أعربت «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، الشريك الثاني في السلطة في الخرطوم، عن خيبة أملها في شريكها حزب «المؤتمر الوطني» ووصفته بالخداع والابتعاد عن الأمانة في تطبيق اتفاق السلام الموقع بينهما عام 2005، وحمّلته مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية في إقليم الجنوب الذي يتمتع بحكم ذاتي، ورأت أن مسلكه سيقود إلى حرب أهلية جديدة في البلاد، واشتكته إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما.ودشّنت «الحركة الشعبية» أمس حملتها الانتخابية في ولاية النيل الازرق المتاخمة للحدود الإثيوبية في شرق البلاد، بهجوم قاس على حزب المؤتمر الوطني. وقال حاكم الولاية نائب رئيس «الحركة الشعبية» مالك عقار إن الحزب الحاكم يراوغ في اتفاق السلام ويعمل عبر الخداع ويبتعد عن الأمانة ما عطل اتفاق السلام وباتت عودة الحرب الاهلية محتملة.
كما ناقش عقار مع رئيس مفوضية تقييم اتفاق السلام البريطاني ديرك بلمبلي معوقات السلام، وحددها في الجوانب الأمنية وترسيم الحدود بين شمال البلاد وجنوبها واجراءات الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل، واستفتاء الجنوب على تقرير مصيره واصدار قانون المشورة الشعبية لمنطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق اللتين شملهما اتفاق السلام. وأكد رئيس برلمان إقليم الجنوب نائب رئيس «الحركة الشعبية» جيمس واني ايقا أن المشورة الشعبية لمنطقتي جبال النوبة والنيل الازرق تمنح الحق للمنطقتين بتقرير مصيرهما بخيارات عدة بما فيها الانضمام الى جنوب السودان في حال انفصاله.
وكان رئيس حكومة إقليم جنوب السودان سلفاكير ميارديت بعث برسالة أخيراً إلى أوباما طالباً منه مواصلة الضغط على حزب المؤتمر الوطني الحاكم وحاول فيها إقناعه بأن السودان لم يشهد أي إصلاحات ولا تغييرات جوهرية وأن الأمور تراوح مكانها. وطالب ميارديت الإدارة الأميركية بربط أي تغيير لسياستها تجاه السودان بحدوث تغيير حقيقي على الأرض، وحمّل حزب المؤتمر الوطني مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية في اقليم الجنوب عبر دعم الميليشيات بالأسلحة وتحريضها على العنف. وقال سلفاكير في رسالته: «لم يكن هناك أي تحول أو إصلاح في الخرطوم، فالوضع الراهن هو المهيمن، والتغيير في السياسة السودانية سيحدث فقط عندما يكون هناك تغيير في واقع السودان».
وفي تطور آخر، قال أحد المسؤولين النيجيريين إن بلاده تفكر في سحب قواتها المنتشرة في إقليم دارفور ضمن القوة الأممية الافريقية المشتركة «يوناميد». وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب النيجيري وولي أوكي إن بلاده تشعر بـ «عدم التقدير» على رغم مساهماتها التي قدمتها على نطاق العالم.
وأضاف أوكي إن نيجيريا ليست لديها مصلحة في إبقاء قواتها في دارفور طالما أن الولايات المتحدة والقوى العالمية لم تقدِّر دورها، موضحاً إن ما أغضب نيجيريا أنها لم تعط منصب وظيفة قائد قوة «يوناميد»، بعدما كان يرأسها سابقاً الجنرال النيجيري مارتن أقواي وخلفه عليها الجنرال الرواندي باتريك نيامفومبا. وتشكل القوات النيجيرية مع القوات الرواندية غالبية قوة «يوناميد».
لكن مسؤولاً سودانياً قلّل من التهديدات النيجيرية بسحب القوات من دارفور، وقال لـ «الحياة» إنها ستكون ملتزمة قرار الاتحاد الافريقي وان مشاكل نيجيريا مع واشنطن لن تؤثر على تعهداتها الافريقية وعلاقتها الوثيقة مع الخرطوم.
الخرطوم – النور أحمد النور
الحياة