يقول نبي الافريكانية مالكوم اكس: (اذا لم تكن واعيا سيجعلك الاعلام تكره الأشخاص الذين يتعرضون للاضطهاد، وتحب الذين يقومون بالاضطهاد)..
بعيدا عما قاله وكتبه عمر القراي، في رده علي ما قيل ان د. جبريل ابراهيم قد كتبه رفضا لطرد اسرة علي عثمان محمد طه من منزل قيل انه ملك للحكومة.. بعيدا عن هذا لفت نظري ما كتبه القراي في جزئية تهدف الي النيل من د. جبريل وشيطنته وجعل المجال الحيوي له علي الحياد او كارهأ له .. وذلك في قوله (لماذا لم يصدر السيد جبريل بياناً ،حين طرد طلاب جامعة بخت الرضا من داخلياتهم .وحين جاءوا ليشتكوا في الخرطوم، منعوا بواسطة جهاز الأمن والشرطة من دخول الخرطوم. وحين أرادوا أن يؤجروا بصاً ليرجعوا للدويم، منعوا من ذلك أيضاً !! وتركوا في العراء مع حقائبهم ، دون أكل أو شرب ليوم كامل، حتى قام الشيخ الياقوت، جزاه الله خيراً، بإيوائهم في مسيدة بالقرب من جبل أولياء.)..
نعم جزي الله الشيخ الياقوت كل خير في ايواءه لطلاب دارفور الذين طردوا من جامعة بخت الرضا لكن.. لنعد بالذاكرة الي الوراء قليلا .. وقبل هذه الحادثة كانت هناك حادثة أكثر بشاعة من هذه.. الا وهي حادثة طرد طالبات دارفور من داخلية الفتيحاب الي الشوارع دون سكن او مأوي.. في تلك الاوقات تداعى ابناء دارفور في الدياسبورا وكونوا لجنة موحدة كان عمادها وقيادتها من حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بكافة فصائلها.. كان شخصي الضعيف ضمن لجنة قيادة الحملة في المملكة المتحدة.. برفقة قيادات من حركة العدل والمساواة السودانية أذكر منهم الاستاذ احمد تقد لسان، كبير مفاوضي الحركة، ادريس لقمة في المملكة المتحدة. وفي الضفة الاخري من الأطلنطي في أمريكا كان علي رأس اللجنة الاستاذ معتصم احمد آدم الناطق الرسمي للحركة. هذه اللجنة نجحت في جمع مبالغ مالية كبيرة بمشاركة البعض من ابناء السودان البررة.. هذه المبالغ نجحت في حلحلة مشكلة طالبات داخلية الفتيحاب ولمدة عام كامل، ليس هذا فحسب بل اتضح لنا ان هناك طلاب داخلية اخري مهددون بالطرد كذلك، تم حل مشكلتها بدفع فترة نصف عام من الايجار .. وكانت الجهة التي تستلم المبالغ في ذلك الوقت العصيب هي هيئة محامي دارفور وعلي رأسها الاستاذ الصادق حسن والأستاذ عبد الحميد باقة وآخرين.
بعد حل مشكلة الداخلية الثانية تبقي مبلغ من المال لدي لجنة الداخل، حينها ظهرت علي السطح مشكلة طلاب بخت الرضا التي تحدث عنها عمر القراي.. اذ ذاك تم تكليف هيئة محامي دارفور لإيصال بقية مبلغ الحملة الي طلاب بخت الرضا حيث قام الاستاذ الصادق حسن علي ما اذكر بإيصال الدعم المالي الي طلاب بخت الرضا.. رب سائل ما الصلة بين هذا وذاك.. الشاهد هنا ان قيادات حركات الكفاح المسلح لم تكن بعيدة عن هذه التحركات لحلحلة قضايا واشكاليات طلاب وطالبات دارفور في الداخل.. فدكتور جبريل لم يكن في حاجة الي اصدار بيان تضامن او دعم.. فكان يكفيه ان يوجه معتصم في أمريكا وتقد لسان في بريطانيا وادريس لقمة في ايرلندا وهؤلاء يقومون بتحريك قواعدهم الحركية لدعم قضية طالبات داخلية الفتيحاب ولاحقا طلاب بخت الرضا.. وهذا ما كان يحدث في حقيقة الأمر بغض النظر الي اثنية او جهة المضطهدين اؤلئك مثال ذلك ان غالبية طالبات دارفور اللائي طردن من داخلية الفتيحاب كانن من ولاية شرق دارفور وهي لا تعتبر حاضنة اجتماعية او اثنية لدكتور جبريل او عبد الواحد.. لكن ذلك لم يمنع قيادات وكوادر حركة العدل والمساواة من دعم قضايا المهمشين والمهمشات حيثما كانوا بالمال وقيادة حملات المساندة الدولية، و هذا ان دل علي شيء انما يشير الي ايمان قيادة الحركة العميق بقضايا الهامش السوداني.
لا أدري ماذا جري لبعض من ينتمون لحركات الكفاح المسلح الموقعة علي اتفاق جوبا لسلام السودان وهم يهرولون ويهللون فرحا بهذه المقالة وغيرها والتي تستهدف د. جبريل وهي في حقيقتها لا تستهدفه هو فحسب بل تستهدفهم هم أنفسهم وتنال منهم.. اعتقد ان أحدهم لو قرأ آخر سطر من مقالة القراي لادرك ما نقوله.. جبريل هنا ليس سوي عنوان ومدخل للنيل من أمثال جبريل.. من يظن أن الأمر سيتوقف عند جبريل فهو واهم.. فالأمر لن يتوقف هنا فاليوم جبريل وبالامس كان مني اركو مناوي وغدا د. الهادي ادريس وبعد الغد الطاهر حجر.. اقرأوا ان شئتم قول القراي في خاتمة مقاله حين يدعو حمدوك لاقالة جبريل ليس لأنه كوز سابق بل لأنه ما نال منصبه هذا ( لولا المحاصصات الحزبية الرزيلة).. المهم هنا أن هذه المحاصصات نسميها (استحقاقات السلام).. والأهم هنا ان عبارات المحاصصات الحزبية الرزيلة تنطبق علي د. الهادي ادريس ومني اركو مناوي والطاهر حجر وعبد الله يحي وعبد الحافظ جار النبي ومالك عقار وبثينة دينار وأخيرا وليس آخرا مولانا محمد آدم بخيت..
هذا ما كان يعنيه نبي الافريكانية مالكوم اكس بقوله عن الاعلام الذي يجعلك تكره الأشخاص الذين يتعرضون للاضطهاد وتحب الأشخاص الذين يقومون بالاضطهاد..
محمدين محمد اسحق
الخرطوم في ٩ يونيو ٢٠٢١