أمين عام حركة تحرير السودان لـ«الشرق الأوسط»: لم أحرض واشنطن ضد حكومة الخرطوم
باقان أموم: سيكون الانفصال هو البديل إذا خسرنا الانتخابات
باقان أموم الأمين العام لحركة تحرير السودان أثناء مؤتمر صحافي (رويترز)
محمد علي صالح
نفى باقان أموم، سكرتير حركة تحرير السودان، خلال زيارته لواشنطن، حيث قابل مسؤولين أميركيين، وألقى خطابا أمام لجنة الشؤون الإفريقية في مجلس النواب، أنه يحرض واشنطن ضد حكومة الخرطوم، وأن خطابه أمام اللجنة كان ترضية لأعضاء اللجنة المتشددين ضد حكومة الخرطوم. وقال أموم لـ«الشرق الأوسط» في حوار في واشنطن إنه اشتكى تعنت حزب «المؤتمر الوطني»، شريك الحركة في حكومة السودان. وطلب من المسؤولين الأميركيين، وأعضاء الكونغرس، أن يشترطوا أن يوفي حزب المؤتمر بالتزاماته في اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب قبل تطبيع العلاقات الأميركية السودانية. وفي ما يلي نص الحوار:
* لماذا أشرتم في خطابكم أمام لجنة الكونغرس إلى أن السودان «دولة اصطناعية»؟
ـ لم أقصد أن السودان دولة ضعيفة أو مهلهلة. قلت إن السودان مهدد بالتمزق بسبب استمرار الحروب فيه منذ الاستقلال، وإن هذه الحروب سببت كارثة وطنية، وصارت الدولة السودانية غير راغبة وغير قادرة على ضمان أمن مواطنيها، ولا على خدمتهم.
* أمام أعضاء الكونغرس انتقدت «الطبقة السودانية الشمالية الحاكمة»، وتحدثت عن تفرقتهم ضد «الأغلبية الإفريقية»؛ أليس كل الشماليين أفارقة؟
ـ أنا انتقدت الذين يمارسون التفرقة العنصرية والكبت الديني وعداء غير المسلمين، وأنا انتقدت الذين يريدون فرض دولة إسلامية عربية أصولية.
* تُتهمون بأنكم تريدون ترضية منظمات وجمعيات أميركية لا تريد الخير للسودان (مثل المسيحيين المتطرفين، واليهود المتطرفين، والسود المتطرفين)؟
ـ ليس هذا صحيحا، نحن ممتنون للولايات المتحدة، حكومة وشعبا، ودون إشارة إلى أي جماعات أو منظمات، بأنهم ساعدونا وقت محنتنا. وحتى الآن أنا متأكد من أن الأميركيين لا يريدون للسودان غير السلام والاستقرار والتنمية والديمقراطية.
* هل تؤيدون تطبيع العلاقات السودانية الأميركية، والجهود التي يقوم بها الجنرال المتقاعد سكوت غرايشن؟
ـ أنا قلت للمسؤولين الأميركيين الذين قابلتهم، وقلت لأعضاء الكونغرس الذين تحدث إليهم، إن التطبيع يجب أن يأتي بعد تنفيذ اتفاقية السلام تنفيذا كاملا، وبعد التحول الديمقراطي عن طريق انتخابات حرة ونزيهة، وبعد نهاية الحرب في دارفور عن طريق مفاوضات واتفاقيات ملزمة.
* قلت في الكونغرس إن اسم السودان يجب أن لا يُرفع من قائمة الإرهاب.
ـ أنا قلت ما ذكرته لك قبل قليل، قلت إن مصلحة الأميركيين والسودانيين هي في تأسيس سلام شامل وديمقراطية كاملة في السودان، وقلت إن الحكومة الأميركية تقدر على ذلك باستخدام الضغط، والتشجيع، والإشراك، والمناورة، مع الأطراف المختلفة في السودان.
* هل قال لك المسؤولون الأميركيون الذين قابلتهم إنهم يؤيدون انفصال الجنوب أو يؤيدون وحدته مع الشمال؟
ـ أعتقد أنهم لم يقرروا ذلك بصورة نهائية. أعتقد أنهم، في الوقت الحاضر، يريدون الاستماع إلى مختلف الآراء. أنا أعرف أن بعض الناس يقولون إن الأميركيين يُملُون علينا في ما نفعل. لكن الحقيقة أننا نقول لهم آراءنا في صراحة، وهم يفعلون نفس الشيء. علاقتنا قائمة على المساواة والاحترام المتبادل.
* هل أنت وحدوي أم انفصالي؟
ـ أنا مناضل.
* تشتكي كثيرا حزب «المؤتمر الحاكم»، وهو شريككم في الحكم. هل تعتقدون أنهم سيُجرون انتخابات حرة ونزيهة؟
ـ في الوقت الحاضر أنا متشائم، لأني أرى الحكومة تحظر حرية الصحافة، وتكبت الأحزاب والمنظمات، وتستغل أجهزتها السياسية والتشريعية والعسكرية والأمنية لضمان بقائها في الحكم.
* هل ستقاطعون الانتخابات إذا استمر هذا الوضع؟
ـ نحن نريد رفع كل هذه القيود التي لا بد أنها ستعرقل إجراء انتخابات نزيهة. نحن نعمل من أجل ذلك، وأمامنا بعض الوقت.
* وإذا أجريت انتخابات حرة، وسقطتم؟
ـ سيكون ذلك تهديدا لمشروع السودان الجديد الذي نريده، وإذا لم نقدر على تأسيس سودان جديد، سيكون الانفصال هو البديل.
* هل سيؤيدكم الأميركيون في ذلك؟
ـ أنا قلت للأميركيين إنه إذا اخترنا الوحدة نتوقع منهم أن يدعموا السودان الموحد، الديمقراطي، المسالم.. وإذا اخترنا الانفصال، نتوقع منهم أن يدعموا دولة الجنوب ودولة الشمال، لتكون كل واحدة ديمقراطية ومسالمة.