السودان يدرس إعفاء خاطفي موظفتي إغاثة من الملاحقة القضائية
26/08/2009
الخرطوم – رويترز: قال وزير أمس إن السودان يدرس إعفاء خاطفي موظفتي إغاثة في دارفور من الملاحقة القضائية في إطار مسعى جديد للإفراج عن المرأتين خلال شهر رمضان.
ويحتجز مسلحون المرأتين العاملتين لدى منظمة جول الإيرلندية منذ مطلع تموز/يوليو وهي أطول فترة خطف ضمن التصعيد الجديد لعمليات الخطف في غرب السودان.
وأثارت عمليات الخطف مخاوف على مستقبل جهود الإغاثة ذات التمويل الدولي في دارفور، حيث تتعرض منظمات الإغاثة بالفعل لهجمات على موظفيها وغارات على مجمعاتها. كما قررت الخرطوم طرد 13 من منظمات الإغاثة الإنسانية في آذار/مارس.
وقال وزير الدولة للشؤون الإنسانية عبد الباقي الجيلاني لـ’رويترز’ إنه يعرف الآن أسماء الخاطفين الثمانية الذين قال إنهم أعضاء في قبيلة بدوية في شمال دارفور تطلب فدية.
وأشار إلى أن الحكومة تتفاوض مع الخاطفين من خلال أعضاء بارزين في قبيلتهم يعتزمون مناشدتهم باسم الدين الإسلامي في شهر رمضان.
وأضاف ‘قلنا إن ما فعلوه جريمة. وينبغي معاقبتهم.. ولكن في هذه المرحلة هدفنا هو الإفراج عن السيدتين. ولذلك فنحن نحاول إبلاغهم بأننا مستعدون للتفاوض من أجل المغفرة.’ وتابع أن المقصود ‘بالمغفرة’ هو أن السودان مستعد لبحث احتمال إعفاء الخاطفين من الملاحقة القضائية.
وقال ‘شهر رمضان هو شهر المغفرة.. شهر الحب.. شهر العبادة’.
وأضاف أن رمضان ‘يخلق جوا روحيا حولهم.. وفي النهاية فإنهم بشر ويتفهمون معاناة السيدتين.. لذا نحن نتوقع في مثل هذه الظروف الروحية أن تكون استجابتهم إيجابية’.
وقال الوزير إن مصادر مقربة من مقر الخاطفين لا تزال تفيد بأن المرأتين بصحة جيدة.
وأضاف ‘من واقع التقارير التي تلقيتها فإن السيدتين بخير. لقد تكيفتا مع محيطهما.. ولا بد لي أن أقول إنهما قويتان جدا’.
ونفى الجيلاني تقارير أوردتها صحيفتان محليتان نقلتا عن مصادر أمنية لم تسمياها القول إن المرأتين المخطوفتين تزوجتا اثنين من افراد الجماعة الخاطفة. وأشار إلى أن تلك التقارير لا أساس لها من الصحة.
وامتنعت منظمة جول عن التعليق امس. وكانت قد أفادت بأن المرأتين هما هيلدا كاووكي (42 عاما) وهي من أوغندا وشارون كوينز (32 عاما) وهي من دبلن.
وقبل آذار/مارس لم يسمع عن أي حالة خطف لموظفي إغاثة. ولكن منذ ذلك الحين خطفت مجموعتان من موظفي الإغاثة إحداها لمدة ثلاثة أيام والأخرى لأكثر من ثلاثة أسابيع وبعدها تم الإفراج عن جميع المخطوفين دون أن يلحق بأي منهم أذى.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود هذا الشهر إن واحدا من موظفيها الدوليين احتجز خلال مداهمة لمجمع في تشاد على مقربة من الحدود مع دارفور.
واتهم متمردو دارفور الخرطوم بتدبير عمليات الخطف في إطار التضييق على جماعات الإغاثة التي تتهمها بتأييد الاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية للرئيس عمر البشير بالضلوع في جرائم حرب.
وكانت الحكومة السودانية قد طردت 13 جماعة أجنبية وأغلقت ثلاثة مكاتب محلية لمنظمات في آذار/مارس قائلة إنها قدمت أدلة للمحكمة الجنائية الدولية.
وتقول الخرطوم إن الخاطفين لا يسعون إلا للحصول على فدية. وهي مصممة على عدم دفع أي فدى.
القدس العربي