيس مبارك التى اتهمت بها مسؤولين كبار فى النظام السودانى الى جانب اتهام الرئيس البشير و بعض المسؤولين فى نظامه من المحكمة الجنائية الدولية و تستولى على حلايب و ترفض اجراء التعداد السكانى فيها، بالاضافة الى استيلاء اثيوبيا على اراضى بعض المزارعين السودانيين فى منطقة الفشقة على الحدود الشرقية وصمت الحكومة وضعفها ازاء ذلك، بينما تجرى الان الترتيبات الاخيرة لصفقة بيع مشروع الجزيرة.
وقال دالى ان النظام الحاكم فى الخرطوم ورغم اننا فى موسم الحصاد ولكنه يتحدث الان عن فجوة غذائية وهى تعنى فى ظل الانظمة الشمولية مجاعة، و كذلك تشهد العاصمة و مناطق واسعة من البلاد تدهورا مريعا فى مستوى الخدمات والأمن مشيرا فى هذا الصدد الى ازمة المياه و الكهرباء رغم ادعاءات الرد بالسد مبينا ان مدير الكهرباء الذى اقيل ذكر ان كهرباء السد لن تدخل الشبكة حتى يدخل الجمل من سم الخياط، و ابدى دالى شكوكه فى الدوافع الحقيقية وراء انشاء تلك السدود فى شمال السودان و ان تكون تستهدف تنمية انسان شمال السودان.
وتطرق دالى الى الفيضانات الاخيرة والاضرار البالغة التى لحقت بالمواطنين و ايادى الفشل الحكومى الذى تسبب فيها و حديث وزير البنية التحتية فى الخرطوم الذى ارجع العجز الى ان 90% من المهندسين فى وزارته غير مؤهلين، دون ان يحدثه هذا الفشل او ايا من المسؤولين الاعلى منه بالاستقالة، وتساءل دالى عن الجهة التى كان الوزير يتوجه اليها بالحديث !! . واشار الى تدهور مستوى التعليم فى السودان ورفض دول الخليج الاعتراف بعدد كبير من الشهادات الجامعية، بجانب تدهور التعليم الاساسى و الذى اشارت حتى التقارير الحكومية الرسمية انه فى حالة انهيار، مضيفا ان قادة النظام يرسلون ابنائهم الى ارقى المدارس بينما يدخلون ابناء السواد الاعظم من السودانيين الفقراء فى تلك المدارس و مناهجها التعليمية البائسة ، و عزا دالى هذا التردى لافتقار النظام للرؤية و اختلال الاوليات عنده حيث صار الهدف الاول لديه هو الحفاظ السلطة و حماية رموزه من الملاحقة بأى ثمن و لذا فأنه يصرف على الامن ما يقارب 80 % من الميزانية العامة بينما يخصص للتعليم اقل من 8 % وذلك بحسب افادة وزير التعليم العام .
و اشار دالى الى مظهر اخر من مظاهر فشل النظام وهو الدراسة الرسمية التى كشفت عن ان 13 الف من المشردين الأطفال يعيشون فى العاصمة، وقال ان اى شخص يمدد خياله يمكنه ان يعلم الاسباب التى تجعل بعاصمة البلاد مثل هذا العدد الضخم من المشردين من فقر وحروب اهلية وتفكك اسرى، ثم انعكاس ذلك على الامن فى الخرطوم التى ركزوا فيها الامن على اعتبار انها مقر حكم وسكن قادة النظام .
واوضح الدكتور دالى ان كل ذلك التردى قاد الى ان يتزيل السودان قائمة الدول الاكثر فسادا بحسب تقارير منظمة الشفافية العالمية، وبحسب تقارير المراجع العام الحكومى التى تعكس ما ظهر من جبل الفساد، وصنف السودان بناءا على تلك المؤشرات من بين الدول الفاشلة و القابلة للانهيار بحسب تقارير مراكز الابحاث المتخصصة فى العالم .
نزارة و بشارة نبوية
و رأى دالى ان كل الحروب الاهلية التى خاضها النظام ويخوضها ضد مواطنيه المستضعفين فى انحاء السودان المختلفة الان كانت كذبا و تضليلا بأسم الدين، و دلل على ذلك بالحرب الجهادية الدينية التى خاضها ضد مواطنين سودانيين فى الجنوب و مناطق اخرى من السودان انتهت الى ان يوقع الاخوان المسلمين اتفاق سلام مع جيش الكفار بزعمهم وقبلوا بقائده نائبا اولا فى القصر الجمهورى، مبينا انه لم يدر حتى اليوم بالتبرير الذى ساقوه من اجل ذلك . و اضاف انه ورغم كل هذا النفاق الدينى فأن كثير من السودانيين المسلمين لا يزالون يستمعون ويصلون خلف قادة الاخوان المسلمين و رموزهم، و ارجع السبب فى ذلك الى ان الناس لم يعودوا يأبهون بأخلاقهم ولا دينهم ، و لهذا السبب فقد ادركتنا نّذارة النبى الكريم (يوشك ان تداعى عليكم الامم كتداعى الاكلة على القصعة ، قالوا اومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ، قال بل انتم يومئذ كثير و لكنكم غثاء كغثاء السيل لا يبالى الله بكم) . و كذلك احاديث النبى (رب مصل لم يقم الصلاة) و (رب صائم ليس له من صيامه الا الجوع و العطش) و (رب قارئ للقرآن و القرآن يلعنه) . لكن الدكتور دالى قال انه ورغم ذلك فأن هناك بشارة نبوية بعودة الدين من جديد (بدأ الاسلام غريبا و سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء) مبينا ان الغرابة شرط لازم فى عودة الدين وعلى الناس الا يبحثوا عن دين الاّ ان يكون مقرونا بشرط الغرابة .
وقال دالى ان الحديث عن الوحدة الجاذبة مع الاخوان المسلمين محض دعاوى فارغة من اية مضمون كما ان الانتخابات المطروحة الان مجرد مساحيق لتجميل وجه النظام و اضفاء شرعية زائفة عليه مؤكدا انها لن تكون نزيهة و لا شفافة بأى حال من الاحول وذلك استنادا الى تجارب الاخوان المسلمين فى انتخابات الاتحادات و النقابات و الى الشروط الحالية التى يريدون ان يجروا الانتخابات فى ظلها، مع امكانيات المؤتمر الوطني غير المحدودة من المال والعنصر البشري المتفرغ، مدللا بأنهم يزورون انتخابات نقابة المحامين اهل القانون و المتعلمين الى جانب الاطباء فما بالكم بأنتخابات معظم ناخبيها من الارياف و غير المتعلمين.
وابدى دالى قلقه من ان الاحزاب بدون برامج او خطط لمجابهة هذا الواقع، و تتحدث عن الانتخابات و لم تسم حتى اليوم مرشحا واحدا لها لانتخابات رئاسة الجمهورية، و اشار الى ان زعيما سياسيا فى وزن الصادق المهدى ظل بأستمرار مترددا ويعارض ويصالح بناءا على مصالح و تقديرات خاطئة .
ونبه دالى ان النظام لم يكتف بسيطرته على الداخل و لكن ضعف خصومه اغراه بأن يلاحق السودانيين فى الخارج فى دول الخليج واوربا و امريكا و غيرها مشيرا فى هذا الصدد الى ما وصفه بشراك الاراضى و مشاكل المغتربين و حلقات التلاوة وغيرها من الاساليب، مبينا الاجندة التى تختبئ خلف ذلك و المتمثلة في التأثير العاطفى على السودانيين من اجل رفض قرار ملاحقة الرئيس البشير من قبل المحكمة الجنائية الدولية ودعم المؤتمر الوطني في إنتخاباته الصورية.