جريمة قتل في غاية البشاعة تُرتكب بحق رجل شرطة بنيالا
ما كنا نود ان نكسر صيامنا عن الكتابة في هذا الشهر المبارك حيث الينا علي انفسنا ان نصوم عن الطعام والكلام ومداد الاقلام ولكن عصابة الانقاذ هذه ابت الا ان تُخرجنا من صمتنا بما تاتي به من فظائع الجرائم التي ما عرفها السودانيون ولا السودان منذ ان خلق الله هذه البلاد الطبية التي صارت تتمزق وتتفرق بفعل نهج الانقاذيين القبلي والجهوي والعنصري البغيض. والذين ولدهشتنا خرجوا علينا امس في اجتماعع مجلس الوزراء بفرية نبذهم للقبلية بعد ان استغلوها للفرقة والشتات والاقتتال بين قبائل السودان وخاصة في دارفور , وبعد ان ملاوا كل وظائف الدولة بافراد من قبائلهم, وما فضيحة وزارة الطاقة وشركات البترول وسيطرة قبيلة بعينها عليها الا ابلغ دليل. ولمزيد من العنصرية والقبلية الانتقائية ابتدعوا خانة للقبيلة في استمارات التقديم للوظائف لاستبعاد قبائل معينة وتقريب وتوظيف اخري. وبالامس القريب حدثني احد القادمين برا من الفاشر انه تم سؤالهم عن قبائلهم في محطة تفتيش فتاشة علي مشارف امدرمان !! وياتوا الان لينبذوا القبلية بعد ان افسدوها وافسدوا البلاد بها, وما دعوتهم هذه الا لمحاولة كسب الانتخابات بحيث يصوت الناس لهم لا لقبائلهم حيث هم يدركون حجمهم الحقيقي بين الناس.
نعود لموضوع مقالنا ,فبالامس وفي مدينة نيالا شاهد رجل شرطة بمركز للشرطة وفي وضح النهار ومنتصفه , شاهد شباب من القوات الخاصة التابعة لجهة عليا في الخرطوم وهي فرقة ابتدعها القائمين علي اركان النظام لردع وواد التمرد وافراد هذه الفرقة جميعهم من ابناء القبائل الشمالية النيلية ولا يخضعون لاي سلطة او قانون ولا ينصاعون لاي امر الا من الذي يقف من ورائهم هناك في الخرطوم ,تماما مثل الجنجويد وقيادتهم ومرجعيتهم فهم خارج القانون وفوق الدستور ولا يابهون لاي سلطة ولائية فمرجعيتهم هناك في قمة هرم السلطة والجميع يعرفون ما اعني.
المهم, شاهد هذا الشرطي هؤلاء الزمرة وهم يضربون رجلا فوق عربتهم وهو مربوط اليدين والرجلين وهو ايضا ويللهول شرطي!! فقال لهم لماذا تضربونه وهو شرطي زميل لنا ولكم , ويكفي فقط استجوابه ومعاقبته ان كان مذنبا حسب اللوائح, فما كان من هؤلاء العصابة الا ان قالوا له من انت حتي تتحدث الينا هكذا وبدا جدال قصير استكثرته العصابة علي هذا الشرطي” المناكف” فما كان من الذي خلف مقود السيارة الا ان صدمه والقي به ارضا ثم دهسه بها ومر علي جسده جيئة وذهابا وسط ذهول وعدم تصديق الحاضرين بالمركز ومعظمهم من رجال الشرطة!! وبعدها اخذوه والقوا به فوق عربتهم وذهبوا به الي المستشفي ليلقوه هناك علي انه ضحية حادث سير اعتيادي , وارادوا الخروج من المستشفي ومن الجريمة كالشعرة من الماء( وليس من العجين ) ولكن لم يُفلحوا وانتشر الخبر وبعدها تطور الامر الي ان رفض اهل الشرطي الضحية الذي لفظ انفاسه بالمستشفي , رفضوا استلام الجثة الي ان تم اعتقال الجناة المجرمين بعد ان كاد زمام الامر ان يفلت وصار الوضع علي وشك الانفجار. وقد وردت اخر الانباء بان المحاولات جارية من قبل اركان النظام لاغراء اهل القتيل وهو من قبيلة البرتي وابن اخ زعيم القبيلة في جنوب دارفور والذي ظهر من قبل في احدي زيارات البشير الاستجدائية بعد قرار المحكمة الدولية , ظهر شيخ القبيلة هذا ربما مكرها وهو يردد الاسطوانة بان لا للمحكمة الدولية, فكان هذا جزاء سنمار.
بقي ان نذكر بان هذه ليست اول مرة يتم فيها قتل احد ابناء دارفور بهذه الطريقة البشعة جدا دهسا وسحقا تحت عجلات السيارة او العربة , فقد تم قتل احد ابناء التجار الزغاوة بالسامراب بذات الطريقة وكان ابناء دارفور صاروا مثل اللاب او الحشرات يدوسونهم هكذا بالعربات ربما في نظر هذه العصابة بانهم لا يستحقون القتل بالرصاص اوخلافه لما في ذلك اهدار للمال العام!!
ونهج القتل والقتل البشع ليس بجديد علي الانقاذيين . اليس هم من ابتدعوا قتل معارضيهم بالقائهم من علي الطائرة من ارتفاع الاف الامتار؟ اليسوا هم من ادخلوا هتك الاعراض الي درجة الموت ضد اطفال ونساء ورجال معارضيهم داخل بيوت الاشباح وسجونهم التي تحت الارض؟ واليست جرائم الجنجويد وطرق قتلهم لضحاياهم من العزل من النساء والاطفال بالقائهم في النار المشتعلة والمستعرة في اكواخهم المحروقة بايدي هؤلاء الجنجويد وايضا قذف الرضع عاليا في الهواء ثم تلقيهم علي اسنة الحراب الا جزء من افاعيل هذا النظام الباطش والذي جاء باكذوبة انتهاجها للاسلام بمسمي التوجه الحضاري؟
لماذا كل هذه البشاعة والاشططاط في القتل والاسراف فيه؟ الاستمرارية الجلوس علي كراسي السلطة؟ ام للخوف من مفارقة النعيم والثراء الفاحش الحرام؟ ان كان البطش يثبت احدا في الحكم لما ذهب صدام الي حبل المشنقة وهو الذي قتل شعبه بالكيماوي وغير الكيماوي وفجر معارضيه من علي البعد بالقرنيت . ولما مات شاوسيسكو برصاص جنوده الذين كانوا بالامس ياتمرون بامره وينتهون بنهيه ولكن اطلقوا عليه وابل الرصاص حين جاءت ساعة القصاص.
وهؤلاء باذن الله ملاقون نفس المصير , فالمثل يقول :بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.
محمد احمد معاذ
[email protected]