شددت الحكومة السودانية على أنها لن تتهاون في حماية مواطنيها ضد أي اعتداءات خارجية، وأكدت أن قوات من الجيش التشادي دخلت الأراضي السودانية خلال مطاردتها ضباطا هاربين من الجيش التشادي لكن الجيش السوداني تصدى لتلك القوات وأخلى المنطقة القريبة من مدينة كلبس في غرب دارفور، لكن مسؤولا في الحكومة التشادية قال: ليست لديه معلومات ردا على اتهامات الخرطوم، فيما أقرت الأمم المتحدة بالانتشار البطيء لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى والذي حد من قدرتها على التعامل مع الوضع الأمني الضعيف بالإقليم.
وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية السوداني السماني الشيخ الوسيلة لـ«الشرق الأوسط» إن الأخبار المؤكدة لديه أن ضباطا من القوات التشادية هربوا إلى ناحية كلبس في غرب دارفور وأن الجيش التشادي كان في مطاردتهم إلى أن حاصر قرية لجأ إليها الضباط، وأضاف «لكن القوات السودانية أخلت المنطقة»، نافيا وجود قتلى أو جرحى في قوات الطرفين أو وسط المواطنين وأن الأوضاع تحت السيطرة، مشددا على أن حكومته لا تسعى إلى التصعيد مع تشاد، وتابع «الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي طلبوا منا ألا نقوم بتصعيد الأوضاع مع تشاد ونحن استجبنا لذلك ضبطا للنفس وملتزمون بذلك» وقال السماني إن حكومته تتحقق من دخول القوات التشادية وإنها لن تتهاون في حماية مواطنيها وفقا للدستور دون التفريط في أي شبر من الأراضي السودانية، غير أنه أقر بوجود توترات على حدود البلدين رغما عن مساع تقوم بها الحكومة لإعادة العلاقات لسابقاتها، وكانت الطائرات التشادية قد أغارت خلال الشهر الماضي على الأراضي السودانية بحجة أنها تطارد قوات المعارضة مما دفع الخرطوم لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد أنجمينا، وهددت بأنها سترد على ما أسمته الاعتداءات المتكررة على أراضيها. وكشف السماني عن مساع يقوم بها المبعوث الأميركي إلى السودان سكوت غرايشن لحل الأزمة بين الخرطوم وأنجمينا، وقال إن غرايشن سيقدم تقريرا إلى مجلس الشيوخ اليوم حول الأوضاع في السودان خاصة دارفور، وأضاف أن رؤية المبعوث الأميركي التي لمستها الحكومة السودانية أن يتم حل الأزمات بين الحكومة والفصائل المسلحة في دارفور وكذلك بين النظام التشادي ومعارضيه إلى جانب حل الأزمة بين البلدين، معربا عن أمله في تحسين العلاقات بين أنجمينا والخرطوم، وتابع «ليس لدينا أطماع في تغيير النظام في تشاد أو احتلالها ولكن لابد من أن نخاطب القضايا الجوهرية بيننا وإبعاد العناصر الخارجية عن المنطقة»، وقال إن العناصر الخارجية تتمثل في المحكمة الجنائية الدولية وصراع بعض الدول الأجنبية دون أن يسمها حول النفط في المنطقة. إلى ذلك قال مسؤول بالأمم المتحدة إن الانتشار البطيء لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى حد من قدرتها على التعامل مع الوضع الأمني الضعيف في كلا البلدين. وأبلغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص للدولتين، فيكتور أنجيلو، مجلس الأمن المكون من 15 دولة، أن الوضع في شمال شرقي جمهورية أفريقيا الوسطى «شهد نقصا شديدا في الأمن خلال الشهور الثلاثة الماضية، ولا يزال مبعث قلق جاد فيما تواصل الجماعات المسلحة واللصوص العمل في المنطقة». من جهتها حثت روسيا المجتمع الدولي لتوفير الطائرات لقوة الأمم المتحدة في تشاد وأفريقيا الوسطى، وقال نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير كونستانتين دولغوف، في اجتماع خصصه مجلس الأمن الدولي لاستعراض تطورات الوضع في هذه المنطقة، أمس، إن روسيا هي التي تقدم دعما جويا لعملية الأمم المتحدة لدعم السلام في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى الآن. وتوجد أربع مروحيات نقل روسية من طراز «مي ـ 8 م ت» في تشاد الآن ويقوم 89 طيارا وفنيا من المواطنين الروس بتشغيلها في حين تحتاج قوات الأمم المتحدة هناك إلى ما مجموعه 18 مروحية عسكرية. وتضم قوات الأمم المتحدة في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى قرابة 2.4 ألف شخص في الوقت الراهن. من جهة أخرى ذكرت الرئاسة التشادية في موقعها على شبكة المعلومات الدولية أن الرئيس التشادي إدريس ديبي أجرى لقاء مع رئيس الحركة الوطنية المعارضة أحمد حسب الله صبيان بعد (24) ساعة على التوقيع في طرابلس على اتفاق السلام مع الحكومة التشادية السبت الماضي.
أمستردام: مصطفى سري
الشرق الاوسط