**الإمارات في السودان: خيوط الفوضى والجرائم تحت ستار الإنسانية!**

“*غطاء إنساني كاذب*: تقوم الإمارات باستخدام باب المساعدات الإنسانية لتغطية ما تمارسه من دعم مباشر لميليشيا الدعم السريع عبر استخدام منظماتها الانسانية لنقل الاسلحة والترسانة العسكرية.

*حرب بالوكالة*: استراتيجية الإمارات في استخدام قوات الدعم السريع كقوة بالوكالة تسمح لها بممارسة النفوذ في السودان دون تدخل عسكري مباشر، مما يعكس اتجاهًا أوسع في الصراعات الاقليمية.

*وصف دقيق للامارات في الاروقة الدبلوماسية*: وصف التقرير الاخير لنيويورك تايمز تزويد الإمارات لميليشيا الدعم السريع بالتكنولوجيا العسكرية لاستهداف المدنيين، تم وصف العملية باللا اخلاقي وربط تواطؤها المباشر في جرائم الابادة الجماعية في دارفور وجرائم الحرب في السودان على وجه العموم، بما في ذلك القتل المتسمر واستهداف المدنيين في الفاشر بواسطة الميليشيا، واخرها قتل ١١ مدني في المدينة بواسطة التدوين المباشر على المناطق المدنية.

*طموحات جيوسياسية*: إن تورط الإمارات في السودان هو جزء من استراتيجية أوسع لتأسيس نفسها كوسيط إقليمي، غالبًا على حساب انسان السودان.

وصلت حرب الإبادة المستمرة في السودان إلى مستويات كارثية، مع تهجير الملايين وفقدان عدد لا يحصى من الأرواح. وفي خضم هذه الاضطرابات، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كلاعب رئيسي، ولكن ليس كصانع سلام. بدلاً من ذلك، تعمل على إطالة أمد الحرب من خلال دعم ميليشيا الدعم السريع بشكل سري في البدء ويتجلى هذا الدعم بشكل اكثر وضوحاً في خلال الاشهر الستة الأخيرة. تستعرض هذه المقالة الدور المزدوج للإمارات في السودان – حيث تتظاهر بأنها جهة إنسانية بينما تغذي في الوقت نفسه حرب الابادة ضد الشعب السوداني.

*غطاء المساعدات الإنسانية*

وضعت وصورت الإمارات نفسها كجهة مانح للسودان، حيث تعهدت بملايين الدولارات كمساعدات وقدمّت أفعالها تحت غطاء الهلال الأحمر. ومع ذلك، كشفت التحقيقات عن واقع أغمق. بينما تروج الإمارات لجهودها الإنسانية، فإنها في الوقت نفسه تستخدم هذه المبادرات كواجهة للعمليات العسكرية. وقد تم الإبلاغ عن أن الطائرات المسيرة التي أُطلقت من قواعد تسيطر عليها الإمارات قد ساعدت في توجيه شحنات الأسلحة إلى ميليشيا الدعم السريع، وايضاً استخدام الطائرات الانسانية للهلال الاحمر الاماراتي لتزويد الدعم السريع بالسلاح تحت الغطاء الانساني.
نفس ميليشيا الدعم السريع المزودة بالطائرات المسيرة والأسلحة التي مصدرها الإمارات، تقو بتدمير الإمدادات الغذائية واستهداف المدنيين. تثير هذه التناقضات أسئلة حاسمة حول النوايا الحقيقية للإمارات في المنطقة.

*دور ميليشيا الدعم السريع: قوة مرتزقة*

تأسست قوات الدعم السريع في البداية لحماية الرئيس السوداني السابق، المتهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية عمر البشير، لشن الحرب على انسان السودان في دارفور، لكنها تحولت منذ ذلك الحين إلى مجموعة شبه عسكرية لديها طموحات خاصة بها من خلال نهب ثروات السودان. لقد حول دعم الإمارات فعليًا ميليشيا الدعم السريع إلى قوة بالوكالة، مما يسمح للإمارات بالضغط في السودان دون تدخل عسكري مباشر. هذه الاستراتيجية لاستخدام الميليشيات المحلية لتحقيق مكاسب جيوسياسية ليست جديدة؛ بل تعكس اتجاهًا أوسع في الصراعات الشرق أوسطية حيث تقوم الدول بالتلاعب بالمجموعات غير الحكومية لتحقيق أهدافها.

من خلال توفير التكنولوجيا العسكرية المتقدمة والدعم المالي لقوات الدعم السريع، ساعدت الإمارات في ترسيخ فصيل عنيف يهدد ليس فقط استقرار السودان ولكن أيضًا منطقة القرن الأفريقي بشكل عام. لقد جلبت أساليب ميليشيا الدعم السريع – الابادة الجنائية، جرائم الحرب، التطهير العرقي، القصف العشوائي، واستهداف المدنيين – إدانات دولية. ومع ذلك، تواصل الإمارات إنكار علاقتها المباشرة بما يجري في السودان، حيث تصر على أنها مجرد جهة محايدة تتمنى السلام، وهو كذب كشفت عنه العديد من التقارير الدولية وأدلة على تورطها في دعم وتزويد ميليشيا الدعم السريع بالأسلحة وايضاً بتوفير معلومات استخباراتية ولوجستية.

*المجمع العسكري الصناعي: الطائرات المسيرة والأسلحة*

تشير التقارير الأخيرة إلى أن الإمارات قد وسعت من نشاطها الداعم للميليشيا، مستخدمة الطائرات المسيرة المصنعة في الصين لتعزيز فعالية الدعم السريع. وقد تم نشر هذه الطائرات لأغراض الاستطلاع والاستهداف، خصوصاً ضد المدنيين مما أودى بحياة عشرات الآلاف. يثير الدعم العسكري الإماراتي لميليشيا الدعم السريع مخاوف أخلاقية بشأن تواطؤ دولي يوجه الامارات نفسها في دعم جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي تتم في السودان بواسطة الدعم السريع.

كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها الاخير عن السودان استخدام الطائرات المسيرة في السودان، وذكر التقرير ان هذه الطائرات المسيرة لم توفر معلومات حيوية لميليشيا الدعم السريع فحسب، بل سهلت أيضًا تهريب الأسلحة عبر الحدود. وقد تم تشبيه هذه العملية بـ “عملية مساعدات بوتيمكين”، حيث تسعى الإمارات إلى الحفاظ على واجهة الإنسانية بينما تستمر في استبدال صناديق الدقيق بصناديق ذخائر واسلحة محرمة دولياً مدت بها الدعم السريع والذي بدوره استخدمها في حربه ضو الشعب السوداني في دارفور، وفي الفاشر على وجه الخصوص.

*لعبة جيوسياسية أوسع*

ذكرت نيويورك تايمز إن تورط الإمارات في السودان هو جزء من استراتيجية أوسع لتأسيس نفسها كوسيط إقليمي. من خلال دعم ميليشيا الدعم السريع، لا تعزز الإمارات نفوذها في السودان فحسب، بل تضع نفسها أيضًا ضد القوى المنافسة. تعكس أفعال الإمارات نهجًا محسوبًا لإعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي في القرن الأفريقي، غالبًا على حساب السكان المحليين.

لقد جلبت هذه الصراعات على السلطة مجموعة متنوعة من الفاعلين الدوليين، مما عقد الوضع المأساوي بالفعل. تدعم الإمارات ميليشيا الدعم السريع، مما يخلق ساحة معركة فوضوية حيث غالبًا ما تطغى المصالح الأجنبية على معاناة الشعب السوداني.

*الدعوة للمساءلة*

يجب على المجتمع الدولي أن يُحمّل الإمارات المسؤولية عن دورها في حرب ابادة الشعب السوداني. وقد أدانت المنظمات الإنسانية دور الإمارات باعتبارها نفاقًا، مجادلةً بأنه لا يمكنها في الوقت نفسه الادعاء بأنها مدافعة عن السلام بينما تقوم بتسليح مجموعة مسؤولة عن الابادة الجماعية والتطهير العرقي.

بدأ المسؤولون الأمريكيون في مواجهة الإمارات بشأن عملياتها السرية، ومع ذلك، فإن هذه الدبلوماسية ضعيفة على أقل تقدير، حيث تستمر في تضمين الجاني كـ “مراقب” في محادثات ما يسمى بالسلام كالتي تحدث في جنيف، وهو أمر مزيّف وفيه إهانة لشعب السودان.

*الخاتمة*

بينما يتواصل تدهور الوضع الانساني في السودان، من الضروري من الضروري للمجتمع العالمي ان يعلن يتبع سياسة واضحة لدعم الشعب السوداني. ولكن ما يقوم به المبعوث التريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، من اختيار بعض الدول ليكونوا مراقبيين لمحادثات جنيف، كالامارات، التي تقوم باستمرار بتغذية الإبادة الجماعية في دارفور وجرائم الحرب في السودان، وتلقي بكل ما لديها لتدمير الفاشر وشعبها. هذي المساعي المضللة التي تحمل في ظاهرها السلام، مُحملة في الحقيقة بتنفيذ مشروع استيطاني يجلب مرتزقة واهلهم لاحداث تغيير ديمغرافي من خلاله تفرض سيطرة دولة الامارات وحلفاءها الدوليين على موارد وايضاً المواقع والمنافذ الاستراتيجية التي يتمتع بها السودان.

من الضروري إعطاء الأولوية للمساءلة الحقيقية والردع في تعاملاتها مع هذا الملف. إن أي حل لا يتصدى للإمارات وتواطؤها في الأزمة هو إساءة إلى الشعب السوداني وإنكار للعدالة. لقد حان الوقت لإنهاء الوعود الفارغة؛ يستحق الشعب السوداني أفعالًا حقيقية مع إلتزام من المجتمع الدولي بعمل اللازم لانهاء الاضطهاد والإبادة الجماعية.

لقد حان الوقت للوقوف الجمعي ضد استغلال الأزمات الإنسانية لتحقيق مكاسب جيوسياسية. تضامنًا مع الشعب السوداني.

إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة
الموقع: http://darfurunionuk.wordpress.com
إيميل: [email protected]
X (يعرف سابقاً بتويتر) : @darfurunionuk
فيسبوك: https://www.facebook.com/darfurunionuk
انستغرام:- https://instagram.com/darfurunionuk?igshid=MzMyNGUyNmU2YQ==

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *