عَمى يتغالطون…؟

عَمى يتغالطون…؟

صناديد/ خالد تارس
[email protected]

اكتفي التحكيم الدائم في لاهاي بمعالجة تقرير الخبراء وتحسين مستوي التفاهم (السياسي) بين طرفي نيفاشا وترك الوضع التقليدي في منطقة ابيي فوق مستوي الإضطراب فرفض المسيريه الحكم وتغالط الشريكين في حقل (هجليج) والإستفتاء . فسخر الدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب ولايدري مشار ان الفقه القانوني لهؤلاء القضاة بخلاف (القصاونه) لايمنحهم فرص المزايده في التحكيم مهما كانت درجة المظالم وبالتالي يعتبرون المسيره والدينكا نوك مجرد احزاب تمارس التعاطي السياسي وليس قبائل عاديه يحكمها المعشر وحسن المعاملات.! كان من العدول ان يفتح ملف القضيه من الأف الي الياء قبل تصفح المحكمه (إخفاقات) الخبراء المثيره للجدل. وكان من الاجدى ان تفتح المحكمه صفحه جديده للتقاضي وتبديد المظالم بدلاً من لفت نظر (الشركيين) بتجاه الصراط المستقيم الي السلطه . فصلاحيات التحكيم الدولي تخول للقضاه الأربعه امكانيه البت في القضيه المرفوعه من طرفي الحكم في السودان بكامل الشفافيه والحيثيات اقصد البحث الابتدائي وليس بالضروره ان يراعى في امر التقرير المطعون فيه اصلاً. ولايدور بخلد الرأي العام السوداني ان الحركه والوطني حينما احالا ملف ابيي الي لآهاي كان بغرض تحديد مدى تجاوزات الخبراء للتفوض وفضحهم قانونياً فهناك فرقاً شاسع مابين الخبراء و(القُضاة) في التناول الموضوعي للامر. ولكن المهم في اجراءات المتقدمين للعداله ايصال الملف للبت في تجاوزاته  القانونيه قد حدثت بمالا يناسب قناعه (المتشكك) وايقاف نزيف الجدل وفي هذه الحاله يفترض علي قضاة لاهاي فتح محاضر اوليه للتحكيم وليس نبش ومراجعة (هفوات) الخبراء علي اعتبار ان تقرير الخبراء ليس جذءً  اصلاً من الملف المحال عند الضروره وليست مرجعيه ملزمه لإستكمال الأحكام الموضوعه عملياً . ويبدو للمسيريه وكثيرين بينهم (عون القصاونه).. ان قضاة لاهاي لم يجتهدوا في الأمر إلا بضع ايام وليالي مكنت الشريكين من التراضي وقبول القرار بصرف النظر عن الواقع المجتمعي لاهالي المنطقه .. لاحظ قبول القرار وليس تنفيذه يعني ان المحكمه ببساطه تريد ان يخرج من ادراجها ملفاً يتأزم فيه الكييف القانوني (فلسفياً) ولايعفى عندئذٍ الحاكم والمحكوم..! اخطر ما في اعلان لآهاي انه راعى ابتسامه الطرفين ولم يرخي اذنيه لاطراف مهمه ربما قبولها يوفر ضمان التنفيذ لهذا الحكم حتى لو كان (مُلتوياً).. اوهمال القرار لعانيه مجتمع ابيي لم يخطر ببال احدى القضاه إلا واحداً منهم اضطراه الاعلان لوصف القرار بانه اهون عن بيت (العنكبوت).! السؤال القانوني هنا لماذا جاءت ملامح الترسيم الجديد علي قرار لاهاي مرضيه للاطراف السياسيه دون غيرهم.؟ لن نترك الإجابه (للأذكياء) حتى تستبين عبقرية التحكيم التي لاتريد للشريكين توسيع حلقات الجدال والتشاكس فيمالا يستدعي القانون والتحكيم الدولي اويستمر نعيم الطرفين في السلطه من نيفاشا الي الانتخابات حتى استفتاء الجنوب وعندها لكل حادثه حديث .! نعم الحِكمه السياسيه فرقت بين استفاء الجنوبيين عن انفصال الجنوب واستخيار  سكان ابيي بين الشمال الجنوب . امريين لا ثالث لهم لماذا هذا التحديد . ولم يتفاصح التحكيم كثيراً في اذابة الجليد بين الطرفين في هذا الموضوع.. السؤال من الذين يقع عليهم حق اقتراع (الخيارين).. استفتاء دينكا نوق ام سكان ابيي هناك فرقاً لم تظهره الاحداث فاذا كان الدينكا لوحدهم فما داعي الاستفتاء المنصوص عليه في الإتفاقيه اصلاً لان التحكيم بكل بساطه يكون قد حدد ابيي للدينكا دن غيرهم. واذا كان الاستفتاء معني به كل سكان ابيي يعود التغالط من جديد . ففي ابيي يوجد المسيريه وآخرين بكثافه لايستطيع ان يحددها الحركه الشعبيه حيناً الدهر. الصوره المُثلى التي خرج بها تحكيم لاهاي ليست مضره . فمن ناحيه سياسيه اقلها وقف نزيف الإشتباك بين الشريكين الي حين قيام انتخابات عامه وتثبيت استجابه حق الجنوبين في عملية تحديد الجنوب السوداني من إستفتاء شعبي يهرول له الجنوبيين و اهل المناطق ذات الخصوصيه في النيل الأزرق وجبال النوبه و(ابيي) في تاريخ حددته الاتفاقيه . لا ادري لماذا قبلت بعض الاحزاب بقرار التحكيم في لاهاي ولم يرفض إلا(المسيريه) الاجايه بكل بساطه هو ان هذه الأحزاب تسير بتجاه ماذهب اليه الشيريكين . يعني رحبت من منظور سياسي يصرف النظر عن قيمة البحث في العداله الوطنيه المطلوبه حتي لو باتت أبيي حاله كشميريه آمنه ومطمئنه لاهلها في الشطرين بما يضمن خسارة السودان الكبير. ولكن اختلاف ثقافه اهل ابيي وامكانيات البلده المباركه جعلت من افئدة هؤلاء البرره بؤرة مهمه للصداع والصراع المحتدم بين ضفتي الوطن..! وقناعة اهلنا الدينكا النقوك بعدالة التحكيم الدولي لم تاتي من عفوية التجاوب السياسي لطرفي نيفاشا (الحركه) لان الدينكا يعرفون ارضهم واين يعيشون قبيل ميلاد نفاشا الحركه بعشرات القرون ولكن التأييد جاء من منطلق ان الدينكا اصبحوا الان مفروزي العيش عن المسيريه اذا ما انفصل الجنوب لاقدر الله.اما قناعة المسيريه بعدم عدول التحكيم في لاهاي يأتي من انهم لن يرفضوا الجلوس بجوار الدينكا النقوك حتى لايتغير مسار ابقارهم ولكن ستتغيرالامور بطبيعة حال نيفاشا التى لاتشبع الطرف الثاني (المؤتمرالوطني) اذا ما نأى الجنوب عن الشمال رويدا فينقسم مرعي المسيريه بين الانثين ويصبح رعاة المسيريه مابين اعراف وتقاليد الحكم السوداني بشطريه الجنوبي والشمالي وليس للمسيريه حق التشكاي للاهاي يومئ
ذٍ إلا بظروف ثانويه لم تحددها لآهاي بعدئذٍ..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *