مجرد سؤال .. لاءات الميرغني
بقلم : حامد إبراهيم حامد ..
مرة أخري يفاجأ الميرغني الشعب السوداني بلاءات جديدة وهي لاءات ثلاث يبدو انه أراد أن يوضح موقفه من المفاوضات الجارية حاليا بين حزبه والحزب الحاكم بخصوص التنسيق في الانتخابات المقبلة وهي لاءات لم تحسم الجدل المثار حول مواقف الميرغني الحقيقية وليس مواقف الحزب الذي حوله الي مجرد وجه سياسي هو المحرك له لاحول ولا قوة له لقادته.
فلاءات الميرغني وهي لا لانفصال جنوب السودان عن شماله ولا للمشاركة في الحكم مع المؤتمر الوطني إلا مع الكافة ولا للعداء للمؤتمر الوطني لا توضح موفقا واضحا، فلا لانفصال الجنوب، لا فضفاضة لأن الميرغني لا يملك سلطة فصل الجنوب والذي سيقرره الاستفتاء أو الجنوبيون أنفسهم وفق ما ورد في اتفاقية نيفاشا وكان علي الميرغني الذي أول من وقع علي مقررات اسمرا عام 1995 والتي هي أساس اتفاقية نيفاشا أن يكون واضحا ويحدد ما يريد بدلاً من اطلاق تصريح مبهم ظل يكرره الشريكان بدلا من العمل علي جعل الوحدة جاذبة فالشريكان اللذان طرح الميرغني لا للانفصال انابة عنهما يعملان عكس ما يقول الميرغني وأنهما رتبا للانفصال حتي أن الجنوبيين كادوا يسبقون الاستفتاء والذي يكون مجرد وعاء لمنح الشرعية للانفصال ليس إلا، لأن الواقع يؤكد أن فصل جنوب السودان أصبح مجرد وقت فقط.
أما لاء الميرغني الثاني والمتمثل في عدم المشاركة في الحكم إلا مع الكافة يدحضه الواقع، فحزب الميرغني يشارك في الحكم في مختلف الولايات بمعزل عن الآخرين من التجمع الوطني حتي أنه طالب بإبدال وزير التجمع الرئيسي ونائبه بوزير من حزبه كما أن المفاوضات التي تمت والجارية حاليا مع الحزب الحاكم تؤكد أن في الأمر شيئا ما وأن الميرغني يريد صرف الأنظار عن هذه المفاوضات التي كشف عن نتائجها رئيس فريق التفاوض عن الحزب الحاكم والذي أكد أن التنسيق وصل مرحلة متقدمة.
كما أن مواقف الميرغني شخصيا وحزبه من المعارضة وقضايا السودان الحالية تؤكد وجود تنسيق متكامل مع المؤتمر الوطني ليس في الانتخابات فقط وإنما في كل الأمور ومن هنا جاءت لا الميرغني الثالثة بعدم العداء للمؤتمر الوطني وهذا يعني في القاموس السياسي وجود تحالف أو تنسيق لأن لا للعداء ضد الحكومة هو الاقرار بالعداء للمعارضة، ومواقف الميرغني واضحة تجاه المعارضة فهو ضدها ومع الحكومة.
فكان علي الميرغني أن يكون واضحا ويقر بوجود مفاوضات بين حزبه والحزب الحاكم بدلا من تكرار لاءات لا تقنع حتي الأطفال، فالمواقف بالسودان واضحة ولا تتحمل القسمة إلا علي اثنين إما التحالف مع الحكومة أو الدخول في تحالف المعارضة الذي يضم 17 حزبا وخرج عنه حزب الميرغني وكل القرائن تدل علي ان الميرغني اختار الخيار الأول وأنه يحاول أن يقنع الشعب السوداني بلاءاته الثلاث التي ضلت طريقها في الواقع السياسي السوداني الحالي.
الراية القطرية